أكد “اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا” رفضه القاطع لتصاعد موجة اتهام الإسلام في أوروبا بمعاداة السامية.
ورأى الأستاذ سمير الفالح، رئيس “اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا”، في حديث مع “قدس برس”، على هامش مشاركته في فعاليات “المؤتمر 16 لفلسطينيي أوروبا”، أن الساحة الأوروبية اليوم تشهد دعوات للحد من تصاعد موجة العداء للسامية، وقال: “هو عنوان صحيح ولكنه تاه وأخطأ في التفاصيل حين يجعل من مسلمي أوروبا، بل يجعل من الإسلام كدين هو الدافع والسبب لهذا التصاعد وهذه الموجة”.
وذكر أن واقع الإحصائيات والأرقام يدل دلالة واضحة على أن اليمين المتطرف هو الفاعل الأكبر وراء هذه الموجة، وتاريخه في هذا الصدد معلوم للجميع.
وأضاف: مضموناً نرفض بشدة وضع الإسلام والقرآن في قفص الاتهام، لا الإسلام ولا نصوصه من قرآن وسُنة يدعوان إلى معاداة اليهودية أو اليهود، بل إن ديننا يحترم الديانات السماوية، ويوقر أتباعها ويدعوننا إلى البر والقسط في التعامل معهم.
ودعا الفالح أصحاب هذه الدعوات إلى تعديل بوصلتهم لما فيه خير التعايش السلمي في المجتمعات الأوروبية، وفق تعبيره.
وعادت ظاهرة “معاداة السامية” لتلقي بظلالها على الأجواء السياسية والإعلامية في أوروبا لا سيما في فرنسا حيث توجه أصابع الاتهام إلى “التطرف الإسلامي” وبعض سور القرآن.
ونشرت صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية، الأحد الماضي، مقالاً وقعته 300 شخصية سياسية وثقافية، حذّر مما أسماه بـ”التطرف الإسلامي” الذي سيفضي إلى “تطهير إثني صامت” لليهود في بعض الأحياء الشعبية وخصوصاً في محيط باريس.
وطالب الموقعون على المقال الذي يناهض معاداة جديدة للسامية، السلطات الدينية بإعلان تقادم السور القرآنية التي تدعو إلى قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والملحدين.
القدس آية من القرآن
على صعيد آخر، انتقد الفالