اعتبر الفنان اللبناني، مارسيل خليفة، اليوم الأربعاء، أن الثورات العربية كانت صرخة محقّة ضد الأنظمة، مشيرا إلى ضرورة استكمال هذه الصرخة.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها خليفة، اليوم، بالمعهد العالي للفنون والحرف بمدينة القصرين وسط غربي تونس.
وقال خليفة، إنّ “الثورات العربية كانت صرخة محقّة ضد النظام العربي، ولكن ليس باستطاعتنا أن نقول إننا أنجزنا ثورة في بضع سنين، إنها صرخة ويجب أن تكتمل”.
وأضاف أنّ ” النظام العربي الاستبدادي البوليسي – ولا أستثني من ذلك أحدا- قتلنا وجهّلنا، ولم يقدّم لنا شيئا، ولكن الفن موجة لا أحد يمكن أن يقف بوجهها، ففي عزّ الحرب بلبنان استطعنا أن نقدّم أعمالنا”.
وتابع: “في هذا العصر، مثلي مثل كل الناس، لي حياة خاصة، وأعبّر عن انشغالاتي الشخصية لأتصالح مع نفسي ومع الآخرين ومع عالم لا يطاق يلاحق المرء بلا رحمة، كما أنني مذعور من الوحشية التي تغطي تراب الأمة. “
وتحدث خليفة في المحاضرة ذاتها عن نفسه، قائلا: “أناضل ليلا نهارا من أجل عالم جميل، وعندما أكتب الموسيقى أنزاح عن اللحظات الواقعية والصعبة والوحشية أحيانا، وأذهب إلى الأسطورة بالمعنى الإبداعي”.
ولفت إلى أنّه “عايش تجربة الحرب المريرة في بلده، وأن الموسيقى هي التي كانت تحميه.
ومضى يقول: “أنتمي إلى المؤلفين والموسيقيين الملتزمين عالميا، للدفاع عن الناس ضد الاستغلال، والإلتزام لا يبرر العمل الفني أو الموسيقي، وإنما الالتزام هو البحث في الموسيقى .”
وشدّد خليفة على أنّ ” الموسيقى إما جيدة أو رديئة، والمبدع هو المسكون بالقلق، ولا يسعى للتنازل عن الشك والقلق، إذ لا يمكن لأحد اليوم أن يجزم بأنّه ثمة ما يدعو للاطمئنان الأبله في هذا العالم”.
وانتظمت المحاضرة بمبادة من فرع “اتحاد الكتاب” التونسيين (مستقل)، بمدينة القصرين، تحت عنوان “الحرية والإبداع من خلال مسيرة الفنان مارسيل خليفة”.
والاثنين الماضي، منح الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، مارسيل خليفة، وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، تقديرا لجهوده في “النهوض” بالأغنية العربية والملتزمة، ونصرته للقضايا الإنسانية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وولد مارسيل خليفة عام 1950 في بلدة عمشيت في جبل لبنان، وهو ومغن وملحّن وعازف عود، ويعتبر من أبرز الفنانين العرب الملتزمين بقضية فلسطين، وبأغانيه المتّسمة بطابعها الوطني، وبأسلوب دمجه بين الموسيقى العربية والآلات الغربية مثل البيانو.