رسائل القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لعائلات الجنود الأسرى لدى المقاومة حرب صامتة لدفع الثمن مقابل الإفراج عنهم، وتجعل من قضية الأسرى في سجون الاحتلال محط اهتمام الجميع.
عائلات الأسرى القدامى في سجون الاحتلال يتسلل لها الأمل عندما تشاهد رسائل المقاومة إلى عائلات الجنود بعدة صور وأشكال.
نحن مع الرسائل
عبلة سعدات (أم غسان)، زوجة الأسير القيادي النائب أحمد سعدات، أمين عام الجبهة الشعبية، تقول عن هذه الرسائل في حديث مع “المجتمع”: نحن مع كل الرسائل بكافة أشكالها التي تظهر قوة المقاومة أمام الغطرسة “الإسرائيلية” في ملف الأسرى، وهذه الرسائل تشكل رافعة لنا كعائلات أسرى، فالأمل معقود على صفقة تبادل، فالاحتلال لن يفرج عن أي أسير إلا في صفقة تبادل مع المقاومة، ولن يلتزم بالإفراج عن الأسرى وأصحاب المؤبدات، إلا بعد أن يدفع الثمن، وبدون ذلك لن يكون هناك إفراج عن الأسرى، فهو يحول الأسرى الذين يفرج عنهم بعد سنوات طويلة للاعتقال الإداري.
تعطينا أملاً
المحررة منى السائح، زوجة الأسير المريض بسام السائح من نابلس، الذي ينتظر حكم المؤبد تقول لـ”المجتمع”: لا أحد ينكر أن هذه الرسائل تعطينا أملاً قوياً في الإفراج عن أسرانا داخل السجون وخصوصاً المرضى ومن أصحاب الأحكام العالية، فهذه الرسائل لها قيمتها المعنوية التي لا توصف، وعندما نشاهد رد فعل دولة الاحتلال على هذه الرسائل من خلال تعليقات المراسلين العسكريين في وسائل إعلامهم نعلم علم اليقين أثر هذه الرسائل.
بلادة عائلات الجنود
ولفتت المحررة منى السائح قائلة: نحن كعائلات أسرى نستغرب من بلادة عائلات الجنود التي تقابل هذه الرسائل بتحرك فوري نحو حكومتهم حتى يتم عقد صفقة التبادل، ولا نعلم ما سر هذه البلادة الشعورية، فالمقاومة ترسل لهم الرسائل باستمرار حتى تتحرك المياه الراكدة، ولكن لا حياة لمن تنادي، إلا أن هذه الرسائل سيكون لها فعل تراكمي لدى عائلات الجنود وسوف تتحرك من أجل الجنود المأسورين لدى المقاومة.
لا إهمال ولا نسيان
وأشارت المحررة السائح: رسائل المقاومة فيها رسالة لنا أن الأسرى ليسوا في حالة من النسيان والإهمال، فالمقاومة التي ترسل الرسائل لعائلات الجنود تريد التأكيد لعائلات الأسرى أن المقاومة حريصة على الأسرى أكثر من عائلاتهم، فهي صاحبة الملف الرئيس للأسرى وهي التي تعكف باستمرار على تحريك الملف لإجبار الاحتلال على عقد صفقة مشرفة.
أطير فرحاً
منال يونس، شقيقة الأسير المريض عثمان يونس، من قرية سنيريا جنوب قلقيلية والمحكوم بالسجن المؤبد تقول عن هذه الرسائل في حديث مع “المجتمع”: عندما أسمعها وأشاهدها أطير فرحاً، فهي تعني لنا كعائلات أسرى محكومين بالسجن المؤبد أننا على أمل قريب من الإفراج، وخصوصاً عائلات الأسرى المرضى، فنحن نعيش أوضاعاً مأساوية، فشقيقي المريض يقبع في سجن نفحة ولا نستطيع زيارته لبُعد المسافة، فوالدتي الحاجة صبحية يونس لا تقوى على زيارته.
وأضافت يونس: هذه الرسائل تبعث فينا الحياة من جديد، ونجهز أنفسنا بعد كل رسالة لاستقبال أسرانا، فكل رسالة تعمل على تقصير المسافة نحو محطة الإفراج، لأن تحدث تحركاً ولو كان بسيطاً لدى عائلات الجنود الأسرى من جيش الاحتلال في غزة.
إبداع في إيصال رسالة الأسرى
وترى المحررة إيمان نافع، زوجة عميد الأسرى في سجون الاحتلال الأسير نائل البرغوثي، في رسائل المقاومة و”القسام” المصورة والمكتوبة بأنها إبداع في إيصال رسالة الأسرى لعائلات الجنود، وهذه الرسائل يمكن تصنيفها بأنها من الأفكار الخلاقة للمقاومة، وهي موجهة لكل المجتمع “الإسرائيلي”، بأن عليهم التحرك لأن جنودهم لن يخرجوا حتى تتحرك حكومتهم، وأن المقاومة أقوى من أي حكومة لديهم، فهي التي تدير المعركة، واللافت في الرسائل أنها تتحدث بلغة المجتمع “الإسرائيلي” والموسيقى التي يعتاد عليها “الإسرائيلي”، فهي تخاطب العقول والنفوس والقلوب حتى تكون النتائج تراكمية في النهاية وانصياع الاحتلال لمطالب “القسام” والمقاومة.