ـ القدس تظل هي القضية المركزية التي ينبغي ألا يغفل عنها مسلم ولا عن توريثها لأبنائه
ـ لسان الحال أعمق أثراً في النفوس من لسان المقال فكن قدوة لأبنائك في الاهتمام بأمور المسلمين
ـ وضّح لأبنائك مكانة القدس لدى المسلمين والعرب وما تمثله من قيمة لديهم خاصة المسجد الأقصى
ـ تزيين بيتك ببعض الصور للقدس والأقصى وقبة الصخرة تجعلهم مرتبطين بهذه الأماكن حتى يكبروا
ـ الحصالة والمقاطعة والمشاركة في الفعاليات.. أدوار مهمة وإيجابية لتربية أبنائك على نصرة القدس
حين يستقر الإيمان في قلب المسلم، فإن ذلك ينعكس على مشاعره وتصرفاته تجاه الآخرين وبصفة خاصة تجاه المسلمين، فيهتم بأمرهم ويفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ويتألم لألمهم، متمثلاً في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» (رواه مسلم)، فلا بد للمؤمن أن يكون مهتماً بأمور المسلمين مشغولاً بأحوالهم، وعليه أن يغرس ذلك في نفوس أبنائه منذ نعومة أظفارهم حتى يشبوا منتمين للأمة مهمومين بقضاياها المختلفة.
رغم تعدد قضايا المسلمين في بقاع الأرض؛ فإن القضية الفلسطينية، وفي القلب منها القدس، تظل القضية المركزية التي ينبغي ألا يغفل عنها مسلم ولا عن توريثها لأبنائه حتى يتربى جيل مناصر لها وقادر على استردادها من مغتصبيها.
فكيف تربي أبناءك على الاهتمام بأمور المسلمين حول العالم؟ وكيف تربيهم على مناصرة فلسطين، وبذل ما في وسعهم لتحرير القدس والمسجد الأقصى من سطوة المحتلين؟
أولاً: الاهتمام بأمر المسلمين:
1- تحدث مع أبنائك -بما يناسب أعمارهم وقدراتهم- عن ضرورة اهتمام المسلم بأحوال المسلمين في أنحاء العالم، وضرورة أن يتفاعل مع أحوالهم بالفرح لفرحهم والتألم لألمهم، مستشهداً في ذلك بقول الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات: 10)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم..» (رواه الطبراني).
2- كن قدوة حسنة ومثالاً حياً يحتذي به أبناؤك في الاهتمام بأمور المسلمين ومتابعة أحوالهم وقضاياهم، فلسان الحال أبلغ وأعمق أثراً في النفوس من لسان المقال، وقد قيل: «إن فعل رجل واحد في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل واحد».
3- احرص على تعريفهم بالمسلمين حول العالم من حيث تعدادهم وأماكن تواجدهم وأهم قضاياهم.. إلخ، وذلك من خلال الحديث المباشر معهم أو باستخدام الفيديوهات والخرائط وغير ذلك من الوسائل.
4- استثمر بعض المواقف والأحداث التي يمر بها المسلمون في دولة ما وأشركهم في متابعتها، ثم افتح معهم حواراً وناقشاً حولها.
5- اغرس في نفوسهم حب المسلمين أينما كانوا ومناصرة قضاياهم دون النظر إلى جنسيتهم أو لغتهم أو لونهم، «فالمسلم أخو المسلم»، كما وضح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
6- وضح لهم واجبهم تجاه نصرة المسلمين المستضعفين أينما كانوا بكل الطرق المتاحة لهم، مبيناً لهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: «ما من مسلم يخذل امرأً مسلماً في موضع تُنتهك فيه حرمته ويُنتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نُصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع يُنتقص فيه من عرضه ويُنتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته» (رواه المنذري).
ثانياً: فلسطين والقدس:
أ- تنمية الوعي:
1- احكِ لأبنائك عن القضية الفلسطينية، وأن فلسطين أرض للعرب والمسلمين، ووضح لهم كيف تآمرت العديد من الدول مع الصهيونية العالمية لاحتلال الأراضي الفلسطينية وزرع كيان مغتصب لليهود فيها.
2- تحدث معهم دائماً عما يحدث في القدس من اعتداءات من المحتل الصهيوني على الأطفال والنساء والرجال المسالمين العزل.
3- وضّح لأبنائك مكانة القدس لدى المسلمين والعرب، وما تمثله من قيمة لديهم، وخاصة المسجد الأقصى، ثالث الحرمين وأولى القبلتين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم.
4- احكِ لهم قصة الإسراء والمعراج، ووضّح لهم كيف ربط الله عز وجل فيها بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى.
5- اقرأ مع أبنائك أول آيات سورة الإسراء، واشرح لهم كيف كرم الله تعالى المسجد الأقصى وما حوله بذكره في القرآن، وشجعهم على حفظ هذه الآيات.
6- استخدم بعض الفيديوهات والصور لتوضح لهم أهم المعالم الدينية في مدينة القدس، ووضح لهم الفرق بين مسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى.
7- احكِ لهم قصصاً بسيطة عن القدس وبواباتها وتاريخ مساجدها وكنائسها ومعابدها، بحيث تتناول كل قصة جانباً مشوقاً للقدس ومعالمها.
8- شجع أبناءك على طرح تساؤلاتهم عن القدس، وساعدهم على التوصل لإجاباتها من خلال البحث عبر الكتب أو الإنترنت أو أجب عنها بطريقة مباشرة بأسلوب يناسب أعمارهم وقدراتهم.
9- احرص على أن تزيّن بيتك ببعض الصور والمجسمات للمسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وللقدس بشكل عام، حتى يكبر أبناؤك مرتبطين بهذه الأماكن الشريفة.
10- اقرأ معهم عن فلسطين من حيث مساحتها وحدودها ومدنها وطبيعتها، وعن تاريخها، وعن جهاد شعبها وكفاحه في مواجهة المحتل.
11- احكِ لهم عن بعض الأبطال الذين بذلوا جهوداً كبيرة لتحرير القدس والمسجد الأقصى من أيدي الصلبين الذين استولوا عليها لما يقارب المائة عام، مثل نور الدين محمود، وصلاح الدين الأيوبي الذي قال حين عوتب على عدم ضحكه: كيف أضحك وبيت المقدس أسير؟!
12- احرص على أن توفر في بيتك الأغاني والأناشيد التي تتناول القضية الفلسطينية والقدس، وشجع أبناءك على سماعها وحفظها.
13- هادي أبناءك بهدايا تذكرهم بالقضية الفلسطينية وبالقدس؛ مثل الكوفية أو قمصان مطبوع عليها صورة المسجد الأقصى أو ميدالية عليها صورة مسجد قبة الصخرة أو غير ذلك مما يرمز إلى فلسطين.
13- أحضر للصغار منهم كراسات تلوين تتحدث عن فلسطين والقدس والمسجد الأقصى وشجعهم على تلوينها.
ب- أدوار إيجابية:
وهذه بعض المقترحات التي يمكنك من خلالها أن تربي أبناءك على أن يكون لهم أدوار فاعلة وإيجابية في نصرة فلسطين، ومنها:
1- خصص حصالة في بيتك، وشجع أبناءك على أن يتبرعوا من خلالها لأطفال فلسطين ولدعم الشعب المقاوم فيها، وذكّرهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من جهَّز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا» (رواه مسلم).
2- عوّدهم على مقاطعة بضائع الدول التي تدعم الكيان الصهيوني المحتل، وأشركهم في البحث عن بدائل لها.
3- ادفعهم للمشاركة في الفعاليات المتعلقة بفلسطين في المسرح والرسم والشعر والقصة والمسابقات الثقافية وغيرها من الفنون والأنشطة في مدارسهم أو في قصور الثقافة أو في الأندية.. إلخ.
4- شجعهم على رسم ما يعتقدون أنه شرح وتوضيح للقضية الفلسطينية، كرسم دبابة عسكرية أو طائرات تقصف الأطفال، وعن جنود «إسرائيليين» وهم يطلقون النار على الناس.
5- اطلب منهم جمع صور أو معلومات أو إعداد بحث صغير -بحسب أعمارهم وقدراتهم- حول فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، وانشر جهدهم هذا على مواقع التواصل الاجتماعي من باب التحفيز لهم.
6- شجع أبناءك الكبار على مناصرة القضية الفلسطينية من خلال نشر معلومات وصور وفيديوهات وموضوعات حولها على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.
7- وفّر لهم بعض الكتيبات البسيطة المناسبة لأعمارهم حول فلسطين والقدس، وشجعهم على وضعها بمكتبة فصولهم أو بمكتبة المدرسة.
8- شجعهم على المشاركة في الإذاعة المدرسية، وساعدهم في إعداد بعض المواد المناسبة (شعر، قصص، معلومات، أخبار.. إلخ) حول القضية الفلسطينية والقدس.
9- ادفعهم إلى مشاركة زملائهم في المدرسة لتصميم مجلة حائط توضح مكانة القدس والمسجد الأقصى لدى المسلمين، وتعليقها بالمدرسة.