وصف رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي عبدالرحمن السويحلي، اليوم الأربعاء، لقاء وفد مجلسه بممثلي مجلس النواب الليبي (المنعقد بطبرق)، في تونس أمس بـ”الفرصة التاريخية التي قد لا تتكرر”.
واعتبر السويحلي في تدوينة له على “تويتر”، لقاء تونس الذي يعد أولى جولات مفاوضات تعديل الاتفاق السياسي “فرصة تاريخية قد لا تتكرر للوصول إلى تسوية سياسية حاسمة، تتحقق من خلالها المصالح العليا للوطن وتؤدي إلى شراكة حقيقية تجمع الليبيين”.
وانطلقت أمس الثلاثاء، في الجارة تونس جولة حوار مباشرة بين الوفدين، تدوم لأسبوع، بغية تعديل بنود الاتفاق السياسي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية عام 2015، وفق خطة العمل المقترحة من المبعوث الأممي.
والأربعاء الماضي، طرح مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، في اجتماع بنيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، خطة عمل لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
وترتكز الخطة على ثلاث مراحل رئيسة؛ هي: تعديل اتفاق الصخيرات، ثم عقد مؤتمر وطني يجمع الفرقاء السياسيين الذين لم يشاركوا في الحوارات السابقة.
وبعد عام من العمل، يتعين الوصول إلى المرحلة الثالثة والنهائية من الخطة الأممية وتشمل إجراء استفتاء لاعتماد الدستور، الذي يتم في إطاره انتخاب رئيس وبرلمان.
وفي 17 ديسمبر 2015، وقعت أطراف النزاع الليبية اتفاقًا (الصخيرات) لإنهاء أزمة تعدد الشرعيات في البلاد.
وتمخض الاتفاق عن مجلس رئاسي لحكومة الوفاق الوطني، ومجلس الدولة (غرفة نيابية استشارية)، إضافة إلى تمديد عهدة مجلس النواب في مدينة طبرق (شرق)، باعتباره هيئة تشريعية.
لكن بعد مرور عام على “الصخيرات” دون اعتماد مجلس النواب (يريد إدخال تعديلات على الاتفاق)، لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، اعتبرت أطراف شرقي ليبيا، أن الاتفاق قد انتهى، وهو ما ترفضه الأمم المتحدة.
وتعاني ليبيا من فوضى أمنية، حيث تتقاتل في البلد العربي الغني بالنفط كيانات مسلحة عديدة، منذ أن أطاحت ثورة شعبية بنظام حكم الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي عام 2011.