قال المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج، زياد العالول: إن المؤتمر بدأ حملة شعبية في ذكرى مئوية وعد بلفور “المشؤوم” التي تتزامن هذا العام، للتنديد بالدور البريطاني لنكبة فلسطين.
وفي حوار أجرته “الأناضول” مع العالول، عبر الهاتف من لندن، قال إن الحملة تعتمد في جزئية منها على التغريد والنشر بوسم (هاشتاج) وضعه “الإسرائيليون” للتمجيد بالوعد، “إلا أنهم سيوضحون للناس الحقيقة والمآسي التي تسبب بها”.
وأوضح أن “الحملة انطلقت في 20 سبتمبر الجاري، وتسمر حتى 20 نوفمبر المقبل، بفريق عمل يزيد عن 500 متطوع من شتى بقاع العالم، وبعدة لغات أهمها؛ العربية، والإنجليزية، والإسبانية والتركية ولغات أخرى”.
وبحسب العالول، فإن قوة الحملة تكمن بأن جزءًا منها سيكون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، “وربما تكون الأكبر لفلسطيني الخارج والداخل”.
العالول، أوضح كذلك أنه “سيتم توحيد الناشطين المغرّدين وتوجيههم لتحقيق هدف واحد، وسيكون هناك أوقات معينة للتغريد، عبر غرف سيتم إنشاؤها في العواصم المختلفة لهذا الغرض”.
وحول الاعتماد على وسم وضعه “الإسرائيليون”، لفت إلى أنهم لم يخصصوا “هاشتاج”، بل سيجري استخدام ذلك الذي أطلقه “الصهاينة وهو (بلفور 100)”.
وتابع العالول، “سندخل في مجابهة من يمجد ويمدح بلفور، ونغرد بنفس الهاشتاج، ونوضح للناس الحقيقة والمآسي التي سببها”.
وقال أيضا “هذا العام تمر علينا ذكرى مئوية وعد بلفور الأليمة بالنسبة للشعب الفلسطيني، الذي كان أول النكبات، لأنه أسس لدولة الاحتلال، بمشاركة كل الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا”.
ولفت إلى أن “المؤتمر الشعبي يحاول أن يصدّر الذكرى إلى الرأي العام الغربي، لتوعيته بما سببه الوعد (بلفور) والدور الاستعماري البريطاني اللذيْن ساهما بتسليح وتدريب العصابات الصهيونية، التي استولت على الأرض، واغتصبت مقدرات الشعب الفلسطيني”.
ومضى شارحاً الحملة الشعبية بقوله: من خلالها سنسعى للتركيز على الدور الاستعماري لبريطانيا، وفضح دوره خلال فترة الانتداب قبل وبعد “وعد بلفور”.
وأضاف: “سنسعى للتركيز على مطالبة بريطانيا بتحمّل المسؤولية القانونية والأخلاقية للشعب الفلسطيني، جراء الوعد المشؤوم، ودورها الاستعماري خلال حقبة الانتداب في فلسطين (1917-1948)”.
وعن أهداف الحملة قال العالول: إنها تتضمن “إلزام بريطانيا دفع التعويضات كاملة للشعب الفلسطيني جراء هذا الوعد”.
واستطرد “نحاول من خلال الحملة تجريم بريطانيا، حيث أنها حكومة، وبعضٌ ممن ينتمون للعائلة الملكية، أعلنوا مشاركتهم الصهاينة في حفل كبير تم الإعداد له في العاصمة لندن، وسنمارس الضغط الكبير لعدم السماح بذلك”.
وأرجع العالول، ذلك إلى “أن مشاركتهم (بريطانيا) تعد استمرارا في الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، وإمعانا بالظلم الذي ارتكبوه في حقبة الانتداب البريطاني”.
وزاد القول: إن “العديد من الفعاليات يجري التحضير لها لإحياء هذه الذكرى، وسيؤدي المؤتمر الشعبي دوراً تنسيقياً بين المؤسسات الفلسطينية، والمؤسسات الصديقة المناصرة لفلسطين”.
