– المؤسسة الدينية البورمية التي يقودها الرهبان البوذيون يشنون حملات إعلامية على الإسلام ويحرضون على قتل المسلمين
– هناك 1500 مسجد تم تدمير 500 مسجد منها وتحويل بعضها لمعابد بوذية
– عدد قتلى الروهنجيا بلغ مليون قتيل من أصل 7 ملايين هم عدد المسلمين في بورما
– بعد عام 1973 بدأ التخلص من المسلمين في الوزارات المختلفة وفي عام 1996 بدأ تدمير المساجد
– هناك أعمال مزورة تتم لمنع التعاطف الدولي مع مسلمي بورما وتبرير المذابح ضدهم
– منذ 25 أغسطس ارتفع عدد المسلمين الروهنجيا الذين فروا إلى بنجلاديش إلى 600 ألف حسب “الهجرة الدولية”
– تدخل “داعش” سيسيء للمسلمين لأنه سيعطي الحكومة البورمية المبرر لزيادة الاضطهاد
حذر د. عمر الفاروق، ممثل مسلمي بورما في القاهرة، سفير النوايا الحسنة بمجلس حقوق الإنسان الدولي، من خطورة ما يجري لمسلمي الروهنجيا من عمليات الإبادة الممنهجة التي تمارسها السطات البورمية بدعم المؤسسة الدينية البوذية و”إسرائيل”، مناشداً دول العالم العربي والإسلامي التحرك العاجل والضغط على بورما لوقف المذابح وحرق القرى الذي يتم بحق المسلمين.
وأكد الفاروق في حوار مع “المجتمع” أن عدد من قُتلوا على يد البوذيين بلغ مليوناً من أصل سبعة ملايين مسلم، وأن الاضطهاد يتم لأسباب دينية في المقام الأول، مشيراً إلى أن ما يجري هو حرب على الإسلام وأهله في بورما.
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
- هناك من يقول: إن ما يجري في ميانمار هو لدوافع عرقية، وليس لأسباب دينية، فما ردك على هذا الطرح؟
– بداية، يجب أن نؤكد أن البوذيين يحاربون القرآن الكريم، وفي المناهج الدراسية يقولون: إن القرآن كتاب يدعو للإرهاب، ويفرضون التعاليم البوذية على التلاميذ المسلمين في المدارس، والمؤسسة الدينية البورمية التي يقودها الرهبان البوذيون يشنون حملات إعلامية على الإسلام ويحرضون على قتل المسلمين، وأنشؤوا منظمة، ويوجد مركز لتدريب البوذيين البورميين عسكرياً في سريلانكا، ويعود هؤلاء الرهبان إلى بورما بعد أن يكون قد تم شحنهم ضد الإسلام والمسلمين لممارسة المذابح ضدهم.
وقد زادت وتيرة الاضطهاد في عام 2013 حينما دخلوا إحدى مدارس تحفيظ القرآن وقتلوا التلاميذ بوحشية وهم نائمون، والحكومة البورمية لا تحاسب أياً من هؤلاء الرهبان البوذيين المتطرفين، وقد تم هدم 375 مسجداً، وحرق 150 مدرسة إسلامية، وحكموا على عدد من المسلمين الملتزمين المطالبين بحقوق الروهنجيا بالسجن مدى الحياة.
نحن نشعر بالحزن الشديد بسبب تدمير المساجد، فلدينا مساجد يرجع تاريخها لـ500 سنة منذ الميلاد؛ فلدينا 1500 مسجد في بورما تم تدمير 500 مسجد منها، وتحويل بعضها لمعابد بوذية، وحتى المقابر الإسلامية ذات الأهمية التاريخية يقومون بتدميرها والاستيلاء على أرضها بالقوة، كما أن عدد القتلى من الروهنجيا بلغ مليون قتيل من أصل سبعة ملايين هم عدد المسلمين في بورما.
- السلطات البورمية تزعم أن الروهنجيا قدموا للبلاد من خارج بورما؛ أي من بلاد البنجال؛ ولذلك فهم لا يستحقون الجنسية البورمية، فما ردك على تلك المزاعم؟
– في عام 1982 أصدرت السلطات البورمية قانوناً يحرم الروهنجيا من الجنسية، وسحبوا بطاقات الجنسية من المسلمين ولم يعطوهم بطاقات جديدة بحجة أن الروهنجيا قادمون من البنجال، وهذا تزوير للتاريخ، فوجود الروهنجيا قديم منذ القرن الخامس الميلادي، وليسوا قادمين من الخارج.. فالتجار العرب منذ أكثر من ألف سنة جاؤوا إلى بورما ونشروا الإسلام بسلوكياتهم الجيدة، وكانت اللغة العربية سائدة في بورما بفضل هؤلاء التجار، وسموا إقليم “آراكان” بهذا الاسم، وهي لفظة عربية، وحاول البورميون تحريفها إلى “راخين”، وكانت هذه المنطقة إسلامية عربية بشكل عام، ومتحف بورما مليء بالآثار الإسلامية والعملات المكتوب عليها باللغة العربية.
وظلت ولاية آراكان حكامها مسلمون على مدى مئات السنين.
- ما دور الصين و”إسرائيل” في دعم الاضطهاد البوذي ضد مسلمي بورما؟
– الصين تساعد البوذيين بالسلاح ويأخذون من بورما البترول واليورانيوم والأحجار الكريمة، وهذه الموارد موجودة في بورما وإقليم آراكان، ورغم هذه الموارد يعيش مسلمو الروهنجيا في فقر مدقع، ويعتبرون الإسلام عدواً لهم، والزواج الإسلامي وتوثيقه لدى الجهات الرسمية ممنوع.
أما “إسرائيل”، فمنذ عام 1954 علاقات بورما بها قوية، وكانت بعثات بورمية تذهب لـ”إسرائيل” للتدريب على السلاح، ويعودون لبورما لارتكاب المذابح ضد المسلمين، وكان هناك الكثير من المسؤولين والوزراء في الحكومة البورمية من المسلمين حتى عام 1962، وبعد هذا التاريخ بدأ اضطهاد المسلمين، وهناك الكثير من القبائل الروهنجيا مسلمون، وبعد عام 1973 بدأ التخلص من المسلمين في الوزارات المختلفة ببورما، وفي عام 1996 بدأ تدمير المساجد وتحويل بعضها لمعابد بوذية.
حكومة ميانمار تمارس الاضطهاد ضد المسلمين بسبب تعاليم أحد حاخامات اليهود “الإسرائيليين” وعناصر من الجيش والشرطة في ميانمار، بالإضافة إلى مئات من المتطرفين البوذيين الذين يتلقون تدريبات من جهات “إسرائيلية”، ومن هنا بدأت فكرة العدوان على مسلمي بورما؛ لأن أرض الروهنجيا مليئة بالبترول واليورانيوم والمعادن النفيسة.
فما يحدث معنا هو مثل ما كان يحدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان مشركو مكة يقتلون المسلمين ويعذبونهم ويمثلون بجثثهم، كما أخرجت هند بنت عتبة كبد حمزة بن عبدالمطلب (عم النبي) ولاكته ومثّلت به بعد أن قتلوه.
- الإعلام البورمي ينشر صوراً يزعم أنها لمسلمين بورميين يرفعون السلاح ويمارسون الإرهاب ويستشهدون بقتل عشرة جنود بورميين، فما تعليقكم؟
– هذه الصور مزورة، وملامح أصحابها لا تمت لملامح الروهنجيا بأي صلة، وهدفها منع التعاطف الدولي مع مسلمي بورما، ولتبرير المذابح ضد المسلمين بحجة مقتل عشرة من الجنود البورميين، ولم يقولوا: إن هؤلاء ومن يحمل السلاح ويقاوم الجنود البورميين هم من الهندوس الذين ملامحهم تشبه ملامح المسلمين، كما أن الجنود العشرة القتلى كانوا يهاجمون بيوت المسلمين، وتم قتلهم من جانب المسلمين دفاعاً عن النفس ولمنع اغتصاب زوجاتهم.
تم حرق 35 قرية، وتدمير وحرق 6 آلاف منزل، كل هذا وثقته الأقمار الصناعية.
- ما الجهود الدولية المبذولة لإنقاذ ومساعدة اللاجئين الروهنجيا في بنجلاديش؟
– قدمت ماليزيا وإندونيسيا مساعدات إنسانية للاجئين، كما أن رئيس وزراء تركيا جاء بنفسه وقدم مساعدات إنسانية لمعسكرات المهجرين في بنجلاديش، كما قدمت السعودية 15 مليون دولار مساعدات في بنجلاديش، وتقدم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى مساعدات إنسانية لهؤلاء اللاجئين.
وقد صنفت الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية مسلمي الروهنجيا بأنهم “الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم”، مشيرة إلى أنه بموجب قانون أقرته ميانمار عام 1982، تم حرمان نحو 1.1 مليون مسلم روهنجي من حق المواطنة، وتعرضوا لسلسلة من المجازر وعمليات التهجير القسري ليتحولوا إلى أقلية مضطهدة في ظل أكثرية بوذية وحكومات غير محايدة.
الآن أصبح لدينا موقع لمسلمي بورما موجوداً في عشر دول؛ منها أمريكا وبريطانيا لشرح قضيتهم وماذا يريدون من الدول الإسلامية.
- ما موقف المنظمات الدولية مما يجري للمسلمين في بورما وتوثيق جرائم الإبادة التي تقوم بها السلطات البوذية ضد مسلمي بورما في إقليم آراكان؟
– أوضحت منظمة الهجرة الدولية في بياناتها أن عدد المسلمين الروهنجيا الذين فروا إلى بنجلاديش هربًا من جرائم “الإبادة” في إقليم آراكان غربي ميانمار ارتفع إلى 600 ألف منذ 25 أغسطس الماضي، وجاء ذلك في تصريحات أدلى به المتحدث باسم المنظمة جويل ميلمان، خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة جنيف السويسرية حول مستجدات الوضع في آراكان.
وجاء في تصريحات ميلمان أن 171 ألفاً و800 من بين المسلمين الروهنجيا الذين فروا إلى بنجلاديش يواجهون تحديات خطيرة لعدم توافر أي شكل من أشكال الرعاية الصحية في المخيمات التي يقيمون فيها.
وأوضح ميلمان أن فِرَق المنظمة رصدت من بين هؤلاء إصابات عديدة بأمراض مختلفة، لا سيما بين الأطفال في المخيمات المنتشرة في أطراف مدينة “كوكس بازار” البنجالية، وأن اللاجئين الجدد يعانون من الجوع والإرهاق، فضلاً عن النقص في الأدوية، إلى جانب عدم توافر مياه نقية في المخيمات ومراكز تجمع اللاجئين، وحذر من انتشار الكثير من الأمراض المعدية بسبب تلك المياه الملوثة.
وقد بدأ الاتحاد الأوروبي بأخذ خطوة ضد حكومة ميانمار الظالمة من خلال توقيع عقوبات اقتصادية عليها بهدف ردعها عن تلك الجرائم، وهذه خطوات إيجابية لكنها تظل غير كافية.
- ماذا تطلبون من المؤسسات الإسلامية مثل الأزهر الشريف ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرهما لدعم مسلمي الروهنجيا في محنتهم؟
– الإمام الأكبر شيخ الأزهر وافق على انضمام ثلاثين طالباً من مسلمي الروهنجيا للدراسة بالأزهر كنوع من الدعم والمساندة؛ بحيث يعود هؤلاء لآراكان بعد تخرجهم دعاة يذكّرون الناس بتعاليم دينهم، كما أن مجلس الحوار التابع للأزهر عقد مؤتمراً جمع كل الأطياف في بورما بمن فيهم الحكومة في محاولة للمّ الشمل ووقف الاضطهاد ضد المسلمين، ولكن السلطات البورمية أجهضت تلك الجهود.
ونريد من منظمة التعاون الإسلامي، ومجمع البحوث الإسلامية، ممارسة الضغوط على بورما، وأن يقوم الأزهر وغيره من المؤسسات الإسلامية بطرح قضية مسلمي بورما لدى الجهات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، والعمل على صدور قرارات أممية تلزم السلطات البورمية بالتوقف عن قتل المسلمين.
كما أناشد الإعلام في البلدان الإسلامية تبني قضية مسلمي بورما، وتعريف الناس بمأساتهم، والضغط على حكوماتهم من أجل التحرك السريع لإنقاذهم، ونريد من البرلمانات العربية والإسلامية طرح القضية واتخاذ قرارات تكفل إنقاذ الروهنجيا.
- “تنظيم القاعدة” و”تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) أعلنا عن نيتهما نقل نشاطهما إلى بورما بحجة مساندة المسلمين، فما تعليقك على هذه التصريحات؟
– لا يوجد “داعشيون” في آراكان، وهناك من يدعي ذلك بهدف تبرير الجرائم التي تقوم بها الحكومة والمتطرفون البوذيون ضد المسلمين، ونحن في آراكان نعتبر فكر “داعش” و”القاعدة” فكراً متطرفاً ولا يمت للإسلام الصحيح بصلة، وتدخلهم سيسيء للمسلمين؛ لأنه سيعطي الحكومة البورمية المبرر لزيادة الاضطهاد ضد المسلمين بحجة محاربة إرهاب “داعش”.