منذ انطلاق التظاهرات السلمية الفلسطينية التي تشهدها حدود قطاع غزة، والتي أطلق عليها مسيرات العودة الكبرى، عمدت آلة الحرب الصهيونية في إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا في صفوف اللاجئين الفلسطينيين، وذلك بهدف بث الرعب في قلوبهم للتوقف عن التظاهرات السلمية التي أربكت المنظومة السياسية والأمنية الصهيونية.
وتقول تقارير لوزارة الصحة الفلسطينية: إن العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى الذين سقطوا في مسيرات العودة الكبرى استخدمت ضدهم أسلحة محرمة دولياً، منها الرصاص المتفجر والغازات السامة.
ومع تصاعد المسيرات التي ينظمها الفلسطينيون على طول حدود قطاع غزة، يرى الفلسطينيون أن مرحلة جديدة من نضالهم قد بدأت ولن يبقوا لاجئين للأبد.
الاحتلال في مأزق
ويقول عبدالله أبو العطا القيادي في المبادرة الوطنية الفلسطينية لـ”المجتمع”: الانتفاضة السلمية الفلسطينية التي بدأت في غزة، يؤكد فيها الشعب الفلسطيني أن حق العودة مقدس، وهذا الحق لن يسقط بالتقادم.
وأكد أبو العطا أن استخدام الاحتلال للأسلحة الثقيلة لقمع التظاهرات السلمية يظهر مدى الرعب الذي تعيشه دولة الاحتلال من التظاهرات السلمية التي وضعت هذا الاحتلال في مأزق أمام المجتمع الدولي الذي طالب بتشكيل لجنة تحقيق في الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد التظاهرات السلمية.
ووجه أبو العطا رسالة لكل أحرار العالم بمساندة الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه المشروعة التي كفلها القانون الدولي.
حق مقدس
في السياق قال الخبير في القانون الدولي د. صلاح عبد العاطي لـ”المجتمع”: إن استخدام إسرائيل للأسلحة في قمع التظاهرات السلمية يستوجب على المجتمع الدولي التحرك العاجل لملاحقة كيان الاحتلال على هذه الجرائم البشعة.
وأكد أبو العطا أن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين هو حق مقدس كفلته كل القوانين الدولية، وعلى العالم مساندة اللاجئين الفلسطينيين في استعادة حقوقهم المشروعة.
وأكد د. عبد العاطي أن كيان الحرب هو كيان عنصري، وعلى المجتمع أن يحاصر هذا الكيان، لأن هذا الاحتلال تنكر لكل حقوق الشعب الفلسطيني وهي تمارس الإرهاب، وتتعمد قتل المتظاهرين السلمين.
وأشار إلى أن التظاهرات السلمية في قطاع غزة ستأخذ أشكال متعددة، وهذا الحراك السلمي سيبلغ ذروته في الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية.
تعزيزات عسكرية
من جانبه قال د. أيمن على منسق اللجنة الدولية لمسيرات العودة لـ “المجتمع”: حق العودة كفلته القوانين الدولية، ولن تنتهي مسيرات العودة إلا بتحقيق حلم العودة، وأن مرور 70 عاماً على النكبة الفلسطينية ليس معناه أن الشعب الفلسطيني فقد الثقة بالعودة لقراه التي هجر منها على يد العصابات الصهيونية، بل كل يوم يمر يقرب الشعب الفلسطيني من تحقيق حلمه بالعودة.
ومع إصرار اللاجئين الفلسطينيين على الاستمرار في مسيرات العودة على طول حدود القطاع ، من خلال الخيام التي نصبت ، تواصل قوات الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية ، وإقامة سواتر ترابية على طول الحدود لمنع الفلسطينيين من اقتحامها خلال الأيام المقبلة ، خاصة في ظل إعلان الفصائل الفلسطينية أن الحدث الأكبر على حدود غزة سيكون في الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية والتي تصادف منتصف أيار المقبل ، وتتخوف الأوساط العسكرية الإسرائيلية من استمرار التظاهرات السلمية على طول حدود قطاع غزة المحاصر منذ 11 عاماً وهذا سيكلف “إسرائيل ثمناً” باهظاً على كافة الأصعدة.