– الصيفي: المؤتمرات السنوية لها بصمات واضحة في دعم مسيرة العمل الإسلامي في أمريكا اللاتينية
– ضمين عوض: لهذه المؤتمرات أهمية كبيرة لنا كجاليات مسلمة مهاجرة في دول أمريكا الجنوبية
– نظام الأسرة في الإسلام هو العلاج لكثير من الأزمات والمشكلات الكبرى في المجتمعات غير المسلمة
ساوباولو – البرازيل
في تظاهرة سنوية دورية جمعت كافة المهتمين بالعمل الإسلامي في البرازيل ودول أمريكا الجنوبية وباحثين ومفكرين من مختلف دول العالم؛ أكد المشاركون في مؤتمر دولي بالبرازيل أن الحفاظ على هوية الأسرة المسلمة في القارة الجنوبية الأمريكية هو أكبر عامل يرسخ التواجد الإسلامي بها على مدار العقود القادمة.
فقد عقد مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية في البرازيل، وبالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، المؤتمر الدولي الثلاثين لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي تحت عنوان “الهوية الإسلامية للأسرة المسلمة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي وسبل المحافظة عليها”، وذلك بمدينة ساوباولو بالبرازيل.
وبحسب البيان الختامي الصادر عن المؤتمر بتاريخ 17 سبتمبر2017م؛ فقد شارك في المؤتمر وفود من أكثر من 25 دولة من دول قارة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، بالإضافة لمشاركة ضيوف من دول وقارات أخرى.
المؤتمر الذي انعقد على مدار ثلاثة أيام في الفترة (15 – 17/ 9/ 2017م)، عقد خمس جلسات نوقش فيها 30 بحثًا وورقة عمل، وتركزت على أربعة محاور حول موضوع الهوية الإسلامية للأسرة المسلمة في دول أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي وسبل المحافظة عليها.
بيرو.. أقلية فاعلة
وفي تصريحات خاصة لـ”المجتمع”، قال ضمين عوض، أحد المشاركين في المؤتمر، وأحد المؤسسين للجمعية الإسلامية في جمهورية بيرو (غرب قارة أمريكا الجنوبية): إن المؤتمر “ركز على الأسرة المسلمة وتربية الأجيال الناشئة على الأخلاق والثقافة الإسلامية من خلال الاهتمام ببناء المساجد وتأسيس المدارس وإقامة البرامج والأنشطة الإسلامية والثقافية والاجتماعية المختلفة”.
وأكد أن لهذه المؤتمرات “أهمية كبيرة لنا كجاليات مسلمة مهاجرة في دول أمريكا الجنوبية، وما أسعدنا بأن نتائج مؤتمر هذا العام كانت أكثر أهمية وأكثر تشجيعا لنا لم تضمنته من توصيات ومقترحات لصياغة خطة عمل بهدف ترسيخ التواجد الإسلامي في القارة عبر الحفاظ على هوية الأبناء والأحفاد بإقامة المشروعات والأنشطة التي توفر لهم أجواء بيئة إسلامية في تجمعاتهم على امتداد القارة”.
وأشار إلى أنه كان قد هاجر إلى جمهورية بيرو في عام 1967م، وعمل في حقل التجارة؛ إلا أن بداية توجههم نحو تأسيس العمل الإسلامي هناك كانت على إثر زيارات متتالية لهم من قبل أحمد علي الضيفي، الرئيس الحالي لمركز الدعوة الإسلامية في البرازيل وأمريكا اللاتينية، حيث حثهم على تأسيس جمعية إسلامية ومسجد والعمل كذلك على مشروع إيجاد مدرسة إسلامية كي تحفظ الهوية الإسلامية لأبناء الجالية المسلمة في بيرو، وبالفعل تم تأسيس جمعيتهم الإسلامية في عام 1988م.
ولفت إلى أن مسلمي بيرو لا يتعدى عددهم ألف نسمة من إجمالي 30 مليون نسمة؛ وغالبيتهم من المهتدين الجدد وينتمون للطبقة المثقفة الواعية التي لها احترام في أوساط المجتمع المحيط، لافتاً إلى أن الإسلام هو الأسرع انتشاراً من غيره من الأديان.
30 مؤتمراً دولياً
وحول فكرة المؤتمرات السنوية لمركز الدعوة الإسلامية في البرازيل وأمريكا اللاتينية، قال حسين علي الصيفي، أحد أعضاء اللجنة المشرفة على تنظيم المؤتمر، في تصريحات خاصة لـ”المجتمع”: إنها قد بدأها الحاج أحمد علي الصيفي في عام 1981م، وهذا العام هو المؤتمر الثلاثون والذي خصص موضوعه بالكامل لقضية الهوية الإسلامية للأسرة المسلمة حرصاً على الحفاظ عليها من الذوبان ولتقديم توصيات وأفكار لمشروعات تدعم التواجد الإسلامي في البرازيل ودول أمريكا الجنوبية.
وأوضح أنه كانت فكرة المؤتمرات الدورية السنوية والتي بدأها في عام 1981م، “فرصة لتجميع الدعاة في القارة للحديث عن همومهم في ظل مشاركة مع مسئولين عن الشئون الإسلامية من الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتهم السعودية مما خلق نوع من التواصل أسفر عن فتح فرص لاستقدام الدعاة وبناء المساجد وفتح مدارس في كثير من دول أمريكا الجنوبية. واليوم مركز الدعوة الإسلامية اليوم موجود في كل البرازيل تقريباً وفي كثير من دول أمريكا الجنوبية وبحر الكاريبي.
وتابع: كان لهذه المؤتمرات السنوية التي وصلت لثلاثين مؤتمر بصمات واضحة في دعم مسيرة العمل الإسلامي في أمريكا اللاتينية ودعم الدعاة والمؤسسات الإسلامية في مشروعاتهم وأنشطتهم الدعوية في بلدانهم بالقارة.
جدير بالذكر أن رئيس مركز الدعوة الإسلامية في البرازيل وأمريكا اللاتينية، الحاج أحمد علي الصيفي، من أصل لبناني وكان قد هاجر إلى البرازيل في عام 1965، حيث كان العمل الإسلامي وقتها ضعيف جدا، ولم يكن في البرازيل إلا مسجد واحد فقط في مدينة ساو باولو (العاصمة الاقتصادية للبرازيل، وأكبر مدن أمريكا الجنوبية). ومع في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، عمل “الصيفي” مع الجمعيات الموجودة أولاً ثم قام بتأسيس مركز الدعوة الإسلامية هناك في البرازيل وأمريكا اللاتينية محاولاً دفع حركة الدعوة للإمام في كل من البرازيل ودول أمريكا الجنوبية.
ويشار إلى أنه قد أبدى الحاضرون أسفهم وحزنهم الشديد لغياب الحاج أحمد علي الصيفي، رئيس مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية، عن الجلسة الختامية للمؤتمر لأول مرة منذ بدء هذه المؤتمرات الثلاثون وذلك نظراً لإصابته المرضية المفاجئة، ولتعذر زيارته بالمستشفى لانشغاله بالمؤتمر؛ ابتعث الشيخ عبد الرحمن الغنام، وكيل وزراة الشؤون الإسلامية بالمملكة السعودية والمشارك في المؤتمر، الدكتور عبد المجيد العمري، إلى المستشفى للاطمئنان على صحته وابلاغه سلام معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، متمنياً له الشفاء العاجل. وقد سجل الحاج أحمد علي الصيفي رسالة فيديو مصورة من حجرته التي يعالج فيها بالمستشفى، تم عرضها خلال الجلسة الختامية للمؤتمر.توصيات “الهوية الأسرية”
وبعد تقديمهم الشكر لمركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية ورئيسه الحاج أحمد بن علي الصيفي على الجهد الكبير لإنجاح هذا المؤتمر؛ أصدر المشاركون توصيات في ختام مؤتمرهم كان من أبرزها:
– التأكيد على القيمة الكبرى للأسرة المسلمة وأهميتها في المجتمع، والتأكيد على أن نظام الأسرة في الإسلام هو العلاج لكثير من الأزمات والمشكلات الكبرى في المجتمعات غير المسلمة.
– ضرورة الاهتمام بإنشاء المدارس الإسلامية النظامية والتوسع في ذلك لأنها من الوسائل المهمة للحفاظ على الهوية الإسلامية، وبخاصة مدارس المرحلة المبكرة للطفولة من رياض الأطفال وغيرها.
– المرأة المسلمة هي المحور الرئيس في بناء الأسرة المسلمة والحفاظ على هويتها، وأوصى المجتمعون بأن تحظى المرأة المسلمة في أمريكا اللاتينية بما تستحق من العناية والرعاية والبرامج والدورات وفرص العمل في المؤسسات الإسلامية والمراكز الدعوية والمدارس.