أثار قرار البرلمان الأردني عزل الشرفات المخصصة للصحفيين الراغبين بمتابعة جلسات النواب جدلاً واسعاً، وطُرح سؤال كبير عما إذا كان القرار يهدف إلى “خنق” الصحفيين.
ويتضمن القرار المذكور وضع زجاج حول شرفات المجلس.
وبينما تسربت وثيقة من داخل البرلمان تقول: إن وضع الزجاج يهدف إلى عزل صوت النواب عن الصحفيين، قالت مصادر برلمانية: إن صيغة الوثيقة كانت خاطئة، وإنه لا توجد نية لعزل الصوت، وهو ما أكده نقيب الصحفيين راكان السعايدة خلال اتصال مع “الجزيرة نت”.
وتنص التدابير الجديدة على منع الصحفيين والموظفين ومديري مكاتب النواب من الوجود تحت القبة وردهاتها والقاعات المجاورة، ويسمح للمصورين فقط بالتقاط الصور في فترة محددة لا تتجاوز خمس دقائق.
كما تمنع التدابير المراجعين من الوجود في القاعات والمكاتب المجاورة للمجلس.
وتخوّف صحفيون من أن تؤدي التدابير الجديدة إلى التضييق على حركتهم داخل ردهات المجلس، وحذر البعض من أن يساهم ذلك في عرقلة عمل وسائل الإعلام والحد من الكشف عن الإخفاقات والتجاوزات.
وكانت نقابة الصحفيين الأردنيين قد قالت: إنها تتابع تعليمات مجلس النواب بشأن الصحفيين والمصورين، للتأكد من أنها لا تحمل أي قيد على عملهم.
وقال راكان السعايدة لـ”الجزيرة نت”: إن النقابة حريصة على التواصل مع مجلس النواب وتوفير الظروف المناسبة التي تمكن وسائل الإعلام من تأدية دورها على أمثل وجه دون معيقات وبحرية كاملة.
وأضاف السعايدة -الذي التقى رئيس مجلس النواب لبحث التدابير المذكورة- أن النقابة ملتزمة بقرارها السابق المتعلق بالسماح لأعضائها فقط بتغطية نشاطات مجلس النواب وجلساته، مؤكداً أهمية السماح للمصورين الصحفيين دخول القبة قبل انعقاد الجلسة بخمس دقائق على أن يستمر وجودهم عند انطلاقها خمسا أخرى، وليس لخمس دقائق فقط، وأن يتم توفير أماكن لكاميرات التلفزة، وعدم منع المصورين من الحركة والتصوير من خلال شرفة المجلس بمختلف زواياها.
وأكد السعايدة أن إجراءات دخول الصحفيين إلى المجلس والقبة ستكون مدار تنسيق مستمر مع مجلس النواب، وأن النقابة لن تقبل أي تضييق على حرية الصحفيين أعضاء الهيئة العامة.
أما رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، فقال: إن إجراءات المجلس الجديدة المتعلقة بتنظيم دخول وسائل الإعلام إلى قبته من شأنها تسهيل عملهم وتنظيمه، نافياً السعي إلى فرض قيود على حرية الإعلام.
وأضاف الطراونة خلال لقاء جمعه بالسعايدة أن المجلس لن يقوم أبدا بعزل الصوت عن أماكن وجود الصحفيين على الشرفات، وأن ما تداولته وسائل إعلام عن ذلك أمر غير دقيق وعلى رأسها مقولة: إن المجلس سيغلق شرفاته كاملة، وربط ذلك بالحد من الضوضاء في الشرفات التي تؤثر أحياناً على سير الجلسات.
وأشار إلى أن الدستور الأردني نص على علنية جلسات مجلس النواب وكذلك النظام الداخلي، وهو الأمر الذي لا يمكن للمجلس أن يخالفه.
وزاد أن المجلس يقف إلى جانب النقد البناء الهادف والتقويم والتجويد، ويحرص على حرية عمل الإعلام الذي يعد سلطة رقابية مهمة.
وكانت التدابير الجديدة لدخول الصحفيين الأردنيين إلى مجلس النواب قد أثارت جدلاً وسخرية على مواقع التواصل.
وتصدر وسم “قفص الأمة” قائمة التداول الأردني على “تويتر”.
المصدر: “الجزيرة نت”.