توسيع صلاحيات جيش الاحتلال فيما يسمى بـ”غلاف القدس” له أهداف خبيثة تتعلق بالمقدسيين خارج الجدار، ومحاولة حسم المعركة الديموجرافية بالقدس بعد عسكرة المحيط وسحب الهويات المقدسية.
الخبير المقدسي د. جمال عمرو حذر في لقاء مع “المجتمع” من هذه الخطوة، مستعرضاً عدة سيناريوهات ستؤدي إلى نكبة كبيرة وكارثة للمقدسيين.
عسكرة المناطق
يقول عمرو: الاحتلال سمح للمقدسيين الخروج من القدس إلى المحيط في كفر عقب والعيزرية ومخيم شعفاط وغيرها من المناطق، وهناك لا سلطة للبلدية أو الشرطة والجيش أيضاً، وبنيت العمارات الشاهقة بدون أي تخطيط، واليوم يأتي الاحتلال بذريعة الحفاظ على الأمن ليقوم بعسكرة المناطق المحيطة حتى يسهل سلخها بالكامل من محيط القدس، ويتم التخلص من 165 ألف مقدسي دفعة واحدة، باعتبار أن المناطق المذكورة تخضع لحكم الجيش العسكري، ولا يمكن أن يكون شخص يحمل بطاقة القدس ويقطن في منطقة يحكمها الجيش.
وتابع قائلاً: نحن أمام خطة خبيثة تهدف إلى القضاء على القنبلة الديمجرافية والتكاثر الكبير للمقدسيات خارج الجدار، فهذا سيخفض نسبة المقدسيين من 40% إلى 10% دفعة واحدة، وستتخلص بلدية الاحتلال من مسؤولية أحياء أصبحت تحت حكم الجيش وليس الشرطة العسكرية.
وأشار إلى أن الاحتلال لا يظهر هذه الأهداف الخبيثة، لأنها مبطنة في الوقت الحاضر، وسيتم كشفها في قادم الأيام، والهدف طرد المقدسيين وسحب المواطنة منهم بحجج أمنية واهية لا علاقة لها بوجود عمليات أو غيرها، فهذه فقاعات فراغية لا قيمة لها على أرض الواقع؛ لأن القبضة الأمنية والإجراءات التعسفية يتم فرضها منذ زمن.
ملاحقة مستمرة
بدوره، قال الإعلامي خالد أبو عكر، مدير “شبكة أمين”: نحن أمام معضلة في محيط القدس، فبعد تشديد القبضة داخل القدس والأحياء المقدسية، جاء دور المحيط، وهنا تكمن الخطورة، عملية الملاحقة مستمرة جغرافياً وديمجرافياً وأمنياً، ويبدو أن ما قيل عن أن أبو ديس هي العاصمة البديلة قد طرح فعلياً، ويأتي في سياق بسط سيطرة الجيش على المحيط، إلا أن المقدسيين سيقاومون هذا الإجراء التعسفي مهما كانت النتائج والفاتورة المدفوعة، فنحن نتحدث عن 170 ألف مقدسي، ومساكن لا تعد ولا تحصى، وعائلات مقدسية متوزعة بين القدس ومحيطها.
وأكد أبو عكر أن موضوع القدس يحسم سياسياً وعسكرياً وسكانياً وجغرافياً من قبل المؤسسة الأمنية، والخطط متنوعة ولها أهداف قريبة وبعيدة وظاهرة وباطنة، وهذا يتطلب منا دق جدران الخزان بقوة.
معازل وكانتونات
أما الإعلامي محمد أبو خضير، المتخصص بقضايا القدس، قال: القدس تحاصر من الداخل والخارج، فالأحياء المقدسية يتم حصارها كما يحدث في العيساوية وجبل المكبر والطور والبلدة القديمة وسلوان وغيرها من المناطق ومن الخارج تفريغ كلي للمحيط.
وتابع قائلاً: بعد قرار ترمب سال لعاب المؤسسة “الإسرائيلية” في تنفيذ خطط لها علاقة بكل مكونات القدس، وأهم معضلة أمام المؤسسة الأمنية والسياسية هو عدد السكان المقدسيين، وكيفية التخلص منه، وهذه العسكرة بشكل ظاهر للمحيط يعني أن تلك المناطق ليست تابعة لعاصمة تحكم بالسلطة المدنية وليس العسكرية، وهنا تكمن الخطورة في كيفية التخلص منهم وتجفيف منابع القدس من المقدسيين وحصرهم في معازل وكانتونات.
يشار وبحسب صحيفة “هاآرتس” العبرية، فإن جيش الاحتلال درس مؤخراً إمكانية تحويل المسؤولية الأمنية من الشرطة إلى الجيش في كل المناطق التي تقع خارج جدار الفصل في شرقي القدس، ولكنها مشمولة ضمن منطقة نفوذ بلدية الاحتلال في القدس، ولكن تم فصلها بواسطة الجدار قبل نحو 13 عاماً.