قالت دراسة: إن الفئران النشطة تزداد لديها عدد خلايا عضلات القلب الجديدة بأكثر من أربعة أضعاف.
ويتفق جميع الأطباء والمنظمات الصحية والطب العام الأمريكي على أن التمارين الرياضية مفيدة للقلب، لكن الأسباب مازالت ليست مفهومة جيداً.
ففي دراسة جديدة أجريت على الفئران، وجد باحثون من قسم هارفارد للخلايا الجذعية والبيولوجيا التجديدية (HSCRB) ومستشفى ماساتشوستس العام (MGH) وكلية الطب بجامعة هارفارد (HMS) ومعهد هارفارد للخلايا الجذعية (HSCI) سبباً واحداً يفسر لماذا قد يكون التمرين مفيدًا: هو أنه يحفز القلب على صنع خلايا عضلية جديدة، سواء في الظروف الطبيعية أو بعد النوبات القلبية.
وقد نشرت للتو في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز، نتائج لها آثار على الصحة العامة، والتربية البدنية، وإعادة تأهيل مرضى القلب.
فخلايا قلب الإنسان لديها قدرة منخفضة نسبيا على تجديد نفسها. ويمكن للشباب أن يجددوا حوالي 1٪ من خلايا عضلات القلب كل عام، وهذا المعدل ينخفض مع التقدم في السن. ويرتبط فقدان تلك الخلايا بفشل القلب، لذلك فإن التدخلات التي تزيد من تشكل الخلايا لديها القدرة على المساعدة في منع حدوث ذلك.
وقال المؤلفان الأولان في الدراسة: “أردنا أن نعرف ما إذا كانت هناك طريقة طبيعية لتعزيز القدرة التجددية لخلايا عضلة القلب. ولذلك قررنا اختبار التدخل الوحيد الذي نعرف أنه آمن وغير مكلف: التمرينات الرياضية”.
ولاختبار آثاره، أعطى الباحثون مجموعة واحدة من الفئران التي تتمتع بصحة جيدة وصول طوعي إلى حلقة مفرغة. وعندما تركت حرة، ركضت الفئران حوالي 5 كيلومترات كل يوم، والمجموعة الأخرى لم يكن لديها امتيازات صالة الألعاب الرياضية، وظلت مستقرة.
ولقياس تجدد القلب في مجموعات الفئران، قام الباحثون بإدارة مادة كيميائية مصنفة تم دمجها في الحمض النووي المنشأ حديثًا كخلايا مستعدة للانقسام، وباتباع الحمض النووي المسمى في عضلة القلب، يمكن للباحثين معرفة أين يتم إنتاج الخلايا. ووجد الباحثون أن الفئران التي تمارس الرياضة لديها خلايا أكثر بـ4.5 ضعف عدد خلايا عضلة القلب الجديدة مقارنة بالفئران التي حيل بينها وبين الوصول إلى جهاز المشي.
كانت النتائج كبيرة، ولكن هل كانت ذات صلة؟ لمعرفة ذلك، أجري الباحثون التجربة علي فئران مصابة.
“أردنا أيضاً أن نختبر هذا في وضع الإصابة بنوبة قلبية، لأن اهتمامنا الرئيسي هو الشفاء”، كما قال أحد الباحثين.
بعد تعرضها لأزمات قلبية، تظل الفئران تجري 5 كيلومترات في اليوم، طواعية. وبالمقارنة مع نظرائهم المستقلين، أظهرت الفئران أن ممارسة رياضة يزيد أنسجة القلب ويجدد خلايا العضلات الجديدة.
وكان الاستنتاج هو أن التمارين الرياضية في الفئران تعني إعادة توليد أنسجة القلب، أو الكثير منها.
كان المؤلفان الرئيسيان وراء الدراسة هما ريتشارد لي، أستاذ للخلايا الجذعية والبيولوجيا التجديدية في هارفارد وعضو هيئة التدريس الرئيسي في HSCI، وأنتوني روزنزويج، بول دودلي وايت أستاذ الطب في HMS، رئيس قسم أمراض القلب في MGH، وعضو هيئة التدريس الرئيسي في HSCI.
وقال المؤلفان الرئيسان وراء الدراسة: “إن الحفاظ على صحة القلب يتطلب موازنة فقدان خلايا عضلة القلب بسبب الإصابة أو الشيخوخة مع تجديد أو ولادة خلايا جديدة لعضلة القلب. وتشير دراستنا إلى أن التمرين يمكن أن يساعد في تحديد التوازن لصالح التجديد”، كما قال روزنزويج.
وقال لي واحد من الباحثين الرئيسين: “تظهر دراستنا أنه قد يكون بمقدورك أن تجعل قلبك أصغر سنًا من خلال ممارسة التمارين يوميًا بشكل أكبر”.
ومن الجيد القول: إن التمرين مفيد جداً للقلب، ولكن كيف يعمل ذلك بالفعل؟
يخطط الباحثون لتحديد أي من الآليات البيولوجية تربط التمرين مع زيادة النشاط التجديدي في القلب.
وأضاف لي: “إذا استطعنا تشغيل هذه المسارات في الوقت المناسب، وفي الأشخاص المناسبين، فعندئذٍ يمكننا تحسين التعافي بعد النوبات القلبية”.
تم دعم هذا البحث من قبل المعاهد الوطنية للصحة، وجمعية القلب الأمريكية، ومؤسسة ليدوك، ومؤسسة الأبحاث الألمانية.