“التحديات تكمن في إيجاد كوادر تتقن اللغة البرتغالية والإسبانية ولديها قدرات في التعامل مع مجتمعها، يكاد يكون هذا التحدي الدعوي الوحيد في أمريكا اللاتينية”.. بهذه الكلمات، ألقى الضوء الشيخ الداعية علي محمد عبدوني، ممثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي في أمريكا اللاتينية، على أبرز تحدٍّ يواجه ساحة العمل الدعوي في أوساط الشباب المسلم بدول أمريكا اللاتينية.
جاء ذلك في حوار أجرته “المجتمع” معه حول واقع ودور الشباب المسلم في أمريكا اللاتينية.
- في بداية حورانا.. نرجو تعريف أنفسكم.
– علي محمد عبدوني، ممثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي في أمريكا اللاتينية، ومدير مكتبها بالبرازيل، وعضو بمجلس الأمانة العامة.
خريج كلية الدعوة وأصول الدين من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وحاصل على إجازة في تلاوة القرآن الكريم من رواية حفص.
- هل من نبذة مختصرة عن بعض أنشطتكم ومسؤولياتكم الدعوية؟
– لدي محاضرات ودروس شرعية باللغتين العربية والبرتغالية، وألقي محاضرات في المدارس والجامعات البرازيلية للتعريف بالإسلام، كما ألقي خطب الجمعة في مساجد عدة، كذلك أقوم بترجمة الكتب إلى اللغة البرتغالية ونشرها في دول أمريكا اللاتينية، وأتولى الإشراف على مدرسة برازيلية إسلامية، بالتعاون مع مجموعة من الجالية.
- قبل بدء الحديث عن واقع الشباب المسلم والتحديات التي تواجهه ودوره؛ نود أولاً التعرف على واقع الشباب بشكل عام في البرازيل سواء المسلم أو غير المسلم، والتعرف على أبرز التحديات التي تواجهه.
– بشكل عام، وكون البرازيل وأمريكا اللاتينية دولاً ذات توجه علماني، والتفلت الموجود في هذه المجتمعات والمغريات والإباحية المفرطة وانفتاح التواصل الاجتماعي تجعل الشباب في ضياع وبدون هدف، وخاصة أن الجانب الديني العام غير موجود، فيتجه الشباب إلى الخمارات والمراقص والدعارة والانتحار؛ مما يجعل هذا المجتمع بشكل عام بلا وجهة تضبط مساره.
- ماذا عن واقع الشباب المسلم، والتحديات التي تواجهه؟
– كثير من الشباب المسلم متأثر بالبيئة المحيطة، وكون البرازيل لا يوجد فيها عنصرية، وإنما هي خليط من جميع الثقافات والديانات فلا تختلف كثيرًا عن غير المسلم، وخاصة الذي يعيش بعيدًا عن الجمعيات الإسلامية التي تحاول إعادته إلى المسار الصحيح؛ لذا التحديات متشابهة بين الشباب المسلم وغير المسلم.
- نود إطلالة سريعة على أهم المؤسسات الإسلامية المتخصصة في رعاية الشباب؟
– تندر في أمريكا اللاتينية مؤسسات تعتني بالشباب خاصة؛ إلا ما هو موجود من بعض الجمعيات التي لديها مدارس خاصة، وهي قليلة جدًا في أمريكا اللاتينية، أو الجمعيات التقليدية التي لديها مدارس التي يكون عملها عام، إلا أن الندوة العالمية كون أهدافها ينصب في مجال الشباب ورعايتهم، تقوم بالعديد من الأنشطة الشبابية التي تعزز لهم المسار الصحيح في بلاد الاغتراب.
- ماذا عن دور مؤسستكم في رعاية الشباب؟ وما حجم دورها في خريطة المؤسسات للشباب؟
– تقوم الندوة العالمية للشباب الإسلامي في أمريكا اللاتينية بإقامة مخيمات شبابية متنوعة تشمل الذكور والإناث والتعليم والتوجيه والرياضة وإقامة الدورات التعليمية في عدة مناطق في البرازيل وأمريكا اللاتينية وخاصة خلال العطل الرسمية والمدرسية.
العمل على تأهيل مجموعات شبابية جامعيين من ذكور وإناث لدورات خاصة تؤهلهم ليكونوا دعاة بين المجتمع الذي يتواجدون فيه ليكونوا قدوة ويستطيعوا رد الشبهات التي تطرح ضد الإسلام وأن يحملوا الإسلام الصحيح الذي يدعو إلى الوسطية.
كما أن الندوة تشرف على بعض المدارس الإسلامية ووضع برامج لتعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية، وإعطاء دورات تدريبية للمدرسين في هذه المدارس لتربية المهارات عندهم في التربية.
إعداد الدعاة من أهل البلد من خلال منح دراسية في المملكة العربية السعودية ومتابعتهم وكفالتهم بعد التخرج في مناطقهم حيث يتقنون لغة أهل البلد، ويستطيعون التعامل مع الشباب بحكمة، ومن هذه الدول: البرازيل في بعض الولايات، المكسيك، البيرو، فنزويلا، نيكاراجوا.. وغيرها.
ونقوم بإعطائهم دورات شرعية بين الحين والآخر ومتابعتهم وتنفيذ برامج شبابية في مناطقهم بالتعاون بين الجمعيات التي يعملون فيها ومكتب الندوة.
كما أننا نرتب حملات حج وعمرة سنويًّا لمجموعات من الشباب نرافقهم فيها ونربطهم بالمشاعر في مكة والمدينة ونقوم على إكرامهم وتوجيههم فيعودون في الغالب لتشجيع من حولهم من الشباب لهذه الزيارات وقد سمعنا من كثير من الأهالي قد تأثروا إيجابًا وابتعدوا عن كثير من المنكرات التي كانوا عليها.
كما نقوم بترجمة وطباعة كتب إسلامية إلى اللغتين البرتغالية والإسبانية وتوزيعها في الجامعات والمدارس والمراكز الإسلامية ونقوم في بعض المحاضرات لبعض الجامعات بدعوة منها ونحض على محاسن الإسلام.
كما نلقي خطب الجمعة ودروساً تتعلق بدور الشباب في كثير من المساجد، إلى غير ذلك من البرامج التي لها تأثير مباشر إيجابي مع الشباب.
- ما أهم أولوياتكم في العمل مع الشباب؟
– أولوياتنا كالتالي:
المدرسة الإسلامية: حيث تبدأ ببناء الطلاب من الحضانة إلى المرحلة المتوسطة، ومن خلال عدة مدارس نشرف عليها ومنها “مدرسة المدينة” التي يتواجد فيها 160 طالبًا.
المخيمات الشبابية: التي تقام باستمرار في مناطق عدة تشمل البرنامج الديني والتعليمي والتربوي والثقافي والرياضي التي لها أثر مباشر وكبير عن كثير من الشباب.
- في عملكم مع الشباب.. ماذا كانت أبرز التحديات التي واجهتكم؟
– التحديات تكمن في إيجاد كوادر تتقن اللغة البرتغالية والإسبانية ولديها قدرات في التعامل مع مجتمعها، يكاد يكون هذا التحدي هو الوحيد في التعامل في الدعوة في أمريكا اللاتينية، لذلك نقوم بإرسال دعاة وكوادر من أهل البلد للدراسة بالجامعات الإسلامية والإشراف عليهم حتى يتخرجوا، وتفريغهم كدعاة في المناطق التي نستهدف العمل فيها.
- ما أبرز الإنجازات التي تحقق في مجال دور الشباب المسلم؟
– في المجال التعليمي: تم البدء بتعاقد مع بعض المدارس البرازيلية لتعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية للجالية المسلمة، وبعد عدة سنوات استطعنا فتح مدرسة خاصة نشرف علها إشرافًا مباشرًا وهي “مدرسة المدينة”.
في المجال الدعوي: إيجاد دعاة في مناطق لم يكن فيها دعاة من قبل أو فيها دعاة غير مؤهلين للتعامل مع الشباب؛ مثل: الدعوة في المكسيك في تخريج الداعية عيسى روخص، الدعوة في البيرو: الداعية محمد قبي، ودعاة البرازيل في ولاية كويابا ومارينجا وغيرها الكثير.
في مجال الكتاب الإسلامي: تم ترجمة وطباعة كتب باللغتين البرتغالية والإسبانية، وقد قام المكتب بترجمة عشرات الكتب ونشرها بين الشباب مثل: الإعجاز العلمي في القرآن والسُّنة، حصن المسلم، ما لا يسع المسلم جهله، ماذا قدم الإسلام للعالم وغيرها؟.
- ما أبرز توصياتكم المستقبلية؟
– العمل على تأسيس وبناء دعاة مؤهلين وبكفاءات عالية في التعامل مع الشباب وخاصة في ظل تحديات كثيرة.
إيجاد برامج شبابية ممتعة وجذابة تطرح من خلال الوسائل المتاحة لاستقطاب الشباب.
القيام على إيجاد نوادٍ رياضية تستقطب الشباب بأساليب مميزة وصادقة لغرس مبادئ وقيم إسلامية من خلالها.
العمل على الإكثار من بناء المدارس، لاحتواء الأجيال من البداية ورعايتهم وتوجيههم لينشؤوا النشء الصالح.
- هل تودون قول شيء آخر غير ما سبق؟
– نشكر لكم اهتمامكم بهذا الجانب لمعرفة واقع الشباب في بلاد الاغتراب، الذي هو من أهم الأولويات التي ينبغي أن نعمل عليها، لأن الشباب هم وجهة الأمم، ومعرفة مكانة الأمم لا تكون إلا من خلالهم.