رأى مختصون بالشأن “الإسرائيلي” ومحللون سياسيون أن “نشوة النصر” التي عاشتها الدولة العبرية عقب اغتيال أحمد نصر جرار (27 عامًا)، “نصر وهمي”، مؤكدين أنه “لم يعد يمثل شخصاً، إنما نموذج للمقاومة”.
وقد شنت قوات الاحتلال خلال أسبوعين فقط 4 حملات أمنية من أجل اغتيال أو اعتقال المُطارد أحمد جرار؛ منها عمليتان خلال 24 ساعة، وأعلنت فجر اليوم الثلاثاء عن اغتياله عقب اشتباك مسلح معه في بلدة اليامون شمالي غرب مدينة جنين.
وقال الخبير في الشأن “الإسرائيلي”، صالح النعامي: أن “شماتة” الاحتلال باستشهاد أحمد جرار “مضللة وتخفي قدرًا هائلًا من الغيظ والحسرة”.
وأضاف النعامي في حديث لـ “قدس برس” اليوم، أن القيادات “الإسرائيلية” تتجنب التعبير عن هذه الشماتة بشكل علني، خشية أن تنقلب عليها لاحقًا ويحملها المجتمع “الإسرائيلي” مسؤولية تداعيات ذلك.
واعتبر أن مقاومة جرار واستشهاده يمثلان دليلًا آخر على “بؤس الرهان “الإسرائيلي” على إمكانية أن يتم تطبيع الشعب الفلسطيني مع الاحتلال”.
وشدد على أن مقاومة الشعب الفلسطيني التي بدأها قبل قرن من الزمان لتحرير أرضه “ستتواصل ولن تتوقف إلا بالخلاص من المحتل والعودة إلى أرضه التي هجر عنها”.
ونوه المختص في الشأن “الإسرائيلي”، إياد حمدان، أن “إسرائيل” حاولت استعراض عضلاتها في تصفية جرار لإيصال رسالة مزدوجة لـ”الإسرائيليين” والفلسطينيين معًا.
وأضاف: “ما تم في اغتيال جرار هو استعراض قوة بعد فقدان الهيبة التي تعرض لها الجيش والمخابرات “الإسرائيليين”، خلال شهر من الملاحقة وفشله في ثلاث محاولات للوصول إلى جرار”.
وقال حمدان لـ”قدس برس”: إن الدولة العبرية حاولت من خلال اغتيال جرار إيصال رسالة للشعب الفلسطيني وفصائله والمقاومة أنه لن يكون أحد في مأمن في حال مسّ المجتمع “الإسرائيلي”.
واستطرد: “الرسالة للمجتمع “الإسرائيلي” كانت أننا (قوات الاحتلال) سوف نثأر لكم من أي شخص يمسكم بأي سوء ونبذل كل قوتنا لتوفير الحماية لكم”.
ولفت النظر إلى وجود اهتمام كبير من قبل قادة الاحتلال، وعلى رأسهم وزير الحرب أفيجدور ليبرمان من أجل “تصفية الحساب مع جرار”.
وتابع: حجم القوات التي هاجمت قرية اليامون اليوم كان كبيرًا جدًا، وذلك لحسم المعركة مع جرار، ولإشعار المواطن “الإسرائيلي” أن حياته مهمة بالنسبة لهم، وأنهم سيبذلون كل ما بوسعهم للوصل إلى أي أحد يمس “الإسرائيليين”.
وأوضح عدنان أبو عامر، الخبير بالشأن “الإسرائيلي” وعميد كلية الإعلام في جامعة الأمة بغزة، أن تستنفر “إسرائيل” إعلامها وقادتها للشماتة باستشهاد أحمد جرار، فهذا نصر له.
وبيّن في تدوينة له عبر صفحته الشخصية على “الفيسبوك”، أن بقاء جرار أيامًا وأسابيع يتنقل، “فنحن قد نكون أمام بيئة شعبية حاضنة في الضفة الغربية؛ لم تنجح معها محاولات الترويض والتدجين”، وفق قوله.
ونوه إلى أن استشهاد أحمد جرار وليس اعتقاله وتكبيله من قبل “جنود الظلم” (في الإشارة إلى الاحتلال) “نهاية جميلة لقائد أجمل دوخ جيشاً خلفه”.