هناك فريق خاص بإغاثة الشعب السوري من خلال عدة محاور كالغذاء والإيواء والطب والتعليم والدعم النفسي
سيرت 330 قافلة إغاثية بنحو 75 مليون دولار ومشاركة أكثر من 1400 شخص
خلال العام الماضي دعمت أكثر من 17 مدرسة استوعبت أكثر من 7868 طالباً
أنشأت ودعمت العديد من المستشفيات ووفرت 46 سيارة إسعاف لمعالجة اللاجئين
قافلة الدعم النفسي هي الأولى من نوعها لمعاجلة آثار مظاهر العنف على اللاجئين
أقل من 10% من الأطفال السوريين يحصلون على مياه نقية مقابل 90% يشربون المياه غير المعقمة
تتصدر الأزمة السورية الجهود الإنسانية والخيرية لدولة الكويت والمؤسسات الخيرية والإنسانية، وقد حرصت الكويت على الوقوف إلى جانب الشعب السوري خلال سنوات الأزمة منذ بدايتها، كما برز النشاط الخيري والإغاثي للجمعيات والمؤسسات الخيرية الكويتية، ومنها الرحمة العالمية بجمعية الإصلاح الاجتماعي، التي لها مساهمات وبصمات واضحة في إغاثة اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا وغيرها.
حول دور الرحمة العالمية في الأزمة السورية، أكد رئيس مكتبها في سورية وليد أحمد السويلم أن جهود الرحمة العالمية انقسمت إلى جانبين؛ تنموي وإغاثي، وتطرق السويلم إلى هذين الجانبين في حوار له مع «المجتمع».
ما رؤيتكم لمواجهة الأزمة السورية وتلبية احتياجات اللاجئين السوريين؟
– منذ بداية الأزمة ونحن نعمل في الرحمة العالمية من خلال خطط إغاثية دورية تتفاعل مع أولويات واحتياجات كل مرحلة لمواجهتها وإغاثة اللاجئين والنازحين السوريين، حيث تم تشكيل فريق خاص بالإغاثة للشعب السوري، وتم العمل من خلاله على محاور عديدة كالإغاثة الغذائية والإيواء والإغاثة الطبية والمشروعات التعليمية والدعم النفسي ومشروعات المياه، بالإضافة إلى المساهمة في زواج السوريين، ويتم ذلك مع شركاء من الجمعيات الخيرية الموثقة والمعتمدة لدى وزارة الخارجية الكويتية وبدعم متواصل من المؤسسات الداعمة والمتبرعين الكرام.
ماذا عن القوافل الطبية والإغاثية للرحمة في سورية؟
– الرحمة العالمية أطلقت مع بداية الأزمة القوافل الطبية، التي حملت شعار «نفذ إغاثتك بنفسك»، من خلال التواصل مع شرائح جديدة في المجتمع، وتنمية الموارد المالية، وقد سيرت الرحمة 330 قافلة إغاثية، بما يقارب 75 مليون دولار، وشارك في تلك القوافل أكثر من 1400 شخص، كما قامت بتقديم مساعدات إغاثية وصحية وتعليمية وتنموية استفاد منها الملايين.
في المحن والأزمات تزداد معاناة الأطفال.. فماذا قدمت الرحمة العالمية للأطفال السوريين؟
– في ظل وجود ملايين الأطفال السوريين المشردين ما بين نازح ولاجئ، كان من الضروري مواكبة وضعهم التعليمي؛ حتى يتمكنوا من الحصول على حقهم في التعلم، فالرحمة العالمية من أوائل المؤسسات التي اهتمت بتقديم الدعم الإنساني لصالح أبناء الشعب السوري بهدف التخفيف من الأزمة الإنسانية السورية عموماً، والتعليمية خصوصاً؛ حيث يُحرم ملايين الطلبة السوريين من حقهم في التعليم، الأطفال السوريون يعيشون بين واقع الطفولة، والأحلام البعيدة عن التحقيق، في ظل التسرب من المدارس والحرب التي دمرت كثيراً من البنى التحتية، وجعلت الوضع التعليمي يتهاوى، حتى أصبح التعليم حلماً صعب المنال لكثير من الأطفال؛ لذا حرصت الرحمة على دعم وتشغيل العديد من المشاريع التعليمية التي من خلالها تقوم ببناء الإنسان وإعفافه، وهي الرسالة السامية للإسلام كحضارة للخير، وقد أخذنا على عاتقنا رعاية الأطفال السوريين في الداخل السوري وفي دول اللجوء المختلفة، حيث قمنا بدعم أكثر من 17 مدرسة خلال العام الماضي، واستطاعت تلك المدارس أن تستوعب أكثر من 7868 من الطلاب.
وماذا عن الرعاية الصحية للاجئين السوريين؟
– قامت الرحمة العالمية بإنشاء ودعم العديد من المستشفيات والمستوصفات لمعالجة اللاجئين والنازحين السوريين، وتوفير 46 سيارة إسعاف، منها على سبيل المثال: مستشفى الرحمة الطبي في منطقة عرسال الحدودية، وهو المشفى الأول من نوعه في تلك المنطقة الحدودية من حيث الإمكانات وطبيعة العمل، بالإضافة إلى أن الرحمة العالمية قامت بإنشاء العيادات المتنقلة في الداخل السوري التي تضم عيادة للأطفال والنساء، وأخرى للرجال، إلى جانب غرفة استقبال بهدف علاج الأمراض في بدايتها قبل وصولها إلى حالات متقدمة يصعب علاجها، ويهدف المشروع إلى توفير أجور النقل على الأمهات من المخيم إلى العيادات المنتشرة على الحدود، وإجراء العمليات الصغيرة داخل العيادات المتنقلة، وجمع إحصائيات عن الأطفال والحوامل داخل المخيمات، ويسهم المشروع في الإنذار المبكر للأمراض المعدية المنتشرة في المخيمات التي تتم دراستها من خلال تلك المستوصفات المتنقلة، أما الحالات المستعصية فيتم نقلها إلى المستشفيات القريبة.
سمعنا عن اضطرابات نفسية تصيب اللاجئين بسبب المعاناة المستمرة، فماذا قدمتم في هذا الجانب؟
– يحتاج آلاف اللاجئين وبخاصة الأطفال إلى الدعم النفسي، وفي محاولة لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين الهاربين من الحروب في بلادهم، الذين فقدوا أسرهم وأوطانهم، وتقديم الدعم النفسي لهم، قامت الرحمة العالمية بتسيير قافلة كاملة هي الأولى من نوعها، فقد كان ثمة رحلات سابقة قام بها اختصاصيون نفسيون، كما أن هناك قوافل حملت في طياتها فريقاً كاملاً للدعم النفسي للاجئين السوريين، وقد شملت أساتذة ومتخصصين في الدعم النفسي.
وكان هدف القافلة تقديم الحماية والدعم النفسي للاجئين السوريين الذين شهدوا أبشع مظاهر العنف والحرب، محاولين بذلك دفعهم كي ينسوا صفحاتها وإزالتها من عقولهم أن الحياة مليئة بالحب والسلم والروح الإنسانية المتسامحة، عبر إدخال ولو مسحة فرح بسيطة ولمسة هدوء وسكينة إلى قلوبهم وإبراز بعض ما لديهم من مواهب.
وقوافل الدعم النفسي تعمل على تخفيف حدة تأثيرات هذه العوامل بالطرق العلمية، إضافة إلى تعزيز الوازع الديني والأخلاقي لدى المصابين لما له من أثر كبير في إحداث الطمأنينة والراحة النفسية لهم بشكل مباشر.
توفير مياه نقية أصبح من أهم متطلبات الإغاثة.. فما جهود الرحمة في هذا المجال؟
– إن أكثر من 70% من أمراض الأطفال في المخيمات السورية سببها المياه الملوثة، ولا يقتصر سبب انتشار الأمراض على تلوث المياه فحسب، بل استخدام العبوات البلاستيكية المتكرر، لذا كانت فكرة إنشاء مشروع محطات المياه التي تتمثل في تطوير مصنع متنقل لتنقية وتعبئة المياه بأفضل الطرق الحديثة ليتم توزيع المياه النقية على اللاجئين والنازحين.
والمشروع يهدف إلى العمل على نشر أفضل الصدقات انطلاقاً من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصدقة سقيا الماء”، ويهدف كذلك إلى القضاء على الأمراض التي تسببها المياه الملوثة، وتخفيض كلفة إنتاج المياه الصحية بواقع 80% عن سعر شرائها من السوق، وحصول المستهلك على المياه في يوم تصنيعها نفسه، فضلاً عن تخفيف عبء حصول الأمهات على المياه التي تبعد عنهن آلاف الأمتار يقطعنها سيراً على الأقدام للحصول على مياه نظيفة لأبنائهن، وعدم الحاجة إلى تخزين عبوات المياه.
ووفقاً لتقرير صادر عن المركز السوري للدراسات والأبحاث، فإن أقل من 10% من الأطفال السوريين يحصلون على مياه نقية مقابل 90% يضطرون إلى شرب مياه الآبار والأنهار غير المعقمة.
حدثنا عن المشروعات التي أطلقتها الرحمة العالمية للمرأة السورية.
– ركزت الرحمة العالمية في برامجها الإغاثية الإنسانية على مجموعة من المشاريع النوعية التي استهدفت تمكين المرأة السورية في تركيا وتنميتها لتقوم بدورها في رعاية أبنائها خاصة الأسر التي فقدت المعيل، فقدمت مشروعاً تدريبياً تأهيلياً تنموياً لإكساب المرأة السورية حرفة وإعطائها فرصة للاستعفاف من خلال مشغل خياطة المرحوم سليمان العقيلي وحرمه.