نفى المتحدث باسم الحكومة التركية نائب رئيس الوزراء بكر بوزداغ أنباء اعتزام دخول قوات مرتبطة بالنظام السوري إلى عفرين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، الإثنين، بمقر رئاسة الوزراء في العاصمة أنقرة، عقب اجتماع للحكومة.
وأشار إلى أن الاجتماع بحث قضايا متعلقة بالأمن الداخلي والخارجي للبلاد على رأسها التطورات في سورية
وقال بوزداغ: رغم أن وكالة “سانا” السورية الرسمية أوردت أنباء حول اعتزام قوات مرتبطة بالنظام السوري دخول عفرين، فإن السلطات الرسمية لم تؤكدها، وبالتالي فهي أنباء لا تمت للحقيقة بصلة، ولا علاقة لها بالواقع.
وحذر بوزداغ من أن تفكير النظام السوري بإرسال وحدات عسكرية لحماية تنظيم “ب ي د/ بي كاكا” الإرهابي في عفرين أو اتخاذه خطوات بهذا الاتجاه سيؤدي إلى كوارث كبيرة بالنسبة للمنطقة.
وحول عملية “غصن الزيتون” الجارية في عفرين حاليًّا، أشار بوزداغ إلى أن عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم في إطار العملية بلغ 1651 إرهابيًا.
وشدد على أن العملية مستمرة بحزم حتى تحييد آخر إرهابي في المنطقة، وأن تنظيمي “ب ي د” و”ي ب ك” الإرهابيين يعتبران عدواً مشتركاً لتركيا وسورية.
وقال بهذا الصدد: لأن التنظيمين تشكلا من أجل تقسيم الدولة في سورية وأرضها، وزعزعة وحدتها السياسية، كما أنهما يشكلان تهديداً على وحدة أراضي الدولة التركية، وأمن الحدود، وعلى أرواح وممتلكات المواطنين.
وأعرب عن اعتقاده بأن النظام السوري لن يتخذ خطوة إرسال جنود إلى عفرين، لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى مشكلات في المنطقة، كما أنه يعني ضوءاً أخضر نحو تقسيم الدولة السورية.
وأضاف: لذلك فالنظام لن يتخذ خطوة ستؤدي إلى تقسيم البلاد.
وحول الاتصال الهاتفي بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، بين بوزداغ أن موقف ورؤية تركيا وروسيا لم يتغيرا عما كانا عليه قبل انطلاق عملية “غصن الزيتون”.
كما تطرق أيضاً إلى الاتصال الهاتفي بين أردوغان ونظيره الإيراني حسن روحاني، مشددًا على أن المحادثات لا تزال متواصلة بين تركيا وإيران وروسيا من أجل إيجاد حل للمشكلات في سورية.
وأعلن أن وزراء خارجية البلدان الثلاثة سيجتمعون في 14 مارس المقبل في العاصمة الروسية موسكو، إضافة إلى اجتماع آخر في 16 من الشهر نفسه في العاصمة الكازاخية أستانة.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بمؤتمر صحفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي: إنه لا مشكلة إن كان النظام السوري سيدخل عفرين من أجل تطهيرها من “ي ب ك”، لكن إنّ كان دخولهم لحماية هذا التنظيم، فلا أحد يستطيع إيقاف الجنود الأتراك.
كلام جاويش أوغلو جاء تعليقاً على أنباء حول اعتزام “قوات شعبية” تابعة للنظام السوري دخول منطقة عفرين عقب اتفاق بين نظام الأسد و تنظيم “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابي.
ومنذ 20 يناير الماضي، يستهدف الجيشان التركي و”السوري الحر”، ضمن عملية “غصن الزيتون”، المواقع العسكرية لتنظيمي “ب ي د/بي كا كا” و”داعش” الإرهابيين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.
وفيما يتعلق بمدينة منبج التابعة لمحافظة حلب شمالي سورية، وانتشار تنظيم “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابي فيها، أوضح بوزداغ أن بلاده اتفقت على تشكيل 3 آليات مختلفة مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، خلال زيارته الأخيرة لتركيا الأسبوع الماضي.
وأشار إلى أن الآلية الأولى تتعلق بسورية، والثانية بالقضايا العدلية، والثالثة بالمجريات في العراق وعلى رأسها منظمة “بي كا كا” الإرهابية.
وأضاف أن البلدين سيناقشان في إطار الآليات كافة القضايا العالقة بينهما ويضعان في نهاية المباحثات مخرجات تصدر عنها.
وأكد أن أول اجتماع سيعقد بين البلدين في العاصمة الأمريكية واشنطن في هذا الإطار، بتنسيق من وزيري الخارجية ريكس تيلرسون، ومولود جاويش أوغلو.
وشدد على أن الأوضاع في مدينة منبج ستكون من بين المسائل التي سيناقشها الجانبان في الاجتماع.
وأضاف متحدث الحكومة التركية أن موقف بلاده واضح جداً إزاء مدينة منبج، مبيناً أنه من الضروري تطهير منبج من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيمات “ب ي د/ ي ب ك/ كا جي كا/ داعش”.
وأكد أنه في حال عدم سحب الولايات المتحدة التنظيمات الإرهابية من منبج، فإن ذلك يعني مواصلة تلك التنظيمات تشكيل تهديد لتركيا.
وتابع بوزداغ: “تركيا لا تتغاضى عن التهديدات الموجهة ضدها؛ لذا فإن إخراج الإرهابيين من منبج يشكل أمراً غاية في الأهمية بالنسبة لمستقبل بلادنا”.
وقال: “في حال عدم الحصول على نتائج من هذه المباحثات (مع الأمريكيين)، فإن الكلمة الأخيرة ستصدر عن تركيا”.
وأردف: “وعندها ستطهر (تركيا) الإرهابيين في منبج كما تطهرها حالياً في عفرين”.