وعن الفعاليات، أشار إلى أنه “ستقام مظاهرة ضخمة في العاصمة البريطانية لندن في الرابع من نوفمبر المقبل، في ذكرى مئوية وعد بلفور، وسيُقدم بنهايتها عريضة إلى الحكومة البريطانية، تستنكر الوعد وتطالبها بتحمل المسؤولية”.
“ستقام فعالية أيضا في العاصمة اللبنانية بيروت، في 17 نوفمبر المقبل، بمشاركة عربية وفصائلية وإسلامية، لإحياء الذكرى”، يضيف العالول.
وتابع: “ستكون هناك العديد من الفعاليات والاعتصامات أمام سفارات لندن حول العالم، لتحميلها (بريطانيا) المسؤولية عن هذا الجرم (في إشارة لـ”وعد بلفور”)”.
واستطرد العالول، قائلاً: “ستنظم العديد من الندوات والمؤتمرات الأكاديمية والسياسية، أهمها في العاصمة لندن، من خلال مؤتمر أكاديمي في المكتبة الوطنية البريطانية في 6-7 أكتوبر المقبل”.
كما قال “وسيكون هناك بعض الندوات في البرلمان البريطاني، وعروض فيديو، وفعاليات في شتى بقاع العالم”.
وأشار إلى فعاليات للجالية العربية في أمريكا اللاتينية.
واستطرد العالول، “سنحاول إيصال صوتنا إلى المستعمر البريطاني، ليخجل من هذا الجرم الذي ارتكبه بحق الشعب الفلسطيني، وسنطالبه بتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية”.
أما فيما يخص أهمية الحدث، أشار إلى أنه “من المهم استغلال الذكرى لتوعية الرأي العام، ليس فقط الغربي، بل العربي والفلسطيني، فالكثير من الفلسطينيين ترعرعوا، كما العرب، ودولة “إسرائيل” قائمة، ولا يعرفون التاريخ، وكيف أسست دولة الاحتلال، ومن ساهم بذلك”.
وتابع شارحاً: “يجب تهيئة الرأي العام العربي والفلسطيني والغربي، وتوعيته بما يخص “وعد بلفور”، وما سبقه العديد من الوعود والرسائل والمحاولات للحركة الصهيونية العالمية، بمساعدة من الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا فرنسا أمريكا”.
وأشار إلى أن “بريطانيا كانت رأس الحربة، و”وعد بلفور” أسس لمرحلة ساهمت بتهيئة الحاضنة للحركة الصهيونية لتأسيس دولة الاحتلال على أرض فلسطين”.
وذهب إلى أنه منذ “وعد بلفور” إلى عام 1947، ساهمت بريطانيا بدورها كمنتدب للأراضي الفلسطينية لبيع الأراضي وإعطائها للصهاينة، وتدريب وتسليح عصاباتهم، وتهيئة الوضع القانوني، والملكية للشركات الصهيونية، الأمر الذي ساهم بشكل كبير بوجود دولة “إسرائيل”.
وشدد على أن “توعية الرأي العام الفلسطيني مهم، ويجب أن يعرفوا بأن فلسطين تحتفل بمرور عام على إصدار ورقة أو صك بتأسيس دولة الاحتلال، وهذا يعني عدم ملكية هذا المحتل لهذا الأرض”.
وقال أيضاً: “هم (الفلسطينيون) بطريقة ما يعترفون بأن الاحتلال بُني على باطل، وبُني على وثيقة لا يوجد لها سند قانوني، وهذا ما يجعلنا نستغل ذلك في المحافل الدولية، بأن هذه الدولة بنيت على باطل وزيف”.
وحول المواقف العربية والإسلامية والدولية من الحملة، قال: “لا يوجد لهم موقف على “وعد بلفور”، باستثناء موقف السلطة الفلسطينية بمطالبة بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور، وهو الأبرز”.
وختم: نحن نشجع هذا الموقف، ونشجع المضي قدما لمحاكمة بريطانيا، والمطالبة بالاعتذار والتعويض، وسنكون داعمين لأي موقف عربي أو إسلامي، وربما نحاول أن نتواصل مع دول عربية وإسلامية لإصدارها موقف ضد “وعد بلفور”.