– الاحتلال يتعمد محاصرة الصيادين ومطاردتهم بشكل مستمر بحجة تجاوز مساحة الصيد المسموح بها
– 1000 صياد توقفوا عن ممارسة مهنة الصيد نظراً لخطورتها على حياتهم وعدم جدواها الاقتصادية في ظل الحصار البحري
– قوات الاحتلال صادرت 80 قارب صيد وخربت نحو 1750 شبكة صيد خلال عام 2017
كثيرة هي صنوف المعاناة التي يواجهها الصياد الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة على يد الاحتلال “الإسرائيلي”، والنتيجة معروفة؛ إما استشهاد أو إصابة أو اعتقال، لينتهي المطاف بهؤلاء بدون مصدر رزق لهم ولعائلاتهم.
ويتعمد الاحتلال بشكل مستمر محاصرة الصيادين ومطاردتهم بحجة تجاوز مساحة الصيد المسموح بها، التي لا تزيد في أحسن الأحوال على 6 أميال بحرية، تبدأ بعدها رحلة الموت مع بحرية الاحتلال، التي لا تتوانى في إطلاق النار على مراكب الصيادين البسيطة، على الرغم أن “اتفاقية أوسلو” بين السلطة الفلسطينية والاحتلال تنص على السماح للصيادين بالصيد في عمق يزيد على 20 ميلاً بحرياً، لكن الاحتلال كعادته يحاصر الشعب الفلسطيني؛ بهدف الضغط عليه، وبقراراته التعسفية قتل المحتل “الإسرائيلي” مهنة الصيد في غزة.
“المجتمع” تسلط الضوء في هذا التقرير على معاناة الصيادين في قطاع غزة.
الموت أو الاعتقال
الصياد الشاب أحمد كلوب يقول لـ”المجتمع”: إن الصياد في غزة يعيش حياة المطاردة على يد بحرية الاحتلال لا يستطيع الصيد في عمق البحر، وإذا تجاوز المساحة المحددة يكون مصيره الموت أو الاعتقال ومصادرة المركب من قوات الاحتلال المدججة بالسلاح.
وأكد كلوب أنه تعرض في الكثير من المرات أثناء ممارسته مهنة الصيد لخطر الموت من بحرية الاحتلال التي طاردته وحاولت إغراق مركبه الصغير وشباكه المتهالكة.
وأشار كلوب إلى أن لقمة عيش الصياد في غزة مغمسة بالدم، وقد شاطره المعاناة الصياد داود شيخة وقال لنا: مساحة 6 أميال بحرية لا يوجد فيها أسماك، أصلاً هي لا تكفى للسباحة، الصياد بات يصطاد الطحالب بدل أن يصطاد الأسماك، لأنه يحظر عليه الدخول في عمق البحر وإلا سيكون مصيره الموت أو الاعتقال في سجون الاحتلال بحجج أمنية.
بدوره، قال الصياد غزال بكر لـ”المجتمع”: على طول بحر قطاع غزة الممتد من رفح جنوباً حتى بيت لاهيا شمالاً لا يتم استخراج أكثر من طن من الأسماك، وفي الماضي كنا نستخرج أكثر من 20 طناً، باتت تكلفة الصيد مرتفعة لعدم الصيد بكميات كافية لأن مساحة الصيد ضيقة جداً.
ويستخدم الصيادون في قطاع غزة القوارب الصغيرة في ممارسة مهنة الصيد التي باتت تهدد أصحابها بالموت المحقق، ويقدّر عددها بـ1200 وسيلة صيد إضافة إلى استخدام الطرق البدائية في الصيد.
خسائر فادحة
وتقول تقارير حقوقية: إنه خلال العام الماضي صادرت قوات الاحتلال 80 قارب صيد من جميع الأحجام، إضافة إلى تخريب نحو 1750 شبكة صيد؛ الأمر الذي كلف الصيادين خسائر فادحة، وتؤكد نقابة الصيادين أن ألف صياد توقفوا عن ممارسة مهنة الصيد نظراً لخطورتها على حياتهم وعدم جدواها الاقتصادية في ظل الحصار البحري المفروض على قطاع غزة منذ سنوات.
ويذكر أن تقارير فلسطينية أكدت استشهاد نحو 20 صياداً فلسطينياً برصاص بحرية الاحتلال، واعتقال أكثر من 800 صياد خلال ممارستهم مهنة الصيد في سنوات الحصار التي تجاوزت عقداً من الزمن.