حذّرت دراسة أمريكية حديثة، من أن العقاب البدني الذي يتعرض له الأطفال في المنزل، وخاصة الإيذاء الجسدي كالضرب كان مرتبطًا بانخفاض أدائهم المعرفي.
الدراسة أجراها باحثون بجامعتي ولاية بنسلفانيا وفرجينيا كومونولث، بالولايات المتحدة، ونشروا نتائجها، اليوم الأحد، في دورية “Child Abuse and Neglect” العلمية.
ولكشف تأثير العقاب البدني على التحصيل الدراسي للأطفال، تابع الباحثون أكثر من 650 طفلاً.
وخضع الأطفال لثلاثة أنواع من العقاب البدني، وهي العقاب البدني الخفيف، العقاب البدني القاسي، والإيذاء البدني.
ثم قام الباحثون برصد تأثيرات العقاب البدني بمختلف أنواعه على التحصيل الدراسة والأداء المعرفي للأطفال.
ووجد الباحثون أن الإيذاء الجسدي كالضرب كان مرتبطًا بانخفاض في الأداء المعرفي للأطفال، في حين أن أشكال العقاب البدني غير المؤذية جسدياً كالتعنيف كانت مرتبطة بشكل مستقل بانخفاض المشاركة المدرسية، وزيادة شعور الأطفال بالعزلة عن أقرانهم.
وقالت د. سارة فونت، أستاذة علم الاجتماع بجامعة فيرجينيا كومنولث: إن أداء الأطفال ومشاركتهم في الفصول الدراسية تتأثر بشكل كبير بالتعرض إلى عقاب جسدي خفيف أو قاس في المنزل.
وأضافت: “حتى لو لم ينتج عن العقاب البدني إصابات جسدية خطيرة، فقد يتعرض الأطفال للخوف والضيق، وهذا الإجهاد يؤثر سلبا على بنية المخ، ما ينعكس على أدائهم الدراسي”.
وانتقدت فونت، أساليب العقاب بأنواعها قائلة: “هذه الأساليب من العقاب تهدف إلى إلحاق ألم ولو طفيف حتى يغير الطفل سلوكه لتجنب العقاب في المستقبل، لكنها لا تعطي الأطفال فرصة لتعلم كيفية التصرف بشكل مناسب، من خلال الشرح والتوضيح، والأفضل أن يوضح الوالدان للأطفال خطورة أفعالهم دون إيذاء بدني ونفسي”.