أفادت دراسة كندية حديثة، بأن عقارًا شهيرًا يستخدم على نطاق واسع كمسكن للآلام وخافض للحرارة، يمكن أن يقي من مرض الزهايمر، الذي يداهم كبار السن.
الدراسة قادها عالم الأعصاب الكندي، الدكتور باتريك ماكجير، ونشر نتائجها، في عدد الإثنين، من دورية (Journal of Alzheimer’s Disease) العلمية.
وأجرى فريق البحث دراسته لرصد تأثير عقار “إيبوبروفن” (Ibuprofen)، الذي يستخدم على نطاق واسع لتخفيف شدة الآلام والالتهاب والحمَّى، وعلاج التهاب المفاصل والصداع النصفي.
وتشمل العلامات البيولوجية لمرض الزهايمر، تراكم لويحات لزجة وسامة في الدماغ، تسمى بروتين “أميلويد بيتا”، يظهر أثرها في سوائل العمود الفقري، وتتراكم تلك السوائل في الدماغ قبل عقود من ظهور أعراض المرض، الذي يسبب فقدان الذاكرة، ومشاكل في الإدراك.
وبروتين “أميلويد بيتا”، يعتبر عنصرا أساسيا للترسبات التي يعثر عليها في أدمغة مرضى الزهايمر.
وفي 2016، أعلن الدكتور ماكجير، وفريقه، أنهم طوروا اختبارًا بسيطًا للعاب يمكنه تشخيص مرض الزهايمر، بالإضافة إلى التنبؤ بمدى إصابة الأشخاص بالمرض.
ويستند الاختبار على قياس تركيز نسب بروتين “أميلويد بيتا”، الذي يفرز في اللعاب، لكنه يترسب فقط في الدماغ، ما يسبب التهاب العصب، الذي يدمر الخلايا العصبية في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر.
وخلافا للاعتقاد السائد بأن هذا البروتين يصنع فقط في الدماغ، أثبت فريق البحث أن “أميلويد بيتا”، يمكن أن يتواجد في جميع أعضاء الجسم، ويتم إفرازه في اللعاب من الغدة الموجودة تحت الفك السفلي للفم.
ونتيجة لذلك، فإن الحصول على عينة لا تتعدى ملعقة صغيرة من اللعاب، يمكن أن تتنبأ بما إذا كان الفرد قد يصاب بمرض الزهايمر أم لا.
وقال الفريق إن هذه النتائج تمنح الأشخاص فرصة لاتخاذ تدابير وقائية مبكرة مثل تناول مضادات الالتهاب مثل “إيبوبروفين” لوقف التهاب العصب، ومن ثم وقف تدمير الخلايا العصبية في الدماغ.
ورأى الدكتور باتريك ماكجير، أن دراسته تشير إلى أنه إذا بدأ تشخيص مرض الزهايمر في وقت مبكر بما فيه الكفاية، فإن تناول عقار مضاد للالتهاب مثل “إيبوبروفين” يمنع ظهور مرض الزهايمر.
وأضاف أنه يمكن باستخدام أدوية مسكنة لا تستلزم وصفة طبية، الوقاية من مرض الزهايمر.
ووفقا لتقرير جمعية الزهايمر الأمريكية لعام 2016، فإن المرض يصيب نحو 47 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويكلف أنظمة الرعاية الصحية في العالم أكثر من 818 مليار دولار أمريكي.
وأضاف التقرير أن الزهايمر، هو خامس سبب رئيسي للوفاة بين كبار السن، الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
وأوضح أن هناك أكثر من 5 ملايين حالة إصابة بالزهايمر في الولايات المتحدة وحدها، وأن التكلفة السنوية لعلاج المرض في البلاد خلال 2017، قدرت بـ259 مليار دولار، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 1.1 تريليون دولار بحلول عام 2050.