أعلنت قطر، اليوم الأربعاء، دعم جهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الرامية لحل الأزمة الخليجية عبر الحوار، مؤكدة تأييدها دعوته لتعديل النظام الأساسي لمجلس التعاون بما يضمن آلية محددة لفض المنازعات.
جاء ذلك في بيان صدر اليوم عقب اجتماع مجلس الوزراء القطري في الديوان الأميري بالعاصمة الدوحة، ترأسه الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء، بحسب “وكالة الأنباء القطرية”.
كما حذرت قطر من التداعيات الخطيرة الكامنة في توجه الإدارة الأمريكية للاعتراف بمدينة القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، داعية واشنطن للقيام بدور إيجابي محايد في عملية السلام.
وعقب الاجتماع قال حسن بن لحدان الحسن المهندي، وزير العدل القائم بأعمال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء: إن الأخير أشاد بحرص أمير دولة الكويت “على الحفاظ على تماسك مجلس التعاون لدول الخليج العربية”.
ولفت إلى أن أمير الكويت حريص على “استمرارية انعقاد مجلس التعاون، والتي توجت أمس بانعقاد الدورة الثامنة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في موعدها المحدد وفي ظل هذه الظروف البالغة الدقة”.
وأكد مجلس الوزراء القطري في بيانه “أن ما يبذله أمير دولة الكويت من جهد مخلص وبناء لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك سيظل دوما موضع التقدير”.
وأعلن “تأييده دعوة الصباح بتكليف لجنة تعمل على تعديل النظام الأساسي لمجلس التعاون، بما يضمن آلية محددة لفض المنازعات بما تشمله من ضمانات تكفل الالتزام التام بالنظام الأساسي للمجلس”.
وأمس الثلاثاء، احتضنت الكويت القمة الخليجية الـ38، بحضور أميري الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر، وقطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبغياب قادة بقية الدول الخليجية الأربعة (السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان).
وعقدت القمة في ظل أزمة حادة تعصف بالمنطقة هي الأسوأ في تاريخ دول الخليج، جراء مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر، منذ 5 يونيو الماضي، بدعوى “دعم الإرهاب”، وهو ما نفته الدوحة مراراً.
واقترح أمير الكويت في كلمته بالقمة “تكليف لجنة تعمل على تعديل النظام الأساسي لمجلس التعاون بما يضمن آلية محددة لفض النزاعات”.
وفي سياق مختلف، أعرب مجلس الوزراء القطري “عن بالغ قلقه بشأن توجه الإدارة الأمريكية للاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إليها”.
وحذّر من “التداعيات الخطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لمثل هذه الخطوة التي تتنافى تماما مع القانون الدولي ومع قرارات الشرعية الدولية ومع أي جهود جادة لإحلال السلام الدائم على أساس حل الدولتين”.
وجدد مجلس الوزراء “موقف دولة قطر الثابت في دعم الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
ومن المنتظر أن يلقي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، خطاباً مساء اليوم الأربعاء، يعلن فيه نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالمدينة الفلسطينية المحتلة، عاصمةً لإسرائيل، بحسب مسؤولين أمريكيين.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة استنادا إلى قرارات المجتمع الدولي، فيما تحذّر دول عربية وإسلامية وغربية ومؤسسات دولية، من أن نقل السفارة إلى القدس سيطلق غضبا شعبيا واسعا في المنطقة، ويقوّض تماما عملية السلام المتوقفة منذ عام 2014.