وافقت لجنة شؤون الأحزاب السياسية التابعة لوزارة الشؤون السياسية والبرلمانية بالأردن على تأسيس حزب جديد تحت اسم “الشراكة والإنقاذ”.
وأعلن د. خالد حسنين، نائب رئيس اللجنة التحضيرية للحزب، البيان التأسيسي، وهذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان إلى شعبنا الأردني العظيم.
إلى جماهير الشعب الأردني العظيم في المحافظات كافة وفي دول الاغتراب.
إلى الرموز الوطنية المخلصة التي بذلت للوطن منذ تأسيس المملكة إلى اليوم.
إلى رجال الوطن ونسائه، شبابه وشيوخه، القابضين على جمر الانتماء والإخلاص لتراب الأردن الطهور أرض الحشد والرباط.
إلى جنود الوطن وحرّاسه الذين ينافحون عنه صباح مساء وهو أغلى عندهم من دمائهم وأبنائهم وأموالهم.
إلى كل الأردنيين الذين أسسوا وبنوا هذا الوطن الأردني الشامخ بقيمه وأخلاقه وعاداته وتقاليده، إلى كل هؤلاء يسرّنا أن نعلن عن ولادة “حزب الشراكة والإنقاذ”، بيت التواقين إلى خدمة وطنهم من مختلف الخلفيات الفكرية، الراغبين في المشاركة في صناعة المستقبل والإعلاء من شأن الأردن ليكون شامة نفخر بها في أرجاء الأرض، ونبني على ما صنعه الآباء والأجداد، ونعزز الإيجابيات، ونتجاوز السلبيات، بروح وطنية عالية، تسع الجميع، وتصنع شراكة معهم، بهدف إنقاذ وطننا ودعم صموده في مواجهة الأعاصير التي ضربت وتضرب منطقتنا وبخاصة في المرحلة الحالية.
“حزب الشراكة والإنقاذ” بدأ كفكرة أطلقتها مجموعة من أبناء الوطن من مختلف التيارات، اجتمعوا معا، وتجاوزوا خلافاتهم التاريخية، وقرروا أن يصنعوا تجربة متميزة يتشاركون عبرها جملة من المبادئ السياسة التي لا يختلف عليها معظم الأردنيين، وتتمثل بالحريات العامة وكرامة المواطنين، والتأكيد على سلطة الشعب ودوره في صناعة القرار، وتلازم السلطة والمسؤولية، والفصل بين السلطات، وتعزيز الشفافية ومحاربة الفساد، ونصرة القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، دون أن تصادر هذه الشراكة القناعات والمعتقدات الشخصية للمشاركين.
ونودّ في بياننا هذا إرسال أربع رسائل مختصرة توضح صورة الحزب وتوجهاته أمام الرأي العام الأردني:
أولاً: رسالة ودّ وفخر واعتزاز إلى كافة أحزابنا الوطنية الأردنية وتياراتنا وجماعاتنا السياسية، من مختلف توجهاتها ومدارسها الفكرية دون استثناء، فنحن قادمون للبناء على ما أنجزتموه، وللتعاون معا في صناعة نموذج وطني ديمقراطي لا يستبعد أحدا، ولا يناكف أحدا، وإنما نتشارك في تبني الهموم الوطنية، والبحث عن وسائل عملية للتخفيف من الأعباء التي يواجهها شعبنا الأردني، والسعي إلى استكمال متطلبات الديمقراطية وصولا إلى التداول السلمي للسلطة.
ثانياً: القضية الفلسطينية قضية عادلة في مواجهة عدوّ متغطرس يهدد وجودنا جميعا، وتبني القضية من أولى أولياتنا في “حزب الشراكة والإنقاذ” كقضية وطنية أردنية، امتزجت فيها دماء الشعبين لتعمّد علاقة أخوية وتاريخية ونضالية ممتدة حتى تحرير الأرض والإنسان الفلسطيني من الاحتلال، كما نؤكد على عروبة القدس وإسلاميتها، وأن القرار الأخير للرئيس الأمريكي منعدم القيمة، ويدلّ بوضوح على أن الإدارة الأمريكية لم تكن يوماً وسيطاً محايداً ولا مخلصاً لشعوب أمتنا وقضاياها، بل كانت على الدوام مع الرؤية “الإسرائيلية” تدعمها وتساندها على حساب القانون الدولي وحقوق الإنسان.
ثالثاً: مؤسسات المجتمع المدني من نقابات مهنية وعمالية وجمعيات ونواد ومبادرات وهيئات هي أساس الدولة المدنية، ودعمها واجب على الجميع من أجل تعزيز قوّة المجتمع وصموده في وجه التحديات.
رابعاً: الحكومة وأجهزتها ومؤسسات الدولة المختلفة هي الحارس المؤتمن على مقدرات الوطن وتاريخه وسمعته ومصالح مواطنيه، وتعزيز شرعية الحكومة عبر تمثيلها لإرادة الشعب الحقيقية واختيارها من الكفاءات الوطنية المخلصة واحد من غايات الحزب. وهذا يقتضي دعم وتعزيز مجلس الأمة عبر التوافق على قانون انتخاب عصري وعادل يؤدي إلى تمثيل الأردنيين بشكل صادق، ويفضي إلى اختيار حكومة راشدة تكون تحت رقابته ومحاسبته.
وختاماً؛ نشكر كل المخلصين الذين دعموا فكرة الحزب ونصحوا له منذ البدايات، ونشكر كافة فئات شعبنا الأردني التي شاركتنا هموم الوطن عبر مئات الجلسات، وكانت ملهمة لنا بإنشاء هذا الحزب، كما نشكر لجنة شؤون الأحزاب السياسية التابعة لوزارة الشؤون السياسية والبرلمانية على جهودهم وتعاونهم وتقبلهم للملاحظات، والشكر موصول إلى كل من أسهم في تذليل العقبات التي واجهت مشروع التأسيس.
والله نسأل أن يكون حزبنا بحجم التحديات، وأن نقدم للوطن نموذجاً فريداً يسهم في رفعة شأنه وصموده، وسيعلن الحزب قريباً عن موعد حفل إشهاره بعد أن يستكمل انتخاب هيئاته القيادية لمرحلة التأسيس.
حفظ الله الأردن عزيزاً قوياً، وجعلنا جميعاً من جنوده الأوفياء.
حزب الشراكة والإنقاذ
الإثنين عمَّان: 1/ 1/ 2018م