قال مدير عام “وقف الديانة” التركي، مصطفى طوتقون: إن بلاده تعتزم بناء 24 ألف وحدة سكنية لصالح مسلمي الروهنجيا الذين لجؤوا إلى بنجلاديش، بعد تعرضهم منذ أكثر من شهرين لإبادة عرقية من قبل جيش ميانمار، وجماعات بوذية متطرفة.
وأضاف طوتقون، في مقابلة مع “الأناضول”، أن السكان المحليين أطلقوا اسم “التلة التركية” على المنطقة التي خصصتها السلطات البنجالية بناء على طلب تركيا، لتبنى عليها الوحدات السكنية.
وذكر أن “وقف الديانة” أكمل إيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى نحو 150 ألف من مسلمي الروهنجيا في بنجلاديش.
ولفت طوتقون إلى أن “وقف الديانة” يعمل على مد يد العون لمسلمي الروهنجيا داخل إقليم آراكان غربي ميانمار، منذ بداية أزمة اضطهادهم عام 2012، كما يعمل على دعم اللاجئين منهم في بنجلاديش وباكستان وماليزيا.
ومنذ عام 2012، يشهد إقليم آراكان، أعمال عنف بين البوذيين والمسلمين، ما تسبب في مقتل مئات الأشخاص، وتشريد مئات الآلاف، وفق تقارير حقوقية دولية.
كما أنه منذ 25 أغسطس الماضي، يرتكب جيش ميانمار مع مليشيات بوذية جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهنجيا المسلمة أسفرت عن مقتل الآلاف منهم، بحسب ناشطين محليين.
وتابع مدير عام “وقف الديانة” قائلاً: “شهدت الفترة الماضية تصاعدًا ملحوظًا في حدة الأزمة المستمرة منذ سنوات عديدة في ميانمار، وتدفقًا كثيفًا للاجئين من آراكان في ميانمار إلى الجارة بنجلاديش”.
واستطرد في ذات السياق “المأساة التي خلفتها هذه الأزمة دفعت أكثر من 50 ألف شخص من مسلمي الروهنجيا إلى ترك وطنهم والعيش في مخيمات اللجوء على الحدود مع بنجلاديش”.
حفر آبار مياه بعمق 150 مترًا
وأفاد طوتقون أن مسلمي الروهنجيا بحاجة في الوقت الراهن إلى مجموعة من الاحتياجات الأساسية، إضافة إلى أدوات منزلية، ومستلزمات صحية، وأماكن إيواء مصنوعة من الخيزران.
وشدد على أن الوقف يعمل على قدم وساق من أجل حل واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه مسلمي الروهنجيا في المنطقة وهي المياه الصالحة للشرب.
وأوضح طوتقون أن آبار المياه المحفورة بالمنطقة على عمق 5 – 6 أمتار فقط، وغير مناسبة من الناحية الصحية.
وعن مشاريعهم لحل مشكلة مياه الشرب لصالح مسلمي الروهنجيا قال طوتقون: “لدينا مشاريع مهمة في هذا الصدد؛ إذ نخطط حاليًا لحفر آبار عميقة مزوّدة بمحطات معالجة وتعقيم، أتوقع أن يصل عمقها لـ150 مترًا، لتوفير مياه صحية للاجئين”.
أبريل.. بداية بناء الوحدات السكنية
وأضاف طوتقون أن السلطات في بنجلاديش، وبناءً على طلب من تركيا، خصصت منطقة لبناء 24 ألف وحدة سكنية لصالح مسلمي الروهنجيا.
وكشف طوتقون أن العمل في مشروع توفير وحدات سكنية للاجئي الروهنجيا سوف يبدأ في أبريل المقبل، وذلك بعد انتهاء الجيش البنجالي من تعبيد طريق إلى المنطقة بطول 13 كيلومترًا وكذلك الانتهاء من أعمال البنية التحتية اللازمة.
وأردف قائلًا: “حاليًا تعيش نحو 600 عائلة في ملاجئ مؤقتة بنيت على عجل، في منطقة التلة التركية”.
مواصلة المشاريع
ولفت طوتقون إلى أن “وقف الديانة” ينفذ منذ عامين مشاريع مهمة في الجانب الميانماري من الحدود.
وللتوضيح تابع قائلاً: “كنا ننفذ مشاريع مهمة تتضمن بناء مدارس ومساكن، وقد وصلنا في تلك المشاريع لمراحل متقدمة، إلا أن تصاعد الأزمة واندلاع أعمال العنف ضد مسلمي الروهنجيا دفعنا لتعليقها”.
وأشار طوتقون إلى أنه في الوقت الحالي لا تسمح سلطات ميانمار لأي منظمة أجنبية بالدخول إلى بلادها، لهذا السبب لجأ وقف الديانة التركي إلى العمل مع منظمة محلية شريكة تنشط في الداخل.
وتعتبر حكومة ميانمار المسلمين الروهنجيا “مهاجرين غير شرعيين من بنجلادش”، فيما تصنفهم الأمم المتحدة “الأقلية الدينية الأكثر اضطهاداً في العالم”.
ومؤخراً، أعلنت منظمة الهجرة الدولية أن مجموع عدد لاجئي الروهنجيا في مخيمات بنجلاديش، جرّاء أعمال العنف التي اندلعت في أغسطس الماضي، وصل إلى 820 ألف لاجئ.