دعت منظمة بنغالية معنية بمكافحة المخدرات حكومة البلاد لإطلاق برنامج فعّال وصارم لمكافحة تعاطي المخدرات، محذرة من “تدمير” جيل الشباب في غضون عامين، في ظل وصول عدد المدمنين في بنغلاديش إلى أكثر من 7 ملايين شخص.
وقال آروب راتان تشودري، رئيس جمعية حظر المخدرات في بنغلاديش (غير حكومية)، للأناضول “إن تعاطي المخدرات بين الشباب يتزايد بشكل يدعو للقلق”.
وأضاف “يتعين على الحكومة أن تطلق على الفور برنامجًا فعالًا وصارمًا يستهدف متعاطي المخدرات، وإلا سيُدمّر جيل الشباب في غضون عامين”.
وقالت الجمعية في تقرير نشر مؤخرًا، إن “أكثر من 7 ملايين شخص (من إجمالي عدد السكان البالغ 163 مليون) في بنغلاديش مدمنون على المخدرات”.
وتقود الجمعية البنغالية برامج توعوية وتوجيهية في مدارس وجامعات البلاد، وخصوصًا في العاصمة دكّا.
وقال رئيس الجمعية للأناضول “إن تقريرنا تحدث عن 7 ملايين مدمن للمخدرات، وهذا يعني أن العدد ليس 5 ملايين كما أعلنته الحكومة، ونتصوّر أن الرقم الحقيقي أكبر من إحصائنا بكثير”.
وتابع “ربما يكون 10 ملايين أو حتى 15 مليونًا”.
وأوضح تشودري أن المخدرات المستهلكة الأكثر شيوعًا في بنغلاديش، هي: أقراص “يابا” أو كما يسميه البعض بـ “العقار المجنون” لتسببه في إصابة متعاطيه بالهياج العصبي، والقنب (الحشيش)، والهيروين، وفنسيديل (شراب السعال).
ولفت أيضًا إلى أنه “يوميًا تدخل البلاد ملايين الأقراص من مخدر “يابا”، عبر الحدود مع ميانمار، فيما يتم توريد مخدّر الفنسيديل من الهند”.
وأضاف محذّرًا “هذه المخدرات تؤثر على جذور المجتمع تحت سمع وبصر السلطات ووكالات إنفاذ القانون”.
كان تقرير المخدرات السنوي لعام 2016، الذى نشرته إدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، سابقًا، أظهر أن تدفق المخدرات إلى بنغلاديش ارتفع فى السنوات الأخيرة.
وقال التقرير وقتها، إن السلطات ضبطت 29 مليونًا و450 ألفًا و178 قرصًا من مخدر “يابا” عام 2016، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 80 ألفًا و490 في المائة مقارنة بعام 2008 عندما تم مصادرة 36 ألف و543 قرصًا .
وورد في تقرير وزارة الداخلية أيضًا أن “القنّب يعدّ أكثر المخدرات انتشارًا في بنغلاديش، إذ تشكل نسبته 50 في المائة من إجمالي عدد الأنواع الأخرى التي تمت مصادرتها خلال 2016”.
وأظهر التقرير أيضًا أن “جميع شرائح المجتمع في بنغلاديش ضالعة في تعاطي المخدارات، بمن فيهم الفقراء والأغنياء والمتعلمين والأميّين”.
3 ملايين شخص يتاجرون في المخدرات
وأوضح التقرير أن 77% من متعاطي المخدّرات في البلاد هم من الشباب الذي تتراوح أعماره بين 16 و35 عامًا.
دراسة أخرى أجرتها منظمة “أولى مخاوف الشباب” (غير حكومية)، العام الماضي 2017، كشفت أن تعاطي المخدرات آخذ في التصاعد، وأن حوالي 20% من مدمني المخدرات في بنغلاديش هم من النساء”.
وفي حديثه للأناضول، أكد تشودري وهو أيضًا عضو المجلس الوطني لمكافحة المخدرات، أن الشباب المراهقين هم الضحايا الرئيسيون لتعاطي المخدرات. محذرًا “إذا لم يتسن وقف تهريب المخدرات للبلاد الآن، فسيتم تدمير الشباب في غضون عامين”.
وحثّ الحكومة على إطلاق “برنامج عاجل ومكثف” لمكافحة ظاهرة تعاطي المخدرات في البلاد.
وقال إن هناك أكثر من 3 ملايين شخص، يتاجرون بالمخدرات في جميع أنحاء البلاد، وأن قيمة تجارة المخدرات في العاصمة دكّا وحدها شهريًا، تقدّر بنحو 7 ملايين، و254 ألف دولار.
ونوّه إلى أن الحكومة البنغالية بإمكانها تدارك الوضع “في غضون 3 أشهر لو حشدت جميع المؤسسات ذات الصلة”.
وأشار تشودري إلى الإجراءات والحملة التي أطلقها الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، وشدّد على ضرورة اتخاذ إجراءات مماثلة في بلاده.
بدورها، أفادت كتيبة التدخل السريع، وهي من قوات النخبة في بنغلاديش، أنها تنفذ عمليات خاصة تستهدف تجارة المخدرات.
وأوضح مفتي محمود خان، مدير الجناح الإعلامي والقانوي للكتيبة، في تصريح للأناضول أن “مشكلة تعاطي المخدرات لا يمكن القضاء عليها فقط من قبل السلطات الحكومية”. مشددًا على ضرورة مشاركة المجتمعات المحلية في حملات توعية وإرشاد أيضًا.
وأضاف أن “كتيبة التدخل السريع كانت ولا تزال تعمل مع المجتمعات المدنية لزيادة الوعي بشأن تعاطي المخدرات”.
وقال إن “عمليات وأنشطة المراقبة البرية والبحرية تم تعزيزها منذ أن بدأت أقراص مخدر يابا بالدخول إلى البلاد من بلد معيّن (لم يسمه)”، إلا أن السلطات البنغالية كثيرًا ما توجه أصابع الاتهام لميانمار المجاورة بشأن تهريب المخدرات داخل أراضيها.
وأضاف أن “عمليات تهريب المخدرات إلى بنغلاديش انخفضت عام 2017 نظرًا للإجراءات المشددة لقوات الأمن”.