قبل اثني عشرة عاماً فجع الشعب الكويتي بوفاة والد الجميع أمير القلوب حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه الله.
ويرتبط الكويتيون بالشيخ جابر ارتباطاً قلبياً قبل أن يكون حاكماً للبلاد، فكل الكويتيين كانوا ينعتونه بـ”يبا”؛ أي أبي، وهذا ما توافق عليه الكويتيون مع كل حكامهم من آل صباح الكرام.
والشيخ جابر هو أمير دولة الكويت الثالث عشر، والثالث بعد الاستقلال من المملكة المتحدة، هو الابن الثالث للشيخ أحمد الجابر الصباح رحمه الله.
تلقى تعليمه في المدرسة المباركية والمدرسة الأحمدية، في عام 1949 عينه والده نائبًا له في الأحمدي، وكان المسؤول العام عن المدينة، وفي عام 1959 عينه الشيخ عبدالله السالم الصباح رئيسًا لدائرة المال والأملاك العامة، كما كان رئيسًا لمجلس النقد الكويتي، وقام في 1 أبريل 1961 بإصدار أول عملة في الكويت تحمل توقيعه، وبعد استقلال الكويت في 19 يونيو 1961 وإجراء انتخابات المجلس التأسيسي عين وزيرًا للمالية والصناعة في الحكومة الأولى التي كانت برئاسة الشيخ عبدالله السالم الصباح، وعندما تولى الشيخ صباح السالم الصباح رئاسة الحكومة أصبح نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، وبعد وفاة الشيخ عبدالله السالم وتولي الشيخ صباح السالم الحكم عين في 30 نوفمبر 1965 رئيسًا لمجلس الوزراء.
أهم إنجازاته رحمه الله
مساعدة الأيتام ومجهولي الوالدين وإقرار منحة الزواج وبدل السكن ومساعدة الزوجة المتزوجة من غير الكويتي وإرسال الطلبة للدراسة على نفقته الخاصة وإرسال المرضى للعلاج على نفقته، كما طالب كثيرًا بعودة الأسرى الكويتيين بعد حرب الخليج الثانية، ومنها في كلمته التي ألقاها في 26 سبتمبر 1991 في الأمم المتحدة، وأصدر أمراً بإنشاء المكتب التنفيذي لشؤون الأسرى والمفقودين واللجنة الوطنية لشؤون الأسرى ومكتب الشهيد الذي أسس في أغسطس 1991 لتكريم أسر الشهداء، وقام بإنشاء التأمينات الاجتماعية لتأمين العيش الكريم لمن هم في سن الشيخوخة.
كما قام بإنشاء صندوق احتياطي الأجيال القادمة، وهو صندوق لتجميع المال من عوائد النفط، وهو لحفظ استقرار الأجيال القادمة ماديًا حيث إن عمر النفط محدود ومن حق الأجيال القادمة أخذ نصيبها منه، ويقتطع الصندوق 10% من إيرادات الدولة العامة لاستثمارها في مشاريع داخلية وخارجية استفاد منها الشعب الكويتي أثناء حرب تحرير الكويت.
كان صاحب فكرة إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي أنشأ في 31 ديسمبر 1961.
كما طالب بأن تسقط فوائد الديون المستحقة على الدول الفقيرة وتخفيض هذه الديون على الدول الأشد فقرًا، وكان يهدف من هذا الأمر إلى تقريب الفجوة بين الأغنياء والفقراء أو الشمال والجنوب، وكانت هذه المبادرة في 28 سبتمبر 1988.
الشيخ حابر رحمه الله.. والعمل الخيري
يذكر الشيخ عبدالرحمن السميط رحمه الله أنه في أحد الأيام ذهب للشيخ جابر رحمه الله لإبلاغه بحاجته لدعم لبعض الأعمال الخيرية بأفريقيا ووعده خيراً.
وبعد يومين من المقابلة جاء اتصال للشيخ السميط من الديوان الأميري يبلغه بموعد سفر غداً إلى أفريقيا.
وعند صعود الطائرة وجد السميط رحمه الله الشيخ جابر رحمه الله في الطائرة ليشارك في تنفيذ الأعمال الخيرية في أفريقيا بنفسه.
رحمك الله يا جابر الخير، وعزاؤنا بمن حكم بعدك الشيخ سعد العبدالله الصباح رحمه الله بطل التحرير.
وصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه الذي استطاع بحكمته أن يجعل الكويت قبلة أمل من ينشد السلام والاستقرار والعمل الإنساني، فهو بحق قائد الإنسانية.