توالت ردود أفعال الشعب الكويتي عقب حادثة إقدام شاب من “البدون” إشعال النار في جسده أمام محكمة محافظة الجهراء، مساء أمس الثلاثاء.
وذكرت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني أن بلاغاً ورد إلى عمليات الوزارة عن قيام شخص من غير محددي الجنسية مواليد عام 1982 بمحاولة الانتحار بإشعال النار في نفسه أمام محكمة محافظة الجهراء.
وأضافت: على الفور تحرك رجال الأمن الذين استدعوا على الفور سيارة الإسعاف ونقله إلى المستشفى
وأوضحت أنه تم إجراء التحريات حول الشخص التي أكدت أنه من أرباب السوابق، حيث بلغت عددها ٢١ جريمة متنوعة ما بين التهديد بالقتل والسلب بالقوة والسكر والاعتداء على الآخرين.
وأشارت إلى أنه جاري استكمال التحريات للوقوف على دوافع محاولة الانتحار، وقد تم تسجيل قضية رقم (17/ 2018 جنايات الجهراء).
وعقب بيان وزارة الداخلية، تساءل عدد من المواطنين على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إدارة العلاقات العامة في الوزارة عن البيان وعلاقة سوابق الشخص بالواقعة نفسها؟ وهل تخضع بياناتكم للمراجعة قبل نشرها وتوزيعها؟
نواب ومحامون وإعلاميون علقوا على الحادثة، مطالبين المسؤولين بإنهاء معاناة “البدون”.
وقال النائب وليد الطبطبائي: ألا تخجل وزارة الداخلية من نفسها وهي تنشر سوابق هذا المسكين، بدل أن تلوم نفسها بسبب الظلم الإنساني الذي تتعرض له هذه الفئة وبسبب تأخرها في معالجة وحسم أوضاعها؟!
وطالب النائب د. عبدالكريم الكندري لجنة حقوق الإنسان التحقيق في أسباب إقدام الشاب على حرق نفسه واستدعاء جميع المسؤولين عن ملف “البدون” بمن فيهم رئيس الوزراء.
وغرد أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة الكويت د. علي السند، قائلاً: “تنام عينك والمظلوم منتبهٌ *** يدعو عليك وعين الله لم تنمِ”.
وتساءل المحامي محمد الحميدي، مدير الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان: ماذا تتوقعون من فئة مضطهدة حرمت حتى من الهوية والصحة والتعليم وهي أبسط مقومات الحقوق الإنسانية؟
وقال في تغريدة له على “تويتر”: نشر السجل الجنائي لبدون لا يخفي الواقع المؤلم الذي يعيشه هو وأغلب البدون والتركيز على هذا الأمر هروب من ظلم أوقعتموهم به.
أما المحامي عادل قربان فقال: البدون مأساة إنسانية ووطنية وهم إما إخوة لنا في الدين أو نظراء لنا في الخلق وعلينا إنصاف المستحق من البدون بتجنيسه وغير المستحق بحسن معاملته وتوظيفه، فالكويت بلد الإنسانية.
وبين نامي المطيري، كاتب وصحفي أن: مأساة الإخوة البدون مازالت مستمرة أمام نظر ومسمع الجهاز المركزي لمعالجة غير محددي الجنسية.
وأوضح: هذا الجهاز والقائمون عليه أصبحوا عاملاً أساسياً في زيادة هذه المأساة من خلال تعاملهم الفج واللاإنساني مع هذه الفئة.
وتساءل: كيف لمن ظلم هذا الشخص وغيره وضيّق عليهم وحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية أن يضع رأسه على المخدة وينام قرير العين؟
وقال: لقد دخلت امرأة النار لأنها حبست هرّة، فكيف بمن “حبس” آلاف؟! الإخوة البدون في سجن الفاقة والغبن والقهر، اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
ورأت أروى الوقيان، كاتبة وصحفية أن كل الثورات بدأت بنفس الطريقة، الاحتراق من أجل الحصول على شيء من العدالة، بغض النظر عن سجل الذي احرق نفسه، تنتفض إنسانيتنا لهذا المشهد، حين يحترق الجسد لإيصال رسالة، هل وصلت الرسالة؟ أتمنى من الدولة أن تعالج هذا الملف العالق من سنوات بشكل فعلي وحقيقي.