أعلن نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير، ترحيبه بأي مبادرة أو جهد وطني مخلص يهدف لإنهاء الأزمة التي تمر بها الدولة المصرية في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها حالياً، مشدّداً على أن “هناك حقوقاً وثوابت (لم يحددها) لا ينبغي تجاوزها”.
وأكد، في مقابلة لموقع “عربي21″، أن “جماعة الإخوان مستعدة للتعاطي بشكل إيجابي مع أي رؤية أو تصور عملي يقدمه أي شخص أو جهة مصرية أو عربية أو دولية لمحاولة الخروج من هذه الأزمة التي تعصف بالوطن ومقدراته وتسحق الشعب وحقوقه تحت حكم العسكر”.
ودعا منير إلى “صياغة حل سياسي عادل ينتهي إليه العقلاء والحكماء في الداخل والخارج”، لافتاً إلى أن لديهم “كامل الاستعداد للقبول بما ينتهي هؤلاء العقلاء والحكماء، وأن الجماعة ستبذل الجهود مع الآخرين لتطبيق وتفعيل هذا الحل العادل على أرض الواقع”.
وقال: إن “النظام يحاول الترويج لفكرة المصالحة لمحاولة التغطية على فشله، لكنه غير جاد مطلقاً في هذا الأمر حتى الآن، لأنه لا يريد التمهيد لهذه المصالحة بأي صورة من الصور”.
ورأى منير أن الشعب بحاجة لإجراءات بناء ثقة كتمهيد واجب لأي مصالحة، وعلى رأس تلك الإجراءات “الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ومن صدر بحقهم أحكام قضائية يعلم العالم كله أنها أحكام مزيفة، وأن يتم وقف الضربات الأمنية الباطشة بالشعب، ووقف الهجوم الإعلامي، ثم تبدأ الأحاديث الجادة لبلورة رؤى متكاملة وشاملة للعدالة الانتقالية والخروج من الأزمة”.
وكان رئيس النظام المصري الحالي عبد الفتاح السيسي قد قال في أكثر من لقاء إعلامي: إنه لا ممانعة في إجراء المصالحة، لكنه ربط ذلك بموافقة الشعب المصري، قائلاً: إن هذا قرار الشعب وليس قراره شخصياً.
ونوه إلى أن “النظام غير صادق وغير جاد تماماً في إحداث أي مصالحة حقيقية وشاملة مع الشعب المصري، وأن ما يُطلق من مبادرات أو مقترحات بمنزلة قنابل دخان ليس إلا لمحاولة التغطية على أزماته الداخلية والخارجية”.
واستطرد قائلاً:” أي كلام حول المصالحة في ظل الظروف الراهنة هزل ومضيعة للوقت والجهد، فلا أتصور أن تحدث أي مصالحات في أي دولة ما بينما رئيس الجمهورية الشرعي يموت داخل محبسه، وهناك عشرات الآلاف من الرهائن داخل السجون ثم يفاوضننا عليهم”.
وأوضح منير أن جهود المصالحة لا بد أن تشمل الجميع؛ فليس الإخوان فقط هم الموجودين على الساحة السياسية، ولذلك لا بد من دعوة كل رموز المعارضة التي وقفت ضد النظام العسكري سواء في الداخل أو الخارج من أجل الاستماع لهم والتشاور معهم في هذا الأمر”.
وبسؤاله عن موقفهم من مبادرة القيادي الإخواني السابق وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، كمال الهلباوي، التي تهدف لإنهاء الأزمة المصرية القائمة، اكتفى منير بالقول :”لا تعقيب”.
واختتم منير، بقوله: “أنصح النظام ومؤيديه أن يرحلوا بهدوء قبل أن تحدث الطامة الكبرى وتنفجر الأوضاع ويحدث ما لا يحمد عقباه، وقبل ألا يستطيع أحد فعل أي شيء”.
وأطلق القيادي في جماعة الإخوان السابق وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، كمال الهلباوي، مبادرة جديدة لمحاولة إنهاء الأزمة المصرية القائمة، مقترحاً تشكيل ما أسماه “مجلس حكماء من شخصيات وطنية مصرية أو عربية أو دولية”.
ويضم مجلس الحكماء، بحسب تصور الهلباوي، كلاً من عبدالرحمن سوار الذهب (الرئيس السابق للجمهورية السودانية)، ومرزوق الغانم (رئيس مجلس الأمة الكويتي)، وعبدالعزيز بلخادم (رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق)، والصادق المهدي (رئيس حزب الأمة القومي المعارض في السودان)، ومنير شفيق (مفكر فلسطيني)، ومعن بشور (مفكر وكاتب سياسي لبناني).
كما يضم مجلس الحكماء -الذي قال الهلباوي: إنه سيقود وساطة تاريخية لإنهاء أكبر أزمة داخلية تشهدها مصر في تاريخها الحديث وسيؤسس لمصالحة وطنية حقيقية وشاملة- محمد فايق (رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان)، وعمرو موسى (الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية)، بالإضافة إلى شخصية يختارها الأزهر، وأخرى تمثل الأقباط، وغيرهم.