مشكور يا ابني أو أخي الصغير مشاري ناصر العرادة، لقد بعثت فيَّ الطمأنينة بشكل أكثر من اطمئناني السابق في الجوانب السبعة التالية:
أولاً: طمأنتني على ما كنت أعتقده أن الخير باقٍ في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الكويت تخرج من النماذج المتميزة الكثير، فعلاً الكويت ولادة.
ثانياً: طمأنتني أكثر يا مشاري على أن البوصلة لا تزال تتوجه نحو الرموز القدوة أمام جزء ليس بالبسيط من شبابنا الذين ضاعت من أمام كثير منهم البوصلة باتجاهها الصحيح حين أصبحت قدواتهم خارج الإطار المقبول من الممثلين والمطربين أو ما يسمى “الفاشيونستات”! بل حتى المهرجين أحياناً.
ثالثاً: طمأنتني أكثر يا بومساعد أن محبيك وأهل الكويت عامة أوفياء لك ولكل الشباب المستقيم أمثالك، فها هم لا يزالون يذكرونك بكل خير، وقد تقاطروا على توديعك والصلاة عليك والدعاء لك وأنت تفترش التراب، وقد هيأت نفسي لهذا الفراش واللحاف الترابي، بل وهيأت الأمة لذلك من خلال نشيدك الرائع “فرشي التراب”، الذي جسدت فيه المعاني العظيمة الواردة في الكتاب والسُّنة مع إخوانك المتميزين مثلك.
رابعاً: طمأنتني أكثر أن أحبابنا في الخليج والعالم العربي والإسلامي متواصلون معنا من خلال التميز والإبداع الذي يعبر الحدود والبلاد والقارات، وأن لنا أهل كرام هناك يشاركوننا أفراحنا وأتراحنا في تواصل فوري سريع.
خامساً: طمأنتني أكثر على الشباب المنشدين المتمسكين بثوابتهم بالتزامهم بترسيخ القيم وفي الإطار الشرعي المحافظ، وعدم الحيود عن ذلك الخط المحافظ والذي لم يمنع الإبداع يوماً حيث كل أناشيدك قيمة مؤثرة.
سادساً: طمأنتني أكثر بأن الكويت زاخرة بالنماذج الخيرية التي تحمل صفاتك الكريمة مثلك في تواضعك الجميل ودماثة خلقك وهدوئك، حيث لم يشهد عليك قريب أو بعيد بأنك عاديت أحداً يوماً ما، بل لم تضر أحداً، بل لم تكن ترد الإساءة بمثلها، فضلاً عن برك بوالدتك، وحسن معشرك مع زوجتك وحسن رعايتك لابنتك الوحيدة، وقد شهدت بنفسي طيب معدنك الأصيل عندما تشرفت بالعمل معك حين كنت الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف.
سابعاً: طمأنتني أكثر أنت ومن سبقك من شباب الدعوة الراحلين الكرام أنهم وجدوا إخوانهم الأوفياء يظهرون أسمى معاني الوفاء باتباع جنائزهم وتوثيق سيرهم الكريمة وتعهد أهلهم بالزيارة والتواصل معهم ما أمكنهم، وأنهم لم ينصرفوا من قبرك للدعاء لك حتى قبيل غروب الشمس وقد أخفوا دموعهم ليجتهدوا لك بما تستحقه منهم من الدعاء كأبسط مظاهر الوفاء، بل حتى تواترت مآثرك الجميلة على ألسنتهم كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً في شتى وسائل التواصل الاجتماعي، ولعل في كلمة الأخت الفاضلة أم طلال الخضر فيك خير مثال وأجمل مقال.
طبت حياً وميتاً وليفخر بك والدك الأخ الفاضل ناصر العرادة وعائلته الكريمة أنك كنت خير ممثل لهم أمام المجتمع الكويتي والخليجي والعربي والإسلامي، وشرفت بلدهم بنموذج كويتي جميل.
WWW.ajkharafi.com