قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن 94 شخصاً قتلوا مع تصاعد هجمات النظام السوري وحلفاؤه في منطقة الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة قرب دمشق خلال 24 ساعة.
وقال المرصد: إن الضربات الجوية وإطلاق الصواريخ وقصف مناطق بالجيب المحاصر أدت أيضاً إلى إصابة 325 شخصاً.
ولم يرد تعليق من الجيش السوري، وقالت حكومة دمشق: إنها تستهدف المسلحين فحسب.
وقالت وسائل إعلام رسمية سورية: إن جماعات المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية أطلقت قذائف مورتر على مناطق خاضعة للحكومة في دمشق مما أسفر عن مقتل طفل وإصابة ثمانية أشخاص آخرين، وقالت “الوكالة العربية السورية للأنباء” (سانا): إن قوات الجيش وقوات حليفة لها هاجمت أهدافاً للمسلحين رداً على ذلك.
وتقول الأمم المتحدة: إن نحو 400 ألف شخص يقطنون الغوطة الشرقية التي تخضع للحصار منذ عام 2013.
وقال بانوس موميتزيس، منسق الأمم المتحدة الإقليمي للأزمة السورية: إن تصعيدا كبيراً في العمليات القتالية أدى إلى مقتل 40 مدنياً على الأقل وإصابة أكثر من 150 شخصاً يوم الإثنين.
وأضاف في بيان: الوضع الإنساني للمدنيين في الغوطة الشرقية يخرج عن نطاق السيطرة، وتابع: الكثير من السكان ليس لديهم خيار يذكر سوى الاحتماء في الملاجئ والغرف الحصينة تحت الأرض مع أبنائهم.
وقال المرصد السوري الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا: إن التصعيد بدأ مساء الأحد في الغوطة الشرقية آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة قرب دمشق، وأن بين القتلى 18 طفلاً.
وقال الدفاع المدني، وهو هيئة إنقاذ في مناطق المعارضة تعرف باسم الخوذ البيضاء، في الغوطة الشرقية: إن ضربات جوية كثيفة ومدفعية قصفت سقبا وجسرين وحمورية وبلدات أخرى هناك يوم الإثنين، وأضاف أن 20 شخصاً قتلوا وأصيب العشرات في حمورية وحدها يوم الإثنين.
وقال وائل علوان، المتحدث باسم جماعة فيلق الرحمن المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية: إن قصفاً مكثفاً وقع طوال يوم الإثنين.
وأضاف: لا يوجد اجتياحات ميدانية على الأرض واشتباكات، لكن هناك قصف وتمهيد ناري كبير جداً.
وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي: إن سورية تشهد بعضاً من أسوأ المعارك خلال الصراع الذي اقترب من دخول عامه الثامن، وقتل في الصراع المتعدد الأطراف مئات الآلاف فضلاً عن تشريد الملايين.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: إن سوء التغذية زاد بشدة في الغوطة الشرقية ولاسيما بين الأطفال ولا تكاد تتوافر أي مساعدات غذائية.
وأضاف أن تقارير تشير إلى أن تصاعد العنف دفع قرابة 15 ألف مدني إلى الفرار من منازلهم الشهر الماضي والاحتماء بملاجئ مؤقتة أو أقبية المباني.
وتقع الغوطة الشرقية ضمن خطط لوقف إطلاق النار في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة توسطت فيها روسيا بمساعدة تركيا وإيران.
ويقول سكان وعمال إغاثة: إن اتفاقات “عدم التصعيد” لم تخفف معاناتهم، وتقلص الغذاء والوقود والدواء.
وقال وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف: نستخدم تجربتنا في تحرير حلب في حالة الغوطة الشرقية، في إشارة إلى موسكو وحلفائها.
وألقى لافروف باللوم في الأوضاع الحالية في الغوطة الشرقية على “استفزازات مسلحة” من جبهة النصرة، التي كانت تابعة لـ”القاعدة” في السابق، وكذلك بسبب استهداف دمشق.
ويتهم الفصيلان الرئيسان في الغوطة الشرقية، ومنهما فيلق الرحمن، موسكو وجيش النظام السوري بانتهاك اتفاقات عدم التصعيد، ويقولان: إن موسكو والجيش السوري يستخدمان وجود بضع مئات من مقاتلي جبهة النصرة ذريعة لمهاجمة المنطقة.