– غياب دور الأسرة يقتل الطموح والرؤية المستقبلية لدى الشباب
– محمد الحصينان صاحب موقع «كويت بونج» نموذج لشاب كويتي أحدث أثراً ليس عادياً
– هناك منابر فكر وتوجيه في المجتمع تفعل فعلها في الناس وتشكيل نفسيتهم وثقافتهم
– الشباب اتجهوا إلى وسائل التواصل لثقتهم فيها أكثر من ثقتهم بالإعلام المرئي والمسموع والمكتوب
– عندما أخذ فرصته في مجال العمل الخيري انطلق وأثبت شخصيته المتميزة وقدرته على الإبداع
قال مجموعة من الشباب الكويتيين شاركوا في الندوة التي عقدتها «المجتمع» أخيراً بمقرها بجمعية الإصلاح الاجتماعي بالروضة: إن الشباب الكويتي لديه رؤية مستقبلية، لكن الإشكالية في معرفة الطريق الذي يسيرون عليه لتحقيق رؤيتهم، في ظل التحديات العالمية القوية.
وأكد هؤلاء الشباب دور الأسرة في توجيه الشباب ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم، باعتبارهم القدوة التي يترسمون خطاها، كما أشاروا إلى دور التكنولوجيا الحديثة الذي لا يُنكر، داعين إلى استخدامها بصورة صحيحة حتى تكون سبباً في قتل طموح الشباب.
الشواف: 75% من الكويتيين شباب:
قال المدرب التحفيزي في المهارات الحياتية علي الشواف: إن 75% من الشعب الكويتي من فئة الشباب، ومنهم من لديه طموح يريد أن يصل به إلى القمر، ومنهم من لديه طموح محدود، وهناك نوع آخر بين هذا وذاك، ونرى في حياتنا اليومية شباباً لديهم طموحات عالية ورؤية مستقبلية لتحقيق رؤية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح؛ بجعل الكويت مركزاً مالياً وتجارياً وتحقيق «رؤية 2035».
لكنه يرى أن هذا الشباب يريد من يدفعه لتحقيق هذه الرؤية ومن يرسم له الطريق، مشيراً إلى أن دور الهيئة العامة للشباب مهم جداً في هذا المجال.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه خلال هذه الفترة، حسب الشواف: هل هذا الشباب سيكون قادراً على تقلد المناصب القيادية وامتلاك رؤية واضحة لقيادة الكويت نحو الأفضل في وجود التنين الصيني والأسد الإنجليزي والفيل الهندي؟
وأوضح أن بعض الشباب نظرتهم قصيرة المدى في رؤيتهم المستقبلية وطموحاتهم متعجلة؛ حيث يهدفون من ورائها لتحقيق الحرية المالية بأسرع وقت ممكن، ويريدون الراحة والعمل في «البزنس» دون أن يكون لديهم إستراتيجية محددة؛ ولذا نجد أن هذا النوع من الشباب يعيش دون إستراتيجية، ويغلب عليه العشوائية والأنانية والاهتمام بالأمور الشخصية، فهمهم الأول التقليد الأعمى بأن يصبحوا مثل فلان أو فلان تاجراً أو ميسور الحال بأسرع وقت ممكن دون أن ينظر إلى المشروع نفسه وفائدته للدولة والمجتمع.
الأسرة خط الدفاع
وقال الشواف: إن الدور الرئيس الذي يمكن من خلاله تبني رؤية مستقبلية لدى الشباب يجب أن ينطلق من الأسرة، ومن ثم المؤسسات الرسمية، فهناك بعض المبادرات التي تم إطلاقها خلال الفترة الأخيرة التي نحاول من خلالها أن نغرس في الشباب الطموح مثل مبادرة «صناع الأمل»، ومبادرة «في كل بيت مدرب» التي تعد من المبادرات الرائدة في تنمية الرؤية المستقبلية لدى الشباب، فالمدرب هو الوالد أو الوالدة أو الأخ الكبير الذي يضع عوامل التنمية البشرية في حياته من أجل مساعدة والديه وإخوانه، كما يستطيع أن يبين لأسرته الغث والسمين من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وأشار إلى أن الموجة كبيرة وخط الدفاع الأول عنها هي الأسرة، فلا نستطيع التعويل على الحكومة وحدها رغم أهمية دورها، ولكن لا بد للمجتمع أيضاً أن يكون له دور مثل مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام؛ مستشهداً بنموذج جمعية الإصلاح الاجتماعي التي لديها مراكز للتدريب، حيث يقومون بضم الشباب لتعليمهم وتدريبهم، وأكد دور الإعلام من خلال استضافة ذوى الخبرة في هذا الأمر من علماء دين ومدربين وأكاديميين.
وأوضح الشواف أن غياب دور الأسرة أيضاً يقتل الطموح والرؤية المستقبلية لدى الشباب، بل ويجعلهم يسيرون في طريق الإدمان والانحراف، فحسب رئيس جمعية بشائر الخير د. عبدالحميد البلالي، ففي فترة التسعينيات كان من يتلقون العلاج من الإدمان بين سن 25 و30 عاماً، أما الآن فمن يتلقون هذا العلاج تبدأ أعمارهم من 15 عاماً، وهذا نذير خطر كبير، مشيراً إلى أنه يرى هذا الأمر واضحاً جلياً بين الشباب بحكم عمله بينهم، مؤكداً في هذا السياق أهمية إنشاء نواد شبابية لتساعد الأسرة في دورها الكبير في تنمية الطموح والرؤية المستقبلية لدى الشباب، مؤكداً أن وجود الوالد والوالدة في المنزل حجر الزاوية لبناء شاب ناضج فكرياً وعلمياً ومجتمعياً.
وأكد أن الأمر الذي يزيد المشكلة تعقيداً يتمثل في فقدان القدوة في المجتمع، مشيراً إلى أننا بأمس الحاجة إلى القدوة الشبابية؛ وضرب مثلاً بالمخترع الكويتي قاسم صادق الذي أصبح محفزاً لكثير من الشباب الكويتي، مبيناً أن الشباب قد يصطدم نوعاً ما بالبيروقراطية الحكومية والنظم اليومية حينما يسعى إلى تأسيس شركة أو مؤسسة لتحقيق طموحه.
وعن قانون المشروعات الصغيرة وأهميته في الرؤية المستقبلية للشباب الكويتي، قال الشواف: إن القانون خطوة للأمام، وهناك الكثير من الشباب استفاد من قانون المشروعات الصغيرة، لكن الإعلام للأسف الشديد لا يسلط الضوء على هذه الفئة من الشباب.
وبين الشواف أن وسائل التكنولوجيا الحديثة قد تساهم في قتل طموح الشباب ورؤيته إذا استخدمت بطريقة خاطئة.
الشطي: الساحة الثقافية مفتوحة:
من جهته، قال مدير العلاقات العامة والإعلام في جمعية الإصلاح الاجتماعي عبدالرحمن الشطي: إنه لا يوجد حدث من الأحداث إلا وهناك خلف الستار من يحركه، وعندما يتحرك الشباب نحو قضية ما، فإننا على يقين أن هناك منابر فكر وتوجيه موجودة في المجتمع، تفعل فعلها في الناس وفي تشكيل نفسيتهم وثقافتهم، وإذا تساءلنا: من ذا الذي يصنع صناع المجتمع؟ فسيكون أول محضن ثقافي عند الطفل، وبالتالي لا بد من أن نتناول دور الأسرة في حياة الشاب منذ الطفولة؛ لأن التوجه الذي يحمله الطفل من أسرته سيعيش معه بقية حياته، ويتوسع في ذلك، ويصر على أن هذا الشيء كبر معه وتربى عليه، ويفتخر بأن تصرفاتي نتاج تربية أهلي وعائلتي وقبيلتي وديرتي الكويت، إذا توسعنا وخرجنا خارج الكويت، وتم الاحتكاك بشباب من دول الجوار وخصوصاً الدول الخليجية أو العرب والأجانب.
وأكد أن الساحة الثقافية ليست مقصورة على البيت والمدرسة والنادي والمؤسسات المحلية، فهي مفتوحة أكثر مما نتصور، بل أزعم أن هناك فتحاً لملفات قديمة، والبحث في كتب وأفكار وعلاقات كأنها كانت معارك قديمة ثم تم افتتاحها مرة أخرى؛ مثل معركة الحجاب التي تفتح كل فترة رغم وضوح الأمر فيها.
وتابع الشطي: من الصعوبة بمكان جعل مصدر الفكر للشباب الكويتي مقصوراً على الكويت وحدها، أو جعل الناس يخضعون لقوالب فكرية كويتية داخلية فقط، وعلى مستوى التيارات الفكرية النشطة في الكويت، سواء الإسلامية وغير الإسلامية، تجد بعض الشباب الذي يطلق على نفسه «الشباب الليبرالي» يحمل بعض الأفكار الإسلامية، ومن يحمل أفكاراً إسلامية ومن بيئة إسلامية عنده أطروحات أقرب إلى الليبرالية.
إذن فمن أين مصدر هذه الأطروحات؟ لا بد أن هذا نتاج هذا التواصل الثقافي الإعلامي وتلاقح الأفكار، وأنا أظن أن هذا هو الطبيعي في المجتمع، فليس مدحاً أو ذماً، نحن نتحدث عن توصيف وليس عن تزكية وعدم تزكية.
الثقة وبناء الشباب
وأكد الشطي أن الشاب الكويتي ذو كفاءة كبيرة في تحمل المسؤولية، وهذا ليس من باب الحماسة والتحيز للشاب الكويتي، لأننا شاهدنا شباباً لديهم من حس المسؤولية والمبادرة، في كافة المجالات، ضارباً مثلاً بتجربة شخصية مع أحد الشباب وهو محمد الحصينان، صاحب موقع «كويت بونج»؛ فهو نموذج لشاب كويتي أحدث أثراً ليس عادياً، قد يكون مثالاً يصعب تكراره، وأنا رأيت التجربة عن قرب من خلال عملي في «العون المباشر».
وبين أن هناك مبادرات مجتمعية مهمة وفعالة مثل مبادرة “الجليس” الخاصة بالقراءة؛ حيث نرى اليوم رجوع ما يسمى الصالات الثقافية التي لم تكن موجودة في التسعينيات.
وأكد الشطي أن جمعية الإصلاح الاجتماعي –على سبيل المثال- اهتمت بموضوع العمل الشبابي واحتواء الشباب، فلا تكاد تجد بيتاً إلا ولأحد أفراده انتساب إما لجمعية الإصلاح أو إحياء التراث، أو غيرهما من الجمعيات العامة في المجتمع الكويتي.
وتابع الشطي: أما موضوع الثقة وبناء الشاب فهذا هو الهدف العام للمحاور التربوية التي تقوم عليها الأندية والأنشطة، واليوم يوجد أكثر من 25 نادياً رياضياً، متوزعة على مناطق الكويت، لشريحة الشباب فقط، ومثلها لطلاب الثانوي.
وأكد أهمية الخطاب الشرعي والتربوي في مواجهة خطاب التطرف الذي لا يصلح في الأساس مع البيئة الكويتية، مشيراً إلى دور القطاع الدعوي والتدقيق الشرعي بجمعية الإصلاح الذي يقوم بمواجهة الفكر المتطرف بالحوار والحجة والبرهان.
نورة سليمان: لا بد من نشر الوعي:
فيما قالت المهندسة نورة سليمان: هناك بعض الشباب لا يوجد لديهم طموح أو أهداف أو بُعد نظر، بل لا يملكون أي رؤية إستراتيجية، ولا يقومون بالتخطيط لأنفسهم، وفي الجانب الآخر نجد آخرين لديهم طموح كبير لكنهم يفتقدون النظرة المستقبلية لعدم وجود أهداف واضحة لهم في حياتهم، وهؤلاء يجب التركيز عليهم من قبل المؤسسات الشبابية المختلفة، أما من يملك الرؤية والهدف والتخطيط فهم قادرون على أن يشقوا طريقهم بأنفسهم.
وأضافت أن هناك فئة من الشباب لا بد من نشر الوعي بينهم، وهم الشباب الذين يملكون الطموح والأفكار، لكن تنقصهم إستراتيجية تنفيذ هذه الأفكار، وفي ذلك نعول كثيراً على المؤسسات التي تهتم بالشباب بالأخذ بأيديهم إلى الطريق الصحيح بدلاً من تركهم تائهين، ومن ثم يجنحون إلى النوع الأول، وهم من لا يملكون رؤية ولا القدرة على تنفيذ أي رؤية أيضاً.
وأكدت سليمان أن سبب التخبط لدى الشباب يتمثل في عدم وجود دراسة تساعدهم على تحقيق أهدافهم؛ فنجد بعض الشباب لديهم العديد من المواهب لكنه لا يراها، أو قد يكون لديه موهبة ويجهل الجهة التي ترعاها، ويمكن رعاية هذه الفئة من خلال مراكز توعوية تقدم فيها دورات تدريبية وتعليمية تتبنى الشباب.
وعولت المهندسة نورة كثيراً على دور وسائل الإعلام المختلفة في توجيه هؤلاء الشباب عن طريق استحداث برامج جاذبة وهادفة، تستطيع الوصول إلى شريحة الشباب، كما أن وسائل الإعلام مطالبة بأن تكون أكثر مصداقية حتى يمكننا أن نصل من خلالها إلى الشباب، خصوصاً أنهم اتجهوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة لثقتهم فيها أكثر من ثقتهم بالإعلام المرئي والمسموع والمقروء.
مربع تحقيق الرؤية
وأكدت أنه يمكن للشباب أن يحقق رؤيته المستقبلية، لكن هناك مربعاً لا بد أن يكتمل:
الضلع الأول: الشاب نفسه الذي يجب أن يكون لديه طموح ورؤية.
والضلع الثاني: الحكومة؛ من خلال دعمها للشباب ورؤيته والابتعاد عن البيروقراطية.
أما الضلع الثالث: وسائل الإعلام المختلفة التي يجب أن تقوم بدورها في مساندة الشباب لتحقيق رؤيته؛ فلا يعقل أن تكون هناك العديد من التجارب الناجحة ولا تسلط وسائل الإعلام الضوء عليها.
والضلع الرابع: مؤسسات المجتمع المدني، خاصة أن بعض المشروعات الصغيرة للشباب يكون رأسمالها قليلاً.
وقالت سليمان: إن الحكومة فشلت في تسويق “رؤية الكويت 2035”، فهناك الكثير من الشباب لا يعرفون مضمون تلك الرؤية، وما المطلوب لتحقيقها، كما أن بعض الشباب أصيب بالإحباط، فالشباب في المرحلة الثانوية تسلل إليهم الإحباط، مؤكداً ضرورة تبني رؤية أحد النواب الذي طالب بأن يتم فتح المجال أمام الشباب على الأقل في الإجازة الصيفية أو في الفترة المسائية للعمل؛ ضاربة مثلاً بأحد الشباب الكويتي الذي يعمل في جمعيات تعاونية رغم أنه ما زال بالمرحلة الثانوية، وهناك من التحقوا بشركات كبرى للعمل وحققوا إبداعات وإنجازات، داعية إلى فتح المجال للشباب بدلاً من قتل طموحه وآماله.
وقالت سليمان: إن اختلاف الشباب في السابق عن الآن يعود إلى فقدان دور الأسرة، إضافة إلى التفكك الأسرى الذي يؤدي دوراً خطيراً في تشكيل الشباب منذ الصغر في ظل ارتفاع نسبة الطلاق في الكويت.
ودعت النواب الشباب إلى تبني مشكلات وهموم وطموحات الشباب بدلاً من انشغالهم بقضايا أخرى ربما تكون أقل أهمية، أو هناك من يهتم بها من النواب الآخرين.
هيا الشطي: شباب الكويت يتفوقون عن أقرانهم:
فيما قالت الإعلامية هيا الشطي: إنه يوجد فارق كبير بين الشباب الكويتي وأقرانهم في أكثر الدول العربية، فيما يتعلق بالطموح، فأنا شخصياً أرى أن الشباب الكويتي لديه طموح كبير، ويمتلك رؤى إبداعية متعددة، لكن هذا الطموح لا يتم احتواؤه بشكل جيد، حيث يتم توجيهه في الغالب إلى النواحي التجارية والاقتصادية، والآن نرى أن طموحهم ينصب كثيراً في الأعمال الخيرية والتطوعية، حيث نلاحظ مدى الإبداع والابتكار الذي يقوم به الشباب الكويتي في هذا المجال.
وتابعت: لو استطعنا توجيه هؤلاء الشباب إلى مجالات أخرى، فبالتأكيد سنرى منهم نفس الابتكار والإبداع الذي يقومون به في الأعمال الخيرية والأعمال التجارية، لكن للأسف الإجراءات الحكومية لا تلبي حاجاتهم في تنمية طموحهم وإثبات ذواتهم، من خلال إبراز مواهبهم وقدراتهم المخزونة، وأنا شخصياً حينما قابلت بعض الأشخاص أصحاب المشاريع في الكويت، والأشخاص الذين يملكون رؤى وحققوا نجاحات، أجمعوا على أنهم عندما يضعون أرجلهم في بدايات الطريق الصحيحة للنهوض وتحقيق الذات وإبراز المواهب لتحقيق النجاح المأمول، يواجَهون بالإجراءات الحكومية المعرقلة والمكبلة التي تقف حائلاً بينهم وبين ما يريدون من تحقيق الطموح والنجاح المأمول، الأمر الذي يجعلهم بكل أسف يتركون الكويت، من أجل إثبات ذواتهم وتحقيق طموحاتهم في دول أخرى مجاورة.
وبينت الشطي أن هناك من الشباب الكويتي من يستخدم الشبكة العنكبوتية ذات الفضاء الواسع، من أجل إبراز مواهبه في التجارة والاستثمار وتنمية المالية والعلمية وغيرها، خصوصاً أن التعامل مع الإنترنت يمتاز بالسهولة والسلاسة، ولهذا ينجذب إليه الشباب الكويتي باستمرار.
الشباب والعمل الخيري
وأكدت الإعلامية الكويتية أن الشباب الكويتي أخذ فرصته في مجال العمل الخيري، لذلك انطلق وأثبت شخصيته المتميزة وقدرته على الإبداع في هذا المجال، ورغم قصر المدة التي مارس فيها هذا المجال، استطاعوا تحقيق درجات عالية من النجاح والتفوق، لأنهم قاموا بنقل الصورة الإيجابية التي من خلالها تفاعل الجمهور معهم بشكل كبير جداً، وهذا ما أثبتته الحملات الإغاثية المتكررة التي يتم تفعيلها على مدار العام وليس في شهر رمضان المبارك فقط، فالأعمال الخيرية مستمرة طوال العام، والشباب مستمر في أعماله الخيرية والتطوعية، ليس في الكويت فقط، بل في كثير من الدول الأخرى.
وأوضحت هيا أن وزارة الشباب لها العديد من الأنشطة، ومع ذلك لم يكن دورها بالقوة المطلوبة والمأمولة منها، ومن الممكن أن تقوم بدور أكبر عن طريق بعض البرامج الشبابية وتوزيع الجوائز على المتميزين، وعن طريق فتح الورش وعمل الدورات التدريبية للشباب.
وأكدت أن أكبر همّ يواجه أولياء الأمو هنا في المستقبل هو التعليم؛ فالتعليم هو العلامة الفارقة لمستقبل أي طفل، والطفل الذي يتعلم بطريقة صحيحة، سيعود عليه بالنفع في حياته العملية في المستقبل، وحينما يتعلم بطريقة خاطئة، سيكون وبالاً على نفسه وأسرته ووطنه، وهذه الكارثة التي نحذر منها من الآن.
وقالت الشطي: إن جيل الشباب في وقتنا هذا نشأ في جو مادي للغاية، حيث صارت المتعة مادية، والجمال مادياً، والأمور المحسوسة غير موجودة في حياتنا، فالجيل المعاصر للأسف يعيش معاناة لا يدري كيفية الخلاص منها، والكثير منهم لا يشعر بها حالياً؛ فالنظرة المادية للحياة من المستحيل أن تقوم ببناء إنسان، كذلك من المستحيل أن تساهم في بناء المجتمع، وأصبح التركيز لدى الجميع هو نجاح “البزنس”، وكل هموم الشباب الحصول على الشكليات والماديات، من خلال المعاش القوي، والوظيفة المرموقة، بصرف النظر إن كانت تلك الوظيفة تفيد المجتمع أم لا، فمسألة المجتمع وإفادته خارج نطاق همه وفكره.
وأشارت إلى أن الشباب في حاجة ماسة للتعليم والتطوير، متسائلة عن الشباب الكويتي الذي خرج للعمل بأوروبا وأمريكا، هل استطاعوا المنافسة في سوق العمل، أم تعودوا على طريقة النظام الحكومي كما هي الحال هنا، الذي يعتمد على دوام محدد بوقت والحصول على معاش كبير، دون أن يقدم في مقابله شيئاً يتوازى مع هذا المعاش الذي يتقاضاه؟
وأضافت الشطي: أنا طموحي وآمالي كشابة أن يتوافر أمامي الفرص في ظل الإمكانات المادية التي تتمتع بها الكويت، فأنا أسعى من خلال تلك الإمكانات المادية الكبيرة أن أتطور كإنسان، ولست في حاجة إلى حلول تخديرية مؤقتة.
وأكدت أن الشباب الكويتي لديه رؤية لكنه يتعرض لصدمات لأن الحياة صارت مادية.
وقالت: إن جمعيات النفع العام استطاعت أن تؤثر وتوجه فئة معينة من الشباب، تهتم بهم وترعاهم، وتقوم بدور كبير تجاههم، ولكن ما زال المجتمع متعطشاً بشكل كبير، وفي الوقت نفسه متخوفاً من موضوع الحزبية، وهناك فئة كبيرة من الناس يرفضون الدخول تحت مظلة أي جمعية لها فكر معين، ولا أظن أن لأي جمعية القدرة على احتواء الشباب كلهم، لأنهم في نهاية الأمر يستطيعون استقطاب المئات وربما الآلاف عن طريق البرامج التي يعرضونها والدورات والمحاضرات، لكنهم لا يستطيعون التعامل مع عشرات الآلاف في آن واحد، ففي تركيا على سبيل المثال برامج شبابية للتعامل مع الشباب طوال العام، بالبرامج الرياضية والإلكترونية وغيرها من البرامج المفيدة؛ فالمجالات مفتوحة ومتعددة ومتنوعة أمام الشباب في تركيا.
واختتمت قائلة: إن مسألة توجيه الشباب وتحديد خريطة طريق لهم من الصعوبة بمكان أن يتقبلوها في عصرنا الحالي، والأولى توفير وسائل ووسائط يتفكر فيها للوصول إلى الرؤية الخاصة به، أما توجيهه بـ”الروموت” فأمر صعب جداً، مبينة أن الإعلام يساعد كثيراً في وأد أحلام الشباب وآمالهم، نظراً لكونه إعلاماً موجهاً مدفوعاً له، ليقوم بتوجيه الشباب الكويتي نحو نقاط معينة، وخدمة توجه معين، ومن الطبيعي أن يقتل طموحات الشباب وأحلامهم.
وأكدت أن أكثر شيء يعطل أجندة الإعلام الموجّه أن يكون الشاب قوياً ويعرف ما يحيط به، وما يُحاك له.