لم يعلن الله تعالى حرباً مؤكدة على أمر في دنيا الناس يقدمون عليهم غير مضطرين مثل الربا، قال تعالى: ﴿فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ﴾ (البقرة: 279)، فالربا أعظم ذنب اجتماعي يرتكبه الأفراد أو حكومات الدول، وتوعدنا الله بمحق الربا (يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا) (البقرة: 276)؛ أي يذهبه ويذهب بركته فالمتضرر هم نحن ملاك المال العام.
25 مليار دينار قرض ربوي، وما دام ربوياً فلا تقبل فيه حجة تغطية عجز الميزانية أو المصروفات العامة أو غيرها، هو قطعاً حرب معلنة -مقصودة أو غير مقصودة– لا نرضى بها كما لم نرضَ من قبل عن غيرها في معاملات الدولة التي دخلها الربا، ونبرأ إلى الله منها، موقنين أن الكويت لم تبلغ حد ضرورات الاقتراض بالربا.
لقد أنعم الله علينا برغد من العيش، وساق إلى بيوتنا أرزاق الدنيا، وحفظنا بالأمن، والربا كفران لنعمة الرزق والأمن، فإن الحرب ينقطع فيها الرزق ويرتفع منها الأمن، ولسنا بأكرم على الله من تلك القرية التي “كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون”.
فواجب أهل الشرع ومن يمثلون الأمة في مجلسها الاعتراض وبيان الحكم الشرعي، وعلى أهل الاختصاص من الاقتصاديين وغيرهم تقديم البدائل المشروعة، وما أكثرها من مثل الصكوك الإسلامية -وقد بلغ تداولها عام 2017 نحو 65 مليار دولار- بأنواعها من صكوك الاستثمار، والاستصناع، والمرابحة، والمشاركة، والتمويل، والإجارة، وصكوك السلم وغيرها من أدوات التمويل والتنمية المجتمعية، وكذلك أي وسيلة غير الصكوك من وسائل التمويل المشروعة.