شارك الآلاف من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الإثنين، في مسيرة، احتجاجاً على تقليص الولايات المتحدة الأمريكية، دعمها المالي للوكالة.
وشارك في المسيرة، التي نظّمها اتحاد الموظفين في “أونروا”، وتوقفت أمام مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ماتياس شمالي، مدير عمليات “أونروا” في قطاع غزة، وعدد من قادة الفصائل الفلسطينية.
ورفع المشاركون في المسيرة لافتات كُتب على بعضها: “لا للتآمر على أونروا”، و”الكرامة لا تقدّر بثمن”، و”لا لسياسة التقليصات”.
قضية سياسية
وأكد مدير عمليات الأونروا ماتياس شمالي في كلمته خلال التظاهرة أن الموظفين الدوليين في الوكالة يقفون إلى جانب الفلسطينيين في الأزمة، مطمئناً الموظفين بأن الوكالة ستعمل على حماية حقوقهم.
وقال شمالي: إن وجود “الأونروا” يرتبط بقضية سياسية، مطالباً بإيجاد حل سياسي لهذه القضية قبل التخلص من “الأونروا”.
ورفض شمالي بأن تقوم أمريكا بتسييس المساعدات التي تقدمها لـ”الأونروا”، داعياً إياها لحماية العدد الكبير من الموظفين الذين يقومون بتوفير الخدمة اليومية للاجئين الفلسطينيين.
وأضاف: أقول للولايات المتحدة: كنتم شركاء مميزين لنا وبفضل دعمكم السابق استطعنا بناء أكبر المنظمات الفاعلة في العمل الإنساني.
وأشار مدير عمليات “الأونروا” أن ما نريده ليس فقط تمويل، وإنما حل شامل لقضية اللاجئين.
وأكد أمين سر اتحاد الموظفين يوسف حمدونة، أن اتحاد الموظفين قرر البدء غداً بأول خطوات الاحتجاج ضد قرار الولايات المتحدة بتقليص الميزانية المقدمة لـ”الأونروا” وتنظيم وقفة ومسيرة حاشدة يشارك فيها جميع العاملين في الأونروا؛ للحفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين في التعليم والصحة والمواد الغذائية قبل الحفاظ على حقوق العاملين في “الأونروا”.
ناقوس خطر
وقال أمير المسحال، رئيس الاتحاد، في كلمة له خلال مشاركته في المسيرة: “جئنا اليوم لنعبّر جميعنا عن أقصى درجات الغضب، رفضاً للظلم الذي يتعرض له اللاجئين الفلسطينيين (بعد تقليص واشنطن دعمها لـ”أونروا”)”.
وأضاف المسحال: “ذلك التقليص يعتبر ناقوس خطر يُهدد تقديم الخدمات الأساسية، من صحة وتعليم وخدمات إغاثية غذائية لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، موزعين في مناطق عمليات الوكالة الخمسة (غزة، الضفة الغربية، لبنان، سورية، الأردن)”.
وشدد المسحال على ضرورة تحييد الوكالة الأممية، “بعيداً عن أي ابتزازات سياسية”، مشيراً إلى أن تمويلها “واجب أخلاقي يجب أن يستمر حتّى الوصول إلى حل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية”.
وحذّر المسحال الوكالة الأممية من المساس بحقوق موظفيها، خلال هذه الفترة الحرجة، التي تمر بها “أونروا”.
وقال: “الموظفون قلقون بسبب انعدام الأمان الوظيفي، وعدم الوضوح في مستقبلهم، مما يلزم الجميع الوفاء بدعم أونروا، لضمان مواصلة تقديم خدماتها”.
وطالب المسحال الأمم المتحدة بـ”حشد لتمويل الكافي والذي يمكّن أونروا من القيام بواجباتها تجاه الفلسطينيين، ويساعدها في إنصاف العاملين داخل أروقتها”.
وصباح اليوم، عمّ إضراب شامل كافة المدارس التابعة لـ”أونروا” بقطاع غزة، احتجاجاً على التقليصات الأمريكية للوكالة.
وفي 23 يناير الجاري، أعلنت الخارجية الأمريكية، أن واشنطن جمّدت مبلغ 65 مليون دولار من مساعداتها لـ”أونروا”.
وتقدم “أونروا” خدماتها لنحو 5.9 مليون فلسطيني في الضفة الغربية وغزة، والأردن ولبنان وسورية، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي).