لا أمن ولا أمان، للصحفيين في عرف الاحتلال، فالاحتلال يعتبر مهنة الصحافة تهمة في أروقة المحاكم العسكرية، والاعتقالات لا تتوقف في صفوف الصحفيين.
بلا تهمة
الإعلامي د. أمين أبو وردة الذي تعرض للاعتقال الإداري أكثر من مرة ولفترات متفاوتة قال لـ”المجتمع”: التغول من قبل الاحتلال على الصحفيين يأخذ عدة أشكال وصور، فتارة استدعاء أمني واقتحام منزل للاستجواب أو تسليم بلاغ أمني، أو من خلال منع السفر للمشاركة في مؤتمرات إعلامية يتم فيها تمثيل فلسطين، أو من خلال الاعتقال الإداري بدون تهمة لفترات طويلة بتهمة الملف السري، وقد التقيت بالعديد من الصحفيين داخل الأسر بدون تهمة تذكر سوى أن مهنتهم هي الصحافة.
وأضاف أبو وردة: يومياً يتم مداهمة مراكز إعلامية مثل الإذاعات المحلية أو منازل للصحفيين وغيرها من الانتهاكات التي لا تتوقف.
محمد طبسية، والد الصحفي المعتقل رغيد طبسية، مقدم برامج في فضائية “النجاح”، قال: صدمنا جميعاً من اعتقاله، فهو يعمل في مجال الصحافة وفي فضائية معروفة، وسافر إلى قطر للمشاركة في دورة بقناة “الجزيرة”، إلا أن الاحتلال لا يريد لأي صحفي شاب أن يخدم شعبه ووطنه ويحاول أن يقتل أي إبداع، وطريقة الاعتقال كانت مرعبة من حيث التدمير ومصادرة كل المقتنيات الشخصية له، وكأنها رسالة من الاحتلال له ولنا مفادها أن العمل في مجال الصحافة وفضح الاحتلال وسياسته ستنتهي عند محطة الاعتقال والملاحقة.
خالد أبو عكر، مدير “شبكة أمين الإعلامية”، قال: ما يتعرض له الصحفي الفلسطيني من قبل سلطات الاحتلال انتهاكات يمكن تصنيفها بجرائم الحرب، فهي تقييد حريته وحركته بدون تهمة، ويتم فبركة التهم بحق الصحفي الفلسطيني لشرعنة عملية الاعتقال، وهناك عشرات الصحفيين داخل الأسر، والعالم يصمت أمام هذه الجريمة التي تمس حرية التعبير والرأي التي كفلتها كل القوانين والشرائع الدولية.
غازي بني عودة، مسؤول وحدة الرصد والتوثيق في مركز مدى للحريات الإعلامية، قال: الانتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين والمؤسسات الصحفية في تصاعد خطير، فمن رصد ما يجري على أرض الواقع يتضح من الأرقام والإحصائيات المرعبة مدى التغول الاحتلالي.
إحصائيات
وسرد بني عودة لـ”المجتمع” بعض الإحصائيات حول الانتهاكات بحق الإعلاميين قائلاً: خلال النصف الأول من هذا العام كانت الانتهاكات “الإسرائيلية” على النحو التالي: 45 حالة اعتداء جسدي من ضرب واعتداء، 14 حالة اعتقال سواء كان إدارياً أو توقيفاً، أما الاستدعاءات فكانت حالة واحدة، والاستجواب حالتين، و12 حالة فيها مصادرة معدات وأجهزة، و4 حالات فيها إتلاف سيارات وأثاث، و7 حالات مداهمة مؤسسات ومنازل، و3 حالات منع سفر، وحالتان تهديد بالاتصال الهاتفي من قبل ضباط مخابرات، و10 حالات منع تغطية، وإغلاق 6 مؤسسات.
وأضاف: بلغ مجموع الانتهاكات الاحتلالية 127 حالة حتى منتصف هذا العام، وهذه الأرقام كما قلت خطيرة وفي تصاعد مستمر، ويجب أن تكون هناك خطوات رادعة للجم الاحتلال وسلوكياته تجاه الصحفيين.