شدّد نائب وزير الخارجية خالد الجار الله على أن الدبلوماسية الكويتية حقّقت «اختراقا» في ما يتعلّق بدور مجلس الامن والوضع في سوريا، من خلال تمرير مشروع القرار 2401 بشأن وقف اطلاق النار بالغوطة الشرقية وبقية المناطق.
وقال الجار الله على هامش مشاركته في حفل احتفال بلغاريا بالعيد الوطني الليلة قبل الماضية ان الكويت استطاعت ان تحقّق هذا الامر «في الوقت الذي كان فيه مجلس الامن منقسما، ويعاني الشلل في معالجة الاوضاع والتطورات في سوريا».
وأوضح ان الكويت عند ترشحها لمقعد غير دائم في مجلس الامن «كان في ذهن القيادة الكويتية ترجمة ما لديها من تفعيل ووحدة وتماسك مجلس الامن لمواجهة قضايا الامن والسلم الدوليين. ولله الحمد، نجحت الكويت في ان تحقّق هذا الهدف، من خلال مباحثات ومناقشات مع باقي الدول الاعضاء، حيث تمكنّا من ان نصل الى صيغة توافقية لمشروع قرار بشأن الهدنة في الغوطة الشرقية».
وزاد ان الكويت ستواصل هذا الدور الفعال بالتنسيق مع الاصدقاء، مشيدا بالدور السويدي لانجاح مشروع القرار وتمريره بالإجماع.
حوار مؤجل
وسئل الجار الله عن استئناف الحوار الخليجي ــــ الايراني، فقال إنه يعتمد على المبادرات والالتزام بعلاقات طبيعية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وطهران.
واضاف انه «طالما ان هذه الاستحقاقات لم تتوافر بشكل مطلوب وكامل فأعتقد ان الحوار ما زال مؤجلا».
واكد ان الكويت لم تتخذ قرارا حتى الآن لارجاع عمل اللجان المشتركة مع الجانب الايراني.
الأزمة الخليجية
وعن الآمال المتعلّقة بوضع حد للخلاف الخليجي قال الجار الله ان الآمال موجودة، ونتطلع إلى اليوم الذي نتمكن فيه بالتعاون مع أشقائنا من طي صفحة هذا الخلاف.
وبخصوص حرص الولايات المتحدة على خليج موحد وإذا ما كان هناك تنسيق كويتي ـــ أميركي لحلحلة القضية في قمة واشنطن الخليجية الأميركية المرتقبة، قال الجار الله «نستشعر دائما حرص أصدقائنا في الولايات المتحدة على وحدة وتماسك الموقف الخليجي لوضع نهاية للخلاف الحاصل بين دول مجلس التعاون».
تحرّك كويتي
وحول جهود واشنطن قال الجار الله: نحن على ثقة بأنها متألمة لهذا الخلاف كما نتألم منه، حيث سعت الولايات المتحدة منذ البداية لاحتواء هذا الخلاف، وما زالت مساعيها مستمرة في هذا الصدد وهذه المساعي بكل تأكيد سيكون محورها تحرك الكويت ووساطتها، فلا تعارض بيننا وبين مسار وجهود الولايات المتحدة، ولكننا نسير في نفس الاتجاه، مشيرا إلى أن هناك رغبة اميركية في عقد قمة خليجية ــــ اميركية في الولايات المتحدة، معربا عن السعادة والرغبة في المشاركة فيها، لما تمثله من فرصة تاريخية لإنهاء الخلاف الحاصل الآن.
رسائل أميرية
وحول الرسائل التي بعثها سمو أمير البلاد إلى قادة دول مجلس التعاون قال الجار الله: ان الرسائل التي حملها مبعوث سموه نائب وزير الديوان الأميري الشيخ محمد العبد الله تضمّنت رسائل شكر من الكويت وقيادتها للأشقاء في تلك الدول على مشاركتهم في احتفالاتنا بالاعياد الوطنية، كما انها تأتي في إطار التنسيق والتعاون والتشاور، والتواصل بين دول مجلس التعاون، ومن الطبيعي أن يكون هناك تنسيق وتشاور وتواصل تتعلّق بالعلاقات الثنائية، وبحث الأوضاع في المنطقة.
قاتِلا الفلبينية
وفي ما يخص العلاقات مع الفلبين، أشار الجار الله إلى ان الكويت قدمت طلبا للسلطات اللبنانية عن طريق الانتربول لتسليم المتهمَين في جريمة مقتل العاملة الفلبينية التي وجدت جثتها في شقة بمنطقة السالمية فبراير الماضي.
وقال «ان السلطات اللبنانية تسلّمت الطلب، والتنسيق جار معها حيال هذا الملف لتسليم المتهم وزوجته للكويت ومحاكمتهما محاكمة عادلة»، مؤكدا ان الكويت تتحرّك من واقع مسؤولياتها والتزاماتها.
وعما إذا كان القانون اللبناني لا يسمح بتسليم المتهمين إلى أي بلد ومحاكمتهم خارج لبنان، قال الجار الله: نحن تقدمنا بالطلب، ولا نريد القفز على ما ينص عليه القانون، وسنتباحث مع الاشقاء في لبنان، من خلال اتصالنا معهم إلى صيغة توافقية في هذا الموضوع، مضيفا في الوقت نفسه ان المتهمة السورية يجري العمل على استردادها من خلال الانتربول.
«الخارجية» البرلمانية
وبشأن تقرير اللجنة الخارجية البرلمانية في شأن موضوع العمالة الفلبينية، قال الجار الله: أبلغت من رئيس لجنة الخارجية البرلمانية أن التقرير اعد بشكله النهائي ورفع إلى مجلس الأمة، وتضمن الاطلاع على خطوات «الخارجية» حيال الموضوع، والإشادة بدورها حيال تطورات هذا الموضوع.
وحول التحضيرات لعقد قمة عربية في الرياض، قال: هناك اتصالات حول هذا الموضوع، لكن لا يزال الوقت مبكرا لتحديد موعدها وللحديث حولها.
العلاقات البلغارية
حول العلاقات البلغارية ـــــ الكويتية أكد الجار الله أنها قديمة ومتميزة ومتطورة، لافتا إلى زيارة للبلاد، كانت مقررة الشهر الجاري لرئيس الوزراء البلغاري، لكنها تأجّلت لظروف تخصّهم، ونجري مباحثات لتحديد موعد آخر لها.
3000 تأشيرة سنوياً
وصف السفير البلغاري بوريس بوريسوف علاقات بلاده بالكويت بالمتطورة على جميع الأصعدة، ومختلف مجالات التعاون.
لكنه استدرك بأن التبادل التجاري لا يزال دون الطموح، وسنسعى خلال زيارة رئيس الوزراء البلغاري إلى عقد ملتقى لرجال الاعمال لرفع درجة التبادل التجاري، خصوصا في مجال الاستثمار.
وفي ما يتعلق بعدد التأشيرات التي تعطى للكويتيين، كشف بوريسوف انه يبلغ ٣٠٠٠ تأشيرة سنويا بحسب القبس.