أكدت مصادر في الإدارة الأمريكية، أمس الثلاثاء، أن الرئيس، دونالد ترامب سيعلن في خطابه الذي يلقيه اليوم الأربعاء من البيت الأبيض، القدس عاصمة لـ “إسرائيل”.
جاء ذلك على لسان ثلاث مصادر من الإدارة الأمريكية، في تصريحات صحفية عبر الهاتف، أدلت بها لعدد من وسائل إعلام أمريكية وأجنبية من بينها وكالة “الأناضول”، رافضة الإفصاح عن هويتها، بسبب حساسية الموضوع.
المصادر ذكرت أن قرار ترامب الذي اتخذه بعد التشاور مع كافة المؤسسات الأمريكية الحكومية ذات العلاقة، جاء من منطلق “الاعتراف بالأمر الواقع”.
وأكدت أن خطوة الرئيس، “مدعومة من قبل الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)” وأنها جاءت “تنفيذاً لوعد انتخابي قطعه (على نفسه)”.
ولفتت أن ترامب “سيواصل بقوة دعم عملية السلام” بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين”، وأن موقف واشنطن من حالة “الوضع الراهن للحرم الشريف/ معبد الهيكل، لازال كما هو دون تغيير”.
أحد المصادر الثلاثة، قال إن “الرئيس سيعترف أو أنه سيقول بأن حكومة الولايات المتحدة تعترف بإن القدس عاصمة “إسرائيل”.
واستطرد قائلا “وهو يرى هذا الأمر، أو أننا نرى هذا الاعتراف بمثابة تسليم بالأمر الواقع، من ناحية الواقع التاريخي”.
وتابع “وذلك على اعتبار أن القدس كانت عاصمة الشعب اليهودي والديانة اليهودية منذ القدم وحتى الواقع المعاصر، حيث تحوي المواقع الحكومية لوزارات الحكومة “الإسرائيلية” ومشرعيها ومحكمتها العليا وغيرها، منذ تأسيس “إسرائيل” المعاصر عام 1948م”.
واحتلت “إسرائيل” القدس الشرقية عام 1967م، وأعلنت لاحقاً ضمها إلى القدس الغربية، معلنةً إياها “عاصمة موحدة وأبدية” لها، وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.
وأضاف ذات المصدر قائلا “الإعلان الثاني (للرئيس الأمريكي دونالد ترامب)، سيكون توجيهه لوزارة الخارجية من أجل بدء عملية نقل السفارة من موقعها الحالي في تل أبيب إلى مكان بالقدس”.
ولفت أن هذا القرار لا يعني “أن نقل السفارة سيتم غداً(الأربعاء)، فهذا أمر مستحيل عملياً، فهنالك ألف موظف تقريباً في السفارة بتل أبيب، وليس هنالك موقع في القدس يمكن أن يتم التحول إليه اليوم ويستطيع أن يتحمل هذا العدد”.
وتابع “لذا فإن الأمر سيتطلب بعض الوقت للعثور على موقع ومعالجة المخاوف الأمنية وتصميم بناء جديد وتمويل بناء جديد وبنائه”.
بذات السياق أضاف المصدر نفسه أن ترامب “سيوقع الأربعاء على أمر قرار وقف نقل السفارة الأمريكية الذي اعتاد الرؤساء الأمريكيين على توقيعه منذ صدور قرار الكونغرس بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس عام 1995، وذلك لأسباب إجرائية، تتعلق بصرف ميزانية السفارة الموجودة في تل أبيب”.
توقيع قرار وقف نقل السفارة أمر ضروري يتعين على ترامب اتخاذه، لتجنب استقطاعات مادية كبيرة من أموال وزارة الخارجية.
وتابع المصدر “هذا الأمر(نقل السفارة) قد يستغرق عدة سنوات، ولايمكن أن تتم في عدة اشهر أو سريعاً، وهذا قد يحتاج إلى بعض الوقت”.
وفي سؤال له عن إمكانية نقل السفارة قبل انتهاء الولاية الأولى الرئيس الأمريكي حالي، أكد المصدر أنه لم يحدث أن تم نقل سفارة في مدة 4 سنوات.
ومنذ إقرار الكونغرس الأمريكي، عام 1995م، قانونًا بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، دأب الرؤساء الأمريكيون على تأجيل المصادقة على هذه الخطوة لمدة ستة أشهر؛ “حفاظًا على المصالح الأمريكية”.
من جانبه أوضح مصدر ثانٍ، أن “الرئيس ترامب يدرك الحساسية الشديدة للقدس، وهو يعتقد أنها لن تحل عبر تجاهل الحقيقة الواضحة وهو أن القدس وطن مشرعي “إسرائيل” (الكنيست)، محكمتها العليا (اعلى سلطة قضائية)، ورئيس الوزراء وبذا فهي عاصمة “إسرائيل””.
وشدد على أن ترامب “ملتزم بتحقيق اتفاق سلام دائم بين “الإسرائيليين” والفلسطينيين، وان تأجيل الاعتراف بالقدس كعاصمة لـ “إسرائيل” لم يفعل شيئاً على طريق تحقيق السلام على مدى أكثر من عقدين”.
ولفت أن الرئيس الحالي للبلاد “مستعد لدعم حل الدولتين في الصراع بين “الإسرائيليين” والفلسطينيين إذا ما وافق عليه الطرفان”.
وبيّن أن ترامب “مدرك أن حدود السيادة “الإسرائيلية” في القدس، ستخضع للاتفاق الذي تتمخض عنه مفاوضات الوضع النهائي”.
وعرج المصدر الثاني على وضع المسجد الأقصى، مبيناً أن الرئيس الأمريكي “يؤكد دعم الولايات المتحدة للوضع الراهن في معبد الهيكل/ حرم الشريف”.
وطبقاً للمصدر نفسه المؤسسات الحكومية الأمريكية المختصة بما في ذلك الكابينة الحكومية والدوائر الأساسية “قامت بفحص دقيق ومثمر لهذه القضية”.
هذا ورد المصدر الثالث على سؤال صحفي عما إذا كانت واشنطن لازالت تعتبر الأراضي الفلسطينية محتلة من قبل “إسرائيل”، بالقول “القرار الذي سيعلنه الرئيس لا يغير شيئاً من القضايا القانونية”.
ودعت منظمات أمريكية إسلامية، بينها المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية و مسلمون أمريكيون من أجل فلسطين إلى القيام بتظاهرات اليوم الأربعاء أمام البيت الأبيض وقت الظهيرة.