قال الحاج مراد إبراهيم، زعيم “جبهة تحرير مورو الإسلامية” في الفلبين، إن الدولة العثمانية وفرت لجميع المسلمين الأمن والحرية، وضمنت لهم أداء العبادات والأعمال براحة تحت راية الخلافة الإسلامية.
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول، على هامش المؤتمر العالمي الـ 26 لاتحاد التجمعات الإسلامية الذي اختتم أعماله في مدينة إسطنبول الأسبوع الماضي، بمشاركة مفكرين وعلماء من عدة دول.
وشدد إبراهيم على ضرورة تخلص العالم الإسلامي من الانقسام والتمزق الذي يعانيهما في الوقت الراهن، مبينا أن الله سبحانه وتعالى خلق المسلمين إخوة.
وأكد إبراهيم أنهم يعيشون في جزيرة بجنوب الفلبين (مينداناو)، وأن “المجتمعات المقيمة هناك اعتنقت الدين الإسلامي المقدس بعد انتهاء عهد الاستعمار”.
وشدد على أن المسلمين في المنطقة كانوا ينعمون بالراحة والحرية في القيام بأعمالهم خلال فترة حكم الدولة العثمانية، التي ضمنت لهم الراحة والسهولة في أداء العبادات تحت راية الخلافة، على حد قوله.
وأضاف: “بدأنا نعيش بسلام اعتبارا من القرن السادس عشر، وعندما جاءت القوات الإسبانية لاحتلال المنطقة، وقفت الدولة العثمانية والمسلمون في وجهها آنذاك ومنعوا الاحتلال”.
وأكد إبراهيم أن المسلمين تمكنوا من صد القوات الإسبانية في تلك المرحلة، بفضل الوحدة والتكاتف والتعاون فيما بينهم، لكنهم تعرضوا للضعف مع مرور الأعوام بسبب التفرقة والتشتت.
وتابع: “أجدادنا دافعوا عن هذه الأراضي وتركوها أمانة في أعناقنا، لكن ما الذي جرى بعدها؟ لقد أصبحنا منقسمين ومشتتين، ونتيجة لذلك ضعفنا وفقدنا قوتنا”.
واستدرك: “تعرضنا للضعف سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وبقينا محكومين بالعيش وسط المحن والظروف الصعبة”.
وأفاد إبراهيم أن “العالم الإسلامي بحاجة إلى الدعم لأخذ العبر من الأخطاء السابقة، ورفض القرارات التي تتخذ ضده في مختلف المنصات، نحن بحاجة ملحة إلى التعاون والتضامن لإبداء مقاومة فاعلة”.
ـ التنظيمات الإرهابية
وفيما يتعلق بالمنظمات الإرهابية الناشطة جنوبي الفلبين، أكد إبراهيم أن هناك مجموعات متطرفة وأخرى متصلة بتنظيمات إرهابية، ويقول منتسبوها إنهم مرتبطون بـ “داعش”.
وأشار إلى الخطر الذي تشكله هذه التنظيمات الإرهابية من خلال ارتكاب جرائم بشعة باسم الإسلام، وخداع الشباب المسلمين من الناحيتين المادية والمعنوية، لإشراكهم في جرائمها.
وأوضح أن “هذه التطورات تبعث على الحزن، لأنها مؤامرات وخطط يديرها الأعداء، والتنظيمات الإرهابية لا تشكل خطرا على الفلبين فحسب، وإنما على جميع الدول المسلمة”.
وتسعى جبهة تحرير مورو إلى إقامة دولة مستقلة في مينداناو التي تعتبر أول مكان وصله المسلمون الأوائل الذين قدموا إلى الجزر الفلبينية في القرن الخامس عشر الميلادي، وهو موطن لأكثر من خمسة ملايين مسلم.
ـ أول مسجد في الهند وأوضاع المسلمين
من جانبه، قال مساعد رئيس الجماعة الإسلامية في الهند “عارف علي ثوتانشيري” للأناضول، إن أول مسجد في البلاد افتتح عام 629، وهذا يدل على أنها تحتضن واحدة من أقدم المجتمعات المسلمة.
وأشار ثوتانشيري، على هامش المؤتمر ذاته، أن مسلمي الهند يعيشون في بؤس شديد، وتتم معاملتهم مواطنين من الدرجة الثانية، مبينا أن القوانين تقيد نشاط الشباب وتعتبرهم كأنهم مرشحين ليكونوا إرهابيين.
ولفت إلى تصاعد سياسة اليمين المتطرف في العالم خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يجعل وضع المسلمين في الهند أكثر سوءا مما هو عليه الآن.
وأضاف: “يعد أكل لحكوم الأبقار والعجول جريمة في الهند، وهناك شباب ومسلمون يتعرضون للضرب حتى الموت، فقط لأنهم يستهلكون هذه اللحوم، ونحن نحاول أن نجمع كلمة المسلمين من خلال تأسيس منصة
مشتركة”.
ثوتانشيري ذكر أن الجماعة الإسلامية تحاول القيام باستثمارات مختلفة من أجل تعزيز الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمسلمين في الهند، فضلا عن تقديم الخدمات الصحية والمالية والقانونية لهم.
ودعا إلى تسليم راية القرآن إلى الشباب ليعيش المسلمون بأمان، موضحا أن القضية الأساسية بالنسبة إلى شباب المسلمين هي عدم امتلاكهم قدرا كافيا من العلم والمعلومات.
أما مدير العلاقات الخارجية للجماعة الإسلامية في باكستان عبد الغفار عزيز، فأشار إلى ضرورة أن يتمسك المسلمون بشكل جيد بالقرآن الكريم، في تصريحات للأناضول على هامش الفعالية ذاتها.