اختتم أمس الأربعاء 28مارس، بمدينة نورنبرغ، في ولاية بافاريا، جنوب ألمانيا، فعاليات المؤتمر الثاني للأئمة السوريين في ألمانيا، والذي استمر لمدة أربعة أيام من يوم 25 مارس وحتى 28 مارس. وذلك وفقاً لبيان صادر عن المؤتمر وصل لـ(المجتمع) نسخة منه.
المؤتمر الذي شارك فيه حوالي 30 إماماً سورياً من مختلف المدن الألمانية، كان هذا المؤتمر برعاية المنتدى الإسلامي في نورنبرغ، وبالاشتراك مع أكاديمية كاريتاس، وبتمويل من الحكومة الإتحادية في برلين.
تعاون مشترك
وحول أهمية هذا المؤتمر، قال في تصريحات خاصة لـ(المجتمع)، الشيخ عبد الرحمن الحوت، المشرف العام على المنتدى الإسلامي في نورنبرغ بأن: “هذا المؤتمر كان متميزاً شكلاً ومضموناً، فقد كان في إطار تعاون مشترك بين مؤسسات إسلامية ومؤسسات مسيحية وبتمويل من الحكومة الإتحادية في برلين، وهذا يعكس التناغم والتعاون وانفتاح المسلمين على محيطهم، ويعبر عن مدى حاجة المجتمع الألماني لهذه المبادرات”.
وتابع: “أما مضمونه فقد شارك فيه أهم الأساتذة في الجامعات الألمانية وهذا يمهد الطريق للتواصل بين الأئمة والأكاديميين حتى لا تبقى تلك الدراسات حبيسة أرفف المكتبات وحتى تكون فرصة لمناقشة تلك الأفكار على الصعيد العملي والتطبيقي”.
وشدد على أنه: “نحن كأقلية مسلمة نعيش في بلد ذو طابع مسيحي بامتياز وعلا مؤخراً لهجة العداء للمسلمين عموماً في الغرب، لذلك من المهم أن يجد المسلمون حلفاء لهم من داخل المجتمع الذي يعيشون فيه”.
كما أكد على أن: “العيش المشترك والتسامح وإبراز الإسلام على أنه دين رحمة للعالمين لا يكون إلا من خلال هذه الأنشطة التي تترجم هذه القيم الأصيلة في تراثنا وتقدمها في برامج هادفة وبناءة”.
دور وتكوين الإمام
وبشأن أبرز ما تمت مناقشته، أوضح، الشيخ الحوت، وهو باحث دكتوراة في جامعة إرلانغن في قسم الدراسات الإسلامية،بأنه: “تركزت المناقشات حول العنوان الذي كان دور الإمام في المجتمع الألماني، وكما هو معلوم لكم فإن ألمانيا بلد الاختصاصات الدقيقة وكلٌ يعمل في مجاله ولا يتعداه، ومن يريد أن يقدم خدمات مجتمعية فلا بد أن يكون له تكوينه في هذا المجال، فقد يكون التكوين الديني بمعناه التقليدي غير كافياً لإمام يعمل في ألمانيا في هذا العصر، وهذا الإمام يتعامل مع كافة الشرائح العمرية أطفالاً وشباباً وكهولاً”.
وتابع: “فهنالك عدة جوانب وأبعاد لا بد من مراعاتها كالجانب النفسي والثقافي والمحيط الاجتماعي. وعلى سبيل المثال فإن حالات الخصومة الأسرية والطلاق لا يكفيها كلمات قليلة إنما هي بحاجة لمعالجة من الجذور ولو نجح الإمام في هذا المجال فلا شك أنه سيكون له الدور البارز والإيجابي في المسجد والمجتمع معاً.
وأضاف: “كما تركزت المناقشة على أهمية معرفة القانون والدستور في ألمانيا وأن يحذر الإمام في خطابه من الوقوع في التصادم مع ذلك وهذا يتطلب منه فطنة خاصة في قراءة النصوص الدينية وعرضها أمام الجمهور”.
وحول الأمور التي يجب أن يراعيها الإمام في خطابه، قال الشيخ الحوت، بأنه: “تم توضيح المثلث الذي يجب مراعاته في الخطاب وهو: (حرية الآخرين.. الدستور والقانون.. القاعدة الأخلاقية العامة)، وبداخل هذا المثلث هنالك فضاء كبير يستطيع الإمام أن ينشط من خلاله”.
الجالية واللاجئين السوريين
وعن أهم التوصيات المستقبلية، التي صدرت عن المستقبل، أوضح بأنه: “كانت أهم التوصيات التي اتفق الأئمة عليها قبل انتهاء مؤتمرهم هي أن تكون لديهم رؤية مشتركة فيما يخص الجالية السورية المسلمة وبالأخص اللاجئين الجدد، والعمل على تلبية احتياجاتهم الدينية في هذه البلاد”.
ورداً على سؤال لـ(المجتمع)، عما إذا كان معتاد في ألمانيا أن تكون هناك روابط للأئمة من كل دولة، أم أن هذه الرابطة خاصة فقط بالأئمة السوريين، أجاب الشيخ الحوت “نعم هذا معتاد هنا خاصة إذا مانظرنا إلى الجانب الثقافي والعلاقة بين الثقافة والدين والتداخل بينهما. بالإضافة إلى أن هنالك روابط للأئمة المغاربة والبوسنويين والألبان والأتراك وغيرهم، وهذا بالطبع لا يعني أي خصوصية دينية لهم إنما نوع من التركيز على أهم المسائل والمشاكل التي تشغل الجالية السورية بسبب هجرتها الأخيرة”.