أعلن السفير البريطاني لدى أنقرة، ريتشارد مور، أمس الثلاثاء، أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية، كان على علم مسبق بالاتفاق المبرم بين تنظيمي “ب ي د/ي ب ك” و”داعش” الإرهابيين.
وأبرم الاتفاق بين التنظيمين الإرهابيين في أكتوبر الماضي، وخرجت بموجبه عناصر “داعش” من مدينة الرقة إلى مناطق أخرى، وتحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال مور لجمعية المراسلين الدبلوماسيين بالعاصمة التركية: إن التحالف الذي كان على اتصال مع قوات سورية الديمقراطية (“ب ي د” تشكل قوامها الرئيس)، كان لديه علم مسبق بذلك، ولا أعلم ما إذا كان قد تم إطلاع تركيا على هذا الأمر.
واستدرك بالقول: لكني أعتقد أن ذلك لم يحدث، وإلا كانت تركيا قد عبرت عن وجهة نظرها صراحة في ذلك الوقت.
وانتقدت تركيا بشدة الاتفاق بين التنظيمين الإرهابيين، بعد أن تم الكشف عنه علنًا.
وأشار الدبلوماسي البريطاني إلى أن التحالف لم يتمكن من وقف الاتفاق، موضحًا أن القرار كانت قد اتخذته المنظمات (المقاتلة) على الأرض.
وكانت تقارير أفادت بأن الاتفاق سمح لـ250 من مقاتلي “داعش” بالفرار من الرقة شمال سورية في 12 أكتوبر.
وذكرت “هيئة الإذاعة البريطانية” (بي بي سي) أن قافلة ضخمة من نحو 50 شاحنة، و13 حافلة، وأكثر من 100 سيارة لـ”داعش” غادرت الرقة متجهة إلى منطقة أخرى، تحت سيطرة التنظيم، جنوب شرقي سورية.
وأوضحت الإذاعة أن التنظيم سحب أيضًا 10 سيارات على الأقل محملة بالأسلحة والذخيرة.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان الاتفاق الذي أبرمه “بي كا كا/ب ي د” مع “داعش” قد سمح أيضًا لعائلات مقاتلي “داعش” بالفرار من الرقة، قال مور: “التقارير الأولية تشير إلى أن الاتفاق لم يشمل العائلات، ولكن المقاتلين فقط”.
وأضاف: “لست خبيرًا بتلك القصة، لكن بعض المقاتلين كانوا أجانب”، ولفت في الوقت ذاته إلى أن بريطانيا لم تدعم الاتفاق.
وفي 17 أكتوبر الماضي، أعلن “ب ي د”، فرض سيطرته بشكل كامل على الرقة، بعد استسلام ما تبقى من عناصر “داعش” فيها.
وبدأت الولايات المتحدة، منذ أواخر 2014، بدعم عناصر “بي كا كا/ ب ي د” عبر غارات جوية نفذتها في سورية، فيما بدأت إمدادهم بالسلاح منذ مطلع عام 2015.