حذّرت دراسة أمريكية حديثة من أن اكتئاب الأم يمكن أن يؤثر سلبًا على تطور المهارات الإدراكية واللفظية ومعدلات ذكاء طفلها حتى سن 16 عامًا.
الدراسة أجراها باحثون بكلية الطب جامعة كاليفورنيا الأمريكية، ونشروا نتائجها، الثلاثاء، في دورية “Child Development” العلمية.
وأوضح الباحثون أن ما يقرب من 10% من النساء في الولايات المتحدة يعانون من الاكتئاب، وفقا لـ”المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها”.
ولرصد تأثير اكتئاب الأم على صحة أطفالها، راقب الباحثون ما يقرب من 900 من الأطفال الأصحاء، الذين يعيشون مع أمهاتهم، ابتداء من عمر سنة حتى وصلوا إلي 16 عامًا وكانوا يراقبون قدراتهم الإدراكية باستخدام اختبارات الذكاء القياسية مرة كل 5 سنوات على مدار فترة الدراسة.
ووجد الباحثون أن الأمهات المصابات بالاكتئاب الشديد لم يتفاعلن مع أطفالهن بالقدر الكافي، أو يوفرن موادًا تعليمية لدعم المهارات الإدراكية واللفظية لأطفالهن، مثل الألعاب والكتب، مقارنة مع أقرانهن غير المصابات بالاكتئاب.
ووجدوا أيضًا أن هذه السلوكيات أثرت على معدل ذكاء الأطفال وذلك خلال نتائج الاختبارات التي أجريت للأطفال عندما كانوا في عمر سنة و5 سنوات و10 سنوات و16 عامًا.
وأثبتت النتائج أن معدلات الذكاء لدى الأطفال الذين لم تعاني أمهاتهم من الاكتئاب بلغت 7.78 درجة، فيما تراجعت هذه النسبة لدى من تعاني أمهاتهم من الاكتئاب الشديد إلي 7.30 درجة.
وقالت باتريشيا إيست، قائد فريق البحث: “تبدوا نسبة التراجع في معدلات الذكاء بين المجموعتين ضئيلة بالنسبة للبعض، إلا أنها ذات مغزى كبير من حيث مهارات الأطفال اللفظية والمفردات”.
وأضافت: “تظهر دراستنا الآثار طويلة المدى التي يمكن أن يعاني منها الطفل بسبب إصابة الأم بالاكتئاب المزمن”.
وأشارت إلى أن فريق البحث سيركز في دراسته المستقبلية على المزيد من تحليل البيانات لمعرفة كيف يؤثر اكتئاب الأم على أعراض الاكتئاب الخاصة بالأطفال، خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، إضافة إلي الإنجاز الأكاديمي للأطفال وصحتهم، مثل احتمال زيادة الوزن أو السمنة.
كانت منظمة الصحة العالمية كشفت، في أحدث تقاريرها، أن أكثر من 300 مليون حول العالم يتعايشون حالياً مع الاكتئاب.
وحذرت المنظمة من أن معدلات الإصابة بهذا المرض ارتفعت بأكثر من 18% بين عامي 2005 و2015.