عام 2008م كانت آخر اللحظات التي وقف فيها الشاب إبراهيم أبو ثريا على قدميه، على حدود قطاع غزة، حينما وقف مواجهاً جنود الاحتلال ودباباته التي توغلت شرقي مخيم البريج.
في تاريخ 11 أبريل 2008م، أصيب الشاب أبو ثريا ليفقد قدميه، ولتستمر حياته متحدياً صعوباتها ومعاناتها على كرسي متحرك، وليبقى هدفه مواجهة جنود الاحتلال والدفاع عن أرضه التي سلبت.
9 أعوام عاشها الشاب الجريح مودعاً قدميه، ليرسم صورة التحدي والصمود، ولكن هذه الصورة التي رسخت في عقول وعيون أهل غزة، انتهت بالشهادة، ليأتي خبر استشهاده، مساء أمس الجمعة، بالطريقة نفسها التي أصيب بها.
وبلغة الصمت والدموع لم يتمالك والد الشهيد أبو ثريا الموقف، أمام غرفة الثلاجات في مستشفى الشفاء غربي مدينة غزة، وقال: “الله يسهل عليه ويرحمه”.
ويروي الشاب حسين الكرد، رفيق الشهيد أبو ثريا في اللحظات الأخيرة، قائلاً: “كان جالسًا على كرسيه المتحرك، ممسكاً المقلاع ليرمي الحجر على جنود الاحتلال، حتى سبقه طلق قناص الاحتلال برصاصة في جبهته”.
وأوضح الكرد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن طلق القناص كان موجهاً بدقة إلى رأسه، مضيفاً أن صديقه الشهيد إبراهيم كان يرمي جنود الاحتلال بالحجارة ويقاومهم بالحديث باللغة العبرية.
وكان الشاب أبو ثريا دائم التواجد على الحدود الشرقية، وفي كل نقطة مواجهات مع جنود الاحتلال شرقي القطاع.
وغيرَ إصابته في قدميه، وبترهما، أصيب الشاب الشهيد في وقت سابق بقنابل غاز في بطنه وأخرى في رأسه.
ويشتهر الشاب أبو ثريا بزحفه على بطنه ويديه ليصل إلى أقرب نقطة لحدود شرق مدينة غزة، لصعوبة التحرك في كرسيه المتحرك، مواجهاً جنود الاحتلال بإرادته الصلبة.