دعا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، السبت، إلى “التهدئة والوقف الفوري” للعمليات العسكرية في مدينة بنغازي (شرق).
جاء ذلك بعد ساعات من حديث إعلام محلي عن سيطرة مسلحين تابعين لقوات خليفة حفتر، المنبثقة عن مجلس النواب (منعقد بطبرق/شرق)، اليوم، على مقر قوة المهام الخاصة لمكافحة الإرهاب التابع لحكومة الوفاق في بنغازي.
وأضاف المجلس، في بيان له اطلع عليه مراسل الأناضول، أن هذه العمليات العسكرية “لن تقودنا إلي شيء سوى المزيد من الفرقة والانقسام وتكريس العدواة والفتنة”.
وجدد المجلس تأكيده على أن دور مديريات الأمن التي تتبع وزارة داخلية حكومة الوفاق بمدينة بنغازي، ينحصر في تأمين المواطنين، واستتباب الأمن بالمدينة “وأي اعتداء عليها يعتبر اعتداء على مؤسسات الدولة”.
وأدان المجلس بشدة ما تعرضت له مناطق بمدينة بنغازي أمس واليوم (لم يسمها)، من قصف “بالمدفعية والطيران” طال مقار ومباني عامة وخاصة وألحق أضرار وخسائر بتلك المناطق، دون تسمية الجهة التي قصفت أو ذكر حجم الخسائر والأضرار.
ولفت البيان إلى أن المجلس “إذ يرفض بقوة هذا التجاوز والاستفزاز والتصعيد يحمل المسؤولية كاملة لمرتكبي هذا القصف المستهينين بأرواح المواطنين”.
وفي وقت سابق اليوم، قالت قناة “ليبيا الأحرار” (خاصة)، إن قوات حفتر اقتحمت مقر قوة المهام الخاصة لمكافحة الإرهاب في بنغازي، فيما قالت قناة “ليبيا الحدث” المقربة من حفتر، ومواقع إلكترونية، إن قوات الأخير سيطرت على مقر قوة المهام بالفعل، غير أن بيان رئاسي الوفاق لم يتطرق للأمر.
وأمس الجمعة، سقطت عدة قذائف على مقر قومة المهام الخاصة لمكافحة الإرهاب في بنغازي؛ ما أسفر عن مقتل 3 شرطيين من عناصرها، حسب تصريح متلفز لوكيل وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، فرج قعيم، الذي يرأس القوة.
وخلال حديثه أمس لم يوجه “قعيم” اتهام مباشر لقوات حفتر، باستهداف مقر القوة، غير أنها اتهم القيادة العامة لقوات مجلس نواب طبرق (يقودها حفتر) بـ”تدبير” محاولة اغتياله الأسبوع الماضي. والأحد الماضي، تعرض موكب قعيم، لحادث تفجير سيارة ملغومة إثر مروره بمنطقة “سيدي خليفة”، ببنغازي؛ ما أسفر عن عدة إصابات في صفوف مرافقيه، ومقتل أحدهم، دون إصابته بأي أذى، وفق مصادر متطابقة.
وبعيدا عن هذا التطور، تشهد بنغازي، طيلة السنوات الثلاثة الماضية، اشتباكات مسلحة، بين قوات مجلس النواب من جهة، و”تنظيم أنصار الشريعة” وكتائب ثورية إسلامية في بنغازي، من جهة أخرى.
وتتصارع حكومتان على الشرعية في ليبيا، إحداهما “الوفاق”، المعترف بها دوليًا، في العاصمة طرابلس (غرب)، والأخرى “المؤقتة” في مدينة البيضاء (شرق)، وتتبع مجلس نواب طبرق، والمدعوم من قوات حفتر.