هدف الحملة نشر معلومات موثقة بمختلف اللغات عبر وسم موحد
الحملة نوع من أنواع التحدي التعريفي أو المقاومة المعلوماتية وإحداث حراك على أكبر موقع للتواصل الاجتماعي
من أهدافنا تذكير العالم بأن المسلمين الوحيدون الذين حققوا السلام في القدس لجميع أتباع الأديان
«إسرائيل» آخر دولة يمكن أن تسمى بالدولة المتحضرة أو الديمقراطية وليس لديها حق قانوني في الوجود
بهدف نشر معلومات موثقة بمختلف اللغات وعبر وسم موحد للتعريف بفلسطين والقدس والرد على الشبهات المثارة حولهما؛ أطلق الداعية م. طارق سرحان، رئيس قسم الثقافة الإسلامية بالمركز الإسلامي في العاصمة الأوكرانية كييف، حملة إلكترونية تعريفية بالقضية الفلسطينية على موقع التواصل الاجتماعي الشهير «فيسبوك».
حول الحملة وأهدافها ومحتواها ورؤيته المستقبلية لها، أجرت «المجتمع» هذا الحوار مع م. سرحان، صاحب المبادرة والمشرف على الحملة، وهو داعية وناشط اجتماعي بالمجتمع الأوكراني، ولديه ما يزيد على مائة محاضرة دعوية على «يوتيوب» باللغة الروسية، إضافة إلى عشرات المحاضرات التي ألقاها في مختلف جامعات أوكرانيا.
بداية؛ لماذا فكرتم في إطلاق هذه الحملة التعريفية؟
– سبب إطلاقنا لهذه الحملة أننا وجدنا أن العقيدة التي تكونت لدى الغربين تجاه القضية الفلسطينية هي عقيدة العهد القديم، التي تصور اليهود كسكان أصلين لفلسطين، متغافلين عن السكان الأصلين قبيل إبراهيم، وموسى، عليهما السلام، وكذلك متغافلين عن تاريخ المسلمين، وأنهم كانوا الحضن الذي ضم اليهود بعد طول اضطهاد في أوروبا.
وهذه العقيدة نشرت طوال عقود حتى صورت اليهود في أوروبا على أنهم شعب مرموق، وأنه مظلوم تاريخياً، هذا وغيره كثير أدى إلى تعاطف الشارع الغربي مع اليهود.
ونسي العالم أن المسلمين هم الوحيدون الذين حققوا السلام في القدس وكافة فلسطين لجميع أتباع الأديان؛ فمدينة السلام (القدس) لم تشهد سلاماً أبداً إلا في ظل الحكم الإسلامي، كما أن الفتح الإسلامي للقدس تم كذلك بشكل سلمي تماماً.
لذا تأتي هذه الحملة كي تعيد الحقائق مرة أخرى إلى أذهان الشعوب المختلفة، وهي نوع من أنواع التحدي التعريفي أو المقاومة المعلوماتية وإحداث حراك على أكبر موقع للتواصل الاجتماعي للنشاط والبحث والتوثيق لحقائق التاريخ فيما يتعلق بقضية فلسطين والقدس.
ما أهم أهداف الحملة؟
– تهدف الحملة إلى تجميع معلومات موثقة عن قضية فلسطين والقدس، وتجميع الردود العلمية على كافة الشبهات المثارة حولها ونشرها على موقع «فيسبوك»، مع رابط المصدر والوسم الموحد بمختلف اللغات حتى تترابط المعلومات وتصل لأكبر عدد من شعوب العالم بلغاتها المحلية.
و”هاشتاج” (وسم) حملة التعريف بالقضية الفلسطينية، هو: #What_do_you_know_about_Palestine_Challenge
ماذا عن المحتوى المستهدف للحملة التعريفية؟
– هناك خمسة محاور لا بد من التركيز عليها، وبحسب اعتقادي الشخصي فهي أهم محاور يمكن أن تخدم القضية الفلسطينية في مساحة تعريف الشعوب غير العربية وغير المسلمة بحقيقة وعدالة القضية، وهذه المحاور هي:
1- التعريف بالثقافة الفلسطينية وتاريخها وجمالياتها وإرثها التاريخي، وأبرز شخصياتها التاريخية من علماء ومثقفين وأهم إنجازاتهم، هذا على المستوى الديني والوطني.
2– التأكيد على أن فلسطين كانت دائماً أرض سلام وصداقة، ولم يكن هناك أي تفرقة بين الجنسيات والعرقيات، وليس هناك أي أسباب دينية أو عرقية للنزاع حولها، وحقائق التاريخ أكبر دليل على ذلك.
3- استخدام الحجج والحقائق لهدم فكرة حق “الإسرائيليين” التاريخي في امتلاك هذه الأرض، وهذا عبر أمرين:
الأول: المسار القانوني: ليس هناك في القانون الدولي ما يمنح مثل هذا الحق، وإن وجد فعلى ماذا يبنى؟ وما حقوق الفلسطينيين في هذه الحالة؟ هذا مهم للتأكيد على أن “إسرائيل” دولة قائمة على أسس غير قانونية، بل على مبدأ السطو وقوة الذراع.
الثاني: الخطاب المنطقي: منطقياً إذا اتفقنا على أن الحق التاريخي مكفول قانونياً وشرعياً، فإن هناك خمسة أسس تجعل اليهود أصحاب هذا الحق؛ أن يكونوا أول من اكتشف الأرض، وأن يكونوا السكان الأوائل وأول من بنوا حضارتها، وأن يكونوا سكاناً أصليين على هذه الأرض لعصور متتالية، ولم يكونوا رحالين مستمرين منها وإليها، وأن يكون حاربوا لأجلها دفاعاً عنها من غزوها ودمروها، وأن يكونوا ضحوا لأجلها بالغالي والنفيس، كذلك أن يكونوا حكموها لأطول فترة ممكنة.
وإنك إذا بحثت في حقائق التاريخ علمياً لوجدت ما يجعل الفلسطينيين العرب أو المسلمين هم الأكثر استحقاقاً لهذه الأرض طبقاً لهذه الأسس، وهذه المجالات هي موضوعات على المتخصصين العمل عليها في مجال البحث العلمي، لنشر الوعي الحقيقي لدى الغربيين وحتى لدى العرب وأولادهم (خاصة الذين ولدوا في الغرب)، وهذا عمل ثقافي تعليمي بعيد تماماً عن ميادين العمل السياسي ولكنه لا يقل عنه أهمية، ولا ننسى أن الصهاينة كوّنوا الفكر الغربي تجاه القضية الفلسطينية عن طريق الثقافة والمثقفين، ولولا هذا لما تكونت الدولة المسماة زوراً بـ”إسرائيل”!
4- الرد على فكرة أن لليهود حقاً دينياً في امتلاك أرض فلسطين، ولا يكون هذا إلا بالنصوص الدينية والحقائق الشرعية من مختلف الديانات الثلاث وليس من الإسلام فقط، فليس المطلوب هنا مناقشة الذات، بل دحض شبهات الآخر، وهذا مجال آخر للمتخصصين للبحث فيه وطرح ما يمكن إيجاده من الأسس الدينية التي يستخدمها الآخر في إثبات الحق الديني، أو في طرق الرد عليه من ذات المصادر الدينية.
5- البرهنة على أن “إسرائيل” هي آخر دولة يمكن أن تسمى بالدولة المتحضرة أو الديمقراطية، وأنها ليس لديها حق قانوني في الوجود، إلا لغة السطو والعنف، وقرارات “ترمب” الأخيرة أكبر دليل على ذلك.
دعوتم الجميع للمشاركة في الحملة، فهل وضعتم معايير للنشر تضبط مشاركات الجميع؟
– بالفعل دعوت جميع الأصدقاء للمشاركة، بل دعوتهم لدعوة أصدقائهم ومعارفهم كذلك للمشاركة في إثراء الحملة بالمحتوى العلمي الموثق والعمل على تطويرها وتوسيعها لتشمل مختلف لغات العالم.
ووضعنا معايير لانتقاء ونشر المواد المعلوماتية للحملة على “فيسبوك”، وهي ثلاثة:
1- أن تفيد المعلومة أحد أو كل محاور الحملة الخمسة.
2- توثيق مصدر المعلومة، مع نشر رابط المصدر الأصلي.
3- إضافة “هاشتاج” الحملة عند النشر حتى تترابط المعلومات من خلاله.
والمادة المنشورة يمكن أن تكون فيديو أو صورة أو مقالة أو بثاً مباشراً، وذلك بكافة اللغات الممكنة، وإن كنتُ أفضّل الفيديو من وجهة نظري، لكن يبقى الأهم هو توثيق مصدر المعلومة، مع نشر رابط المصدر، ونشر “الهاشتاج” الموحدة للحملة، حتى تترابط المعلومات ويستطيع الوصول إليها المهتمون بالاطلاع عليها.
قد يسأل البعض: ما الجدوى من هذه الفعالية؟ هل سيغير هذا شيئاً في الواقع؟! ما ردكم على هؤلاء؟
– أعلم أن هناك الكثيرين ممن سيسألون قائلين: وما الجدوى من هذه الفعالية؟ هل سيغير هذا شيئاً في الواقع؟ لكل هؤلاء أقول:
أولاً: حق المقاومة والدفاع عن الحقوق، والمطالبة بالعقاب العادل لكل من تورط بجرائم والجرائم لا تتساقط بالقدم، كل هذا حق شرعي لا يختلف عليه اثنان.
ثانياً: نؤمن إيماناً عميقاً بأن الحروب لم تعد وسيلة ناجعة لحل المشكلات، وأن الطرق السلمية هي ما يجب على المسلم أن يجنح لها إذا وجدت، وكتاب الله على هذا أكبر دليل.
ثالثاً: إن عدونا لو فكر بهذه الطريقة التي يحاول البعض أن يتعامل بها مع القضية، لما وصل إلى ما وصل إليه اليوم، فما لنا نحن أبناء الإسلام نيأس ونقنط؟!