اعتبر بسام أبو شريف، المستشار السابق للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أن “مسيرات العودة” في قطاع غزة تلعب دورا مهما في إحداث تحوّل على مكانة القضية الفلسطينية في الأجندة العربية والدولية، وهو ما قد يترتب عليه آثار مستقبلية تهدّد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال أبوشريف في حديث مع “قدس برس”، إن هذه المسيرات “توصل رسالة قوية للمجتمع الدولي مفادها أن الشعب الفلسطيني لم ينس حقوقه التاريخية ولا يزال يخوض حرباً ضد الاحتلال، ويرفض الاستسلام أمام هذا المشروع الاستيطاني الذي ولد من رحم الحركة الاستعمارية”.
ورأى أن “مسيرات العودة” تُتيح فرصة مواتية لإعادة القضية الفلسطينية لتتصدّر سلّم أولويات المجتمع الدولي، فضلا عن دورها في فضح جرائم دولة الاحتلال “التي تثبت بأنها في الحقيقة نظام فاشي، يُصدر الأوامر لجنوده بقتل مدنيين يتظاهرون سلمياً من أجل الحرية”.
تقصير رسمي
وانتقد المستشار السابق لعرفات، السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس لـ “عدم دعمه ومباركته لهذه المسيرات”، مشيرا إلى وجود تقصير رسمي فيما يتعلق بالامتناع عن تعبئة جماهير الضفة دعما لـ “مسيرات العودة”.
وقال “هناك تقصير واضح من قيادة السلطة بخصوص عدم تعبئة الجماهير في الضفة أو وضع خطة لهذا الأمر”.
واستدرك قائلا “الرئيس عباس أخذ قراراً جيداً برفض صفقة القرن وعدم الاستسلام للضغوطات الأمريكية ولكن يجب أن يتبع هذا الموقف بخطوات حقيقية على الأرض”.
كما لفت إلى تقصير البعثات والقنصليات الفلسطينية في الخارج في دعم مسيرات غزة التي أسفرت عن استشهاد 32 فلسطينيا وجرح نحو 3 آلاف آخرين، مضيفا “يجب أن يتحرك سفراؤنا بشكل أفضل للفت أنظار الرأي العام الغربي (لهذه القضية)”.
وتوقّع أبو شريف انضمام الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية إلى “مسيرات العودة” التي أكد على ضرورة استمرارها وتوسّعها”، قائلا “أعتقد أن الضفة ستنهض وتلحق بالركب في منتصف شهر مايو القادم الموعد المفترض لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس”.
الإعلام و”مسيرات العودة“
وتطرّق مستشار عرفات إلى مسألة التغطية الإعلامية لـ “مسيرات العودة” المتواصلة منذ تاريخ 30 مارس الماضي؛ حيث اعتبر أن نجاح الفعالية الفلسطينية في جذب اهتمام وسائل الإعلام العالمية بها يدلّل على أنها “كسرت ورغم أنف البيت الأبيض الحاجز الذي يمنع وصول الحقيقية للرأي العام العالمي”، على حد تعبير.
وأوضح بالقول: “هذه المسيرات حشرت دولة الاحتلال في الزاوية، وأجبرت وسائل الإعلام العالمية؛ بما فيها محطة CNN الأمريكية المعروفة بانحيازها لإسرائيل على عرض مشاهد من قمع المسيرات”.
الانتخابات بدل التعيين
وحول اجتماع المجلس الوطني المرتقب، طالب أبو شريف باللجوء لخيار الانتخابات لإعادة الحيوية لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، التي وصفها بأنها على “فراش الموت”.
وقال في حديثه لـ “قدس برس”: “الانتخابات من شأنها أن تُعيد الحيوية للمؤسسات التابعة للمنظمة أهمهما المجلس الوطني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وتدعيمهما بقيادات شابة بعيداً عن التعيين”.
ولفت أبو شريف إلى أن انعقاد المجلس الوطني في الضفة الغربية من شأنه أن يحول دون مشاركة أعداد كبيرة من أعضائه في الخارج؛ كأحمد جبريل ونايف حواتمة وأبو أحمد فؤاد وغيرهم.
ودعا المستشار السابق إلى عقد اجتماع استثنائي لهذا المجلس في الخارج ودعوة كل من حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” للمشاركة، على أن تُعقد بعدها انتخابات مباشرة تؤسس لمجلس وطني جديد يضم كل القوى والفصائل غير المنضوية في إطار المنظمة.
هذا ومن المقرر أن يعقد المجلس الوطني الفلسطيني جلسته القادمة في مدينة رام الله، خلال الفترة ما بين 30 إبريل حتى 3 مايو، لمناقشة عدد من القضايا أهمها: دراسة سبل التصدر لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتحديد العلاقة مع الاحتلال في ضوء قرارات المجلس المركزي بهذا الخصوص.
كما سيضم جدول أعمال المجلس ما تتعرض له وكالة غوث وتشغيل اللاجئين من أزمة مالية وسبل تحقيق المصالحة الداخلية وتفعيل المقاومة الشعبية.
وحول اجتماع القمة العربية المرتقب يوم الـ 15 من الشهر الجاري في السعودية، قال المستشار السابق للرئيس الفلسطيني الراحل “لا أتوقع أن تصدر عن هذه القمة أي قرارات هامة تخص القضية الفلسطينية، وسيكتفي العرب كعادتهم بالبيانات (…) الوضع العربي في أسوأ حالاته، وهناك ظروف حرب تلوح في المنطقة، وفي حال حدثت هذه الحرب فإنها ستزيد المشهد العربي تعقيداً”.
ويعتبر أبو شريف (72 عاما) أحد المستشارين السابقين للرئيس الراحل ياسر عرفات ومن مؤسسي “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”. كما تعرض عام 1972 لمحاولة اغتيال عن طريق طرد بريدي مفخخ أفقده جزءاً من سمعه وبصره وأربعة من أصابعه.