لا تتوقف معاناة عائلات الأسرى عند زيارة أبنائهم في سجون الاحتلال في رحلات عذاب متكررة على الحواجز العسكرية وعند أعتاب بوابات السجون قبل زيارة أبنائهم؛ فهناك زيارة للمحكمة العسكرية في سالم شمال جنين يتفنن جنود الاحتلال بعذاب الأهالي، ويوم الخميس الماضي جرت انتهاكات خطيرة بحق عائلات الأسرى داخل محكمة سالم، بزعم العثور على قنبلة يدوية مع أحد الشبان، والاعتداء على شاب جاء لزيارة شقيقه بزعم وجود هاتف خلوي كان بحوزته أثناء دخوله القاعة الداخلية المخصصة لعائلات الأسرى قبل لقائهم ذويهم الأسرى داخل قاعة المحكمة الرئيسة.
د. ياسر حماد، مدير دائرة البحوث في دار الإفتاء الفلسطينية، والد الأسير عمار وعم المعتقل عبدالله حماد، يروي لـ”المجتمع” ما جرى يوم الخميس من انتهاكات واحتجاز لعائلات الأسرى حتى الساعة الخامسة مساء واعتقال والدة ثلاثة أسرى في سجون الاحتلال من مخيم بلاطه شرق نابلس.
طريقة دخول المحكمة
يقول حماد: توجهت صباح الخميس الماضي إلى محكمة سالم لرؤية ابني عمار الذي اعتقل قبل شهر ونصف شهر، وكذلك المعتقل عبدالله حماد، نجل شقيقي الشهيد عبدالرحمن حماد، وطريقة الدخول للمحكمة مذلة ومهينة، فكل شخص يمر من بوابة حديدية (معاطة)، ويسير مسافة طويلة حتى يصل قاعة الانتظار الخارجية، وبعدها يكون الانتظار والمناداة على عائلة الأسير، ثم الدخول إلى التفتيش الجسدي المهين للرجال والنساء، وشاهدت كيف تم الاعتداء على شاب جاء مع والدته لزيارة أشقائه الأسرى وليد وحسن ومحمد شرايعه بحجة وجود هاتف خلوي معه قبل دخوله قاعة المحكمة، وعندما تدخلت والدته للدفاع عنه بدأت المجندة بضربها وتم اعتقالها أمامنا بصورة وحشية، وانتهاك خطير، دون أن ترتكب عائلة الأسير أي مخالفة تذكر.
وأضاف حماد: الحدث الثاني الذي وقع، عندما ادعى الاحتلال وجود قنبلة يدوية مع أحد الشبان الذي جاء لزيارة شقيقه الأسير، وبعد هذا الحادث الذي لا نعلم صحته تم تجميع عائلات الأسرى في القاعة الداخلية وأغلقوها علينا، وبقينا داخلها حتى ساعات المساء دون اعتبار لاحتياجات عائلات الأسرى من طعام وشراب والوضوء من أجل الصلاة والحمامات.
ولفت حماد: شاهدت بأم عيني المعاملة العنصرية منذ اللحظة الأولى من الوصول إلى المحكمة وحتى الخروج منها، ويحمل كل إجراء أمني بحق عائلات الأسرى رسالة عذاب وإهانة، وهناك تعمد مقصود بحقهم من قبل إدارة المحكمة، فالجنود وضباط المحكمة يعترضون على كل شيء حتى الدبوس الخاص بحجاب النساء يتم انتزاعه وتبقى المرأة المحجبة متمسكة بيدها بحجابها بعد مصادرة الدبابيس الخاصة بالحجاب.
قاعة المحكمة
وأضاف: عند وصول الأسير إلى قاعة المحكمة لا يسمح لنا بمصافحته أو الحديث معه سوى بعض الكلمات قبل حضور القاضي العسكري، وتكون لغة العيون طوال فترة المحاكمة هي السائدة بين الأسير وعائلته، وأي مخالفة من قبل عائلة الأسير يتم طردها من قاعة المحكمة من قبل الحراس على الفور.
المحامي وسام إغبارية من الداخل الفلسطيني الذي يترافع عن أسرى في سجون الاحتلال ومن ضمنهم أطفال يقول لـ”المجتمع”: نشاهد الكثير من الانتهاكات بحق عائلات الأسرى من قبل طاقم المحكمة، وكون المحكمة عسكرية يتم تطبيق قوانين صارمة بحقهم، وتصل هذه الإجراءات بحق المحامين أيضاً، فالمحاكم العسكرية لا تعطي أي اعتبار للقيم الإنسانية بحق عائلات الأسرى، والمسموح فقط بعد رحلة العذاب رؤية الأسير وهو يرتدي لباس مصلحة السجون البني (الشاباص)، وهو مقيد القدمين والرجلين وعند دخول المحكمة يتم فك قيود اليدين فقط احتراماً للقاضي وليس تخفيفاً على الأسير وعائلته التي تكون بعيدة عنه سوى عدة أمتار ولا تستطيع الحديث معه ومصافحته.