حمل وزير خارجية قطر، محمد بن عبدالرحمن، الدول المقاطعة لبلاده مسؤولية تفكك مجلس التعاون الخليجي كمنظومة أمن خليجي، وجدد دعوته للحوار لحل الأزمة الخليجية.
جاء هذا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، بالعاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء.
وحذر وزير خارجية قطر من تداعيات ما وصفه بـ”الحصار الجائر” المفروض على بلاده، وقال: “نحمل مسؤولية تفكك مجلس التعاون كمنظومة أمن جماعي للدول المحاصرة”.
وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو الماضي، وفرضت عليها “إجراءات عقابية” بدعوى “دعمها للإرهاب”، وهو ما نفته الدوحة.
وفي رده على تصريحات مسؤولي الدول المقاطعة لبلاده بأن الأزمة مع قطر قضية صغيرة جداً، قال عبدالرحمن: الأزمة الخليجية ليست أزمة صغيرة، أن يحدثوا خلافاً من لا شيء، هذا دليل على أن ما تم ضد قطر إجراء عبثي وتداعياته خطيرة.
وبين أن محاولة دول الحصار تصغير الأزمة، ومحاولة التصغير من حجم قطر، والنظر للأزمة الخليجية كأزمة صغيرة، دليل على أنهم في أزمة مع الدبلوماسية الدولية ومع أنفسهم.
وتابع: أزمتهم أصبحت مع الدبلوماسية الدولية بالاستمرار في التعنت ورفض الحوار.
وأردف: تجاوزهم للأزمة بمحاولة استصغارها وتجاهلها إعلامياً والعمل بطرق ملتوية لن يحل ولن يقدم ولن يؤخر.
وجدد دعوة بلاده للحوار لحل الأزمة، قائلاً: نتمنى أن تسود الحكمة والدخول لحوار لحل الأزمة.
وفي رده على سؤال بشأن فتح سفارة لقطر في العراق، قال عبدالرحمن: إن هناك قراراً متخذاً في السابق بالفعل بهذا الشأن، لكن هناك ظروفاً أخرت تنفيذه.
وأردف: لكن هناك توجيهاً واضحاً من أمير البلاد بإعادة فتح السفارة بشكل عاجل وتعيين سفير قريباً.
وأعرب عن أمله أن تفتح زيارة الجعفري “صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين”.
من جانبه، قال الجعفري: نحن لسنا مع عزل أو إبعاد أو محاصرة أي بلد، ونحن مع الحوار حتى في وجود مشكلات.
واعتبر أن الحوار هو الذي يستطيع تجاوز الخلافات، وينتقل بالمنطقة من شاطئ التمزق إلى شاطئ الوحدة.
وتحدث عن موقف بلده مما حدث في إقليم شمال العراق، قائلاً: موقفنا لم يكن موقف عرب ضد أكراد (…) كانت عملية خروج عن الجانب القانوني، العلم تم حرقه علانية، وعلم دولة أخرى يرفع، هذه أمور تشكل استفزازاً لضمير العراقيين والعرب والمسلمين.
وفي رده على سؤال بشأن ما تردد من أنباء عن طلب السعودية من بلاده التوسط بينها وبين إيران، عبر وزير الداخلية العراقي، وهل ما زالت تلك الوساطة قائمة؟ قال الجعفري: العلاقة بين السعودية وإيران تهمنا كثيراً ونبذل كل ما بوسعنا، لتكون العلاقة بينها على أحسن ما يكون لأنها تنعكس علينا، دون أن يؤكد أن ينفي نبأ طلب الرياض تلك الوساطة.
وأكد أن بلاده تمارس دوراً للتقريب بين الدول المختلفة مع بعضها.
ووصل الجعفري إلى الدوحة، أمس الثلاثاء، في زيارة تستغرق عدة أيام.