ذكرت صحيفة “إندبندنت” أن دراسة كشفت عن أن نسبة 1% في العالم هي التي تملك نصف ثروة العالم، ما يشير إلى حالة من عدم المساواة بين البشر.
ويشير التقرير، بحسب “عربي21″، إلى أنه جاء في الدراسة الموسعة أن الأثرياء بدرجة فائقة “سوبر” اغتنوا من الأزمة المالية التي ضربت العالم عام 2008، حيث زادت نسبة ثرواتهم في وسط الأزمة من 42.5% إلى 50.1% الآن.
وتفيد الصحيفة بأنه بحسب الدراسة، التي أعدتها “كريدت سويس” للثروة العالمية، فإن ثروة النسبة 1% من الأغنياء في العالم تصل قيمتها إلى 106 تريليونات دولار، أي ثمانية أضعاف الاقتصاد الأمريكي، ومع ذلك فإن نسبة 10% من الأثرياء يملكون نسبة 87.8% من الثروة العالمية.
ويورد التقرير نقلاً عن الدراسة، قولها: إن الاتجاه الهابط إلى الأسفل تم وقفه بعد الأزمة المالية لعام 2008، حيث بدأت حصة نسبة 1% في التصاعد من جديد، وتجاوزت مستوى عام 2000 في عام 2013، ووصلت ذروتها كل عام منذ ذلك الوقت”.
وتعلق الصحيفة قائلة: إن الفجوة وعدم المساواة قادا إلى زيادة عالية في الأثرياء بدرجة خيالية وأصحاب الملايين “من يملكون 30 مليون دولار”، حيث ارتفع عدد أصحاب الملايين في العالم منذ عام 2000، إلى 170% “من يملك 36 مليون دولار”، مشيرة إلى أن بريطانيا لديها أعلى نسبة من أصحاب الملايين، ويشكلون نسبة 6% من المليونيرات في العالم.
وينقل التقرير عن الدراسة، قولها: إن زيادة اللامساواة في العالم تؤدي إلى زيادة عدد أصحاب الملايين، لافتا إلى أنه على الجانب الآخر من الثروة، فإن فقراء العالم، وعددهم 3.5 مليار نسمة، لا يملكون سوى 2.7% من الثروة العالمية، التي زادت بسرعة أكثر من أي وقت مضى، ومنذ عام 2010، ووصلت إلى 280 تريليون دولار.
وتلفت الصحيفة إلى أن الجمعيات الخيرية علقت قائلة: إن نتائج الدراسة تدعو القادة في العالم وبريطانيا للعمل ومعالجة مظاهر التباين في الثروة.
ويورد التقرير نقلاً عن المسؤولة القانونية في منظمة “أوكسفام” كاتي تشاكروباتي، قولها: “ارتفعت ثروة الأغنياء في بريطانيا، ونسبتهم 1%، إلى ربع ثروة الدولة كلها، فيما لا يملك الفقراء إلا أقل من 5%”، مشيرة إلى أن هذا الانقسام مسألة مهمة في وقت يعاني فيه الملايين في بريطانيا وحول العالم من مشكلات ويكافحون للحصول على لقمة العيش”.
وتضيف تشاكروباتي أن “وثائق (برادايس/ الجنة) الأخيرة كشفت عن العامل الأكبر لعدم المساواة، وهو محاولة تقليل أموال الضريبة للأغنياء والشركات المتعددة الجنسيات، وعلى الحكومات التحرك من أجل معالجة اللامساواة الحادة، التي تقوم بالتأثير في الاقتصادات حول العالم، وتقسم المجتمعات، وتجعل من المستحيل على الفقراء تحسين ظروفهم المعيشية”.
وتنوه الصحيفة إلى أن تشاكروباتي دعت وزير الخزانة استخدام الفرصة للإعلان عن الميزانية الحكومية، ووضع سياسات قاسية لمواجهة محاولات التهرب الضريبي.
وبحسب التقرير، فإن الدراسة تعد أوروبا من أكثر المناطق في العالم زيادة في النمو، إلا أن مستوى النمو في بريطانيا غير واضح؛ بسبب البريكسيت أو مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث يرى محللون أن مغادرة بريطانيا الاتحاد ستترك أثرها في قيمة العملة البريطانية، التي ستنخفض بنسبة 0.9%.
وتختم “إندبندنت” تقريرها، بحسب “عربي 21″، بالإشارة إلى أنه بالمقارنة، فإن الاقتصاديات الألمانية والفرنسية والإيطالية والإسبانية تنمو بمعدلات سريعة، وحصلت على نسبة خمس النمو العالمي.