دوي انفجارات وأصوات طلقات رصاص كثيف سمعها سكان حي “سينكيلو”، وهو الحي الوحيد الذي يسكنه مسلمون في بانجي عاصمة أفريقيا الوسطى.
وأفاد شهود عيان لـ”المجتمع”، أن مواجهات اندلعت في وقت متأخر من مساء السبت وحتى صباح الأحد، بين شبان مسلمين يقومون على حماية الأقلية المسلمة المتبقية في العاصمة بانجي، والقوات الدولية التي يفترض أن وظيفتها حماية المسلمين ومنع تجدد الاشتباكات مع المسيحيين.
وقال زكريا أبو يحيى، داعية في حي المسلمين: إن القوات الدولية كانت تستهدف الاستيلاء على سلاح شبان مسلمين يقومون على حماية الأقلية المسلمة في حي “سينكيلو” في العاصمة بانجي، تحسباً لأي هجمات طائفية، رغم أن هؤلاء الشباب لم يتعدوا على أحد.
وأضاف أبو يحيى أن الاشتباكات أسفرت عن عشرات الإصابات في صفوف المسلمين، إذ رفض الشباب المسلمين تسليم أسلحتهم، وبعد ساعات من الاشتباكات خرجت القوات الدولية خارج الحي.
وأشار أبو يحيى إلى أن القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة يُفترض بها حماية الأقلية المسلمة من هجمات حركة “أنتي بالاكا” المسيحية، ومنع حدوث اشتباكات أو اعتداءات بين الطرفين، لكنها في الوقت الذي تغض الطرف عن ممارسات “أنتي بالاكا” تترصد للشبان المسلمين، الذين اضطروا إلى محاولة الدفاع عن المسلمين من الاعتداءات المتكررة.
يذكر أن القوات الدولية تنتشر في مدن أفريقيا الوسطى منذ بدء الاعتداءات الدامية من قبل حركة “أنتي بالاكا” (مناهضي السواطير) على المسلمين في أواخر عام 2013م بعد الانقلاب على أول رئيس مسلم للبلاد ميشيل دجوتوديا الذي جاءت به حركة “سيليكا” وهي حركة مسلحة ذات الأغلبية المسلمة.
وتعرضت أحياء كثيرة للمسلمين لاعتداءات وعمليات قتل جماعي في الشوارع وحرق للمساجد، ما اضطر آلاف المسلمين إلى الفرار لدول الجوار مثل تشاد والكاميرون، وإن بقيت العاصمة أكثر هدوءاً لكن لم يسلم حي المسلمين في العاصمة “سينكيلو” من هجمات من وقت لآخر.