وثّقت العديد من المنظمات الدولية، قيام مليشيات “ب ي د”، الذراع السوري لتنظيم “بي كا كا” الإرهابي، بالكثير من الانتهاكات بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ويُعتبر الخطف والقتل والاعتقال الكيفي وتجنيد الأطفال والمعاملة السيئة للمعتقلين من أبرز انتهاكات حقوق الإنسان التي أجرتها “ب ي د”، وفقاً للتقارير الدولية.
وحسب تقرير أعدته الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بخصوص المهجرين والاشتباكات وضحايا الهجمات والاعتقالات في عام 2017، فإن “ب ي د” قتل 316 مدنياً بينهم 58 طفلاً، و54 امرأة.
وأشار التقرير إلى أنه تم اعتقال آلاف المدنيين في سورية خلال العام الماضي، حيث اعتقلت قوات النظام السوري بشكل كيفي 4796 شخصاً، ومليشيات “ب ي د” 647 شخصاً، وتنظيم “داعش” 539 شخصاً.
بدورها نشرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش” الأمريكية، تقريراً بخصوص “ب ي د/ بي كا كا”، سجلت فيه الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان على يد المليشيات أبرزها الاعتقالات الكيفية، وتهريب المخدرات، وتجنيد الأطفال، وتعذيب المعتقلين.
وحمل التقرير الصادر عن المنظمة عام 2014، عنوان “انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق سيطرة ب ي د في سورية”، في 107 صفحات.
وأفرد التقرير في صفحاته الكثير من الانتهاكات على يد “ب ي د” في كل من عفرين، وعين العرب، ومناطق الجزيرة السورية شرقي الفرات، أهمها، الخطف، والقتل، والتجاوزات القضائية، واعتقال المعارضين السياسيين، والمعاملة السيئة للمعتقلين، وتجنيد الأطفال.
وأكد التقرير أن جرائم “ب ي د” بحق الأكراد والعرب والآشوريين والمكونات الأخرى تشكل انتهاكاً للقانون الدولي، مشدداً على أن الاعتقال الكيفي بحق المعارضين والقوى المنافسة هي الجريمة الأكثر وقوعاً في مناطق “ب ي د”.
وأشار التقرير إلى أن ما يدعى بقوات “الأساييش” التابعة لـ”ب ي د”، قتلت تحت التعذيب عدداً من المعتقلين، كما حكمت على عدد آخر منهم بالسجن المؤبد.
وأضاف أن السجون في عفرين وعين العرب يحتوي على مئات المعتقلين.
وأوضح التقرير أن مليشيات “ب ي د” تجمع المعتقلين والمجرمين في نفس المهجع، كما وثّق اعتقالها الكيفي لمعارضيها السياسيين وتعذيبهم، فضلاً عن تجنيد الكثير من الأطفال تحت سن الـ18.
ودعت منظمة مراقبة حقوق الإنسان يليشيات “ب ي د” لوضع حد لانتهاكاتها من خلال وقف إجبار الأطفال على التجنيد في صفوفها، وإطلاع وسائل الإعلام على عدد الأطفال المجندين لديه.
وأكدت المنظمة ضرورة محاسبة المسؤولين عن تنفيذ الانتهاكات في المعتقلات، وإخلاء سبيل المعتقلين بشكل كيفي وأولهم السياسيون.
من جانب آخر، شددت منظمة العفو الدولية في تقرير أصدرته عام 2015 تحت عنوان “ليس لدي مكان أذهب إليه”، على أن مليشيات “ب ي د/ بي كا كا” ارتكبت جريمة حرب من خلال انتهاكات حقوق الإنسان التي نفذتها، حيث هجّرت العرب والتركمان في بعض المناطق شمال سورية بعد حرق وتدمير منازلهم وقراهم.