كان لتراجع الدور المجتمعي للمرأة المسلمة خلال القرون الأخيرة أحد الأسباب الرئيسة لتدهور حال الأمة الإسلامية وتخلفها، ومن الداء يأتي الدواء، وما لم تنهض المرأة المسلمة بدورها المجتمعي المنوط بها؛ فلن تنهض هذه الأمة التي سطع نورها الحضاري في أرجاء هذه المعمورة وأنار للشعوب الإنسانية دروب حياتها فأبصرت الخير ورأت الرفاهية في ظلال حضارة الإسلام الإنسانية لقرون عديدة متواصلة.
ولأهمية الدور المجتمعي للمرأة المسلمة في أوساط الأقليات المسلمة حول العالم والتي تشهد خلال العقدين الماضيين تحديداً نهضة إسلامية غير مسبوقة بعد ثبات عميق لعقود طويلة؛ فقد خصصت “المجتمع” أول ملفاتها التي تتطرق لأبرز القضايا المحورية الرئيسة المتعلقة بالأقليات المسلمة حول العالم عن “الدور المجتمعي للمرأة المسلمة”، وذلك في مختلف دول العالم غير الإسلامية.
ويهدف الملف الأول إلى رفع واقع الدور المجتمعي للمرأة المسلمة، بالدول غير المسلمة حول العالم (الأقليات المسلمة)، مع إلقاء الضوء على أهم الإنجازات التي حققتها الناشطات المسلمات في مجتمعاتهن في مختلف المجالات، بالإضافة إلى رصد أبرز التحديات التي تواجههن، ثم التطرق لأهم التوصيات المستقبلية بهدف الارتقاء بهذا الدور المحوري والمهم.
وسوف يتم التطرق لهذا الملف عبر إجراء حوارات متخصصة معمقة مع ناشطات في العمل المجتمعي من مختلف دول العالم على مدار الشهر الجاري (أكتوبر 2017م)، وهذه الحوارات التي سوف تنشر تدريجياً على مدار الشهر ثم يجمعها ملف واحد يتم إعداد تقرير خاص به يتضمن أبرز النقاط التي وردت في كافة حوارات الناشطات حول العالم.
ونشير إلى أن كافة هذه الحوارات التي تجري مع النشاطات في العمل المجتمعي حول العالم؛ تجري في نفس التوقيت وقد تم طرح نفس الأسئلة والمحاور عليهن جميعاً في المرحلة الأولى من إجراء الحوار؛ ثم تم طرح أسئلة تخصصية خاصة بكل دولة في المرحلة الثانية من الحوار (بعد استلام الإجابات الأولى من كل ضيفة في الحوار)، ثم يتم نشر كل حوار تدريجياً على مدار الشهر الحالي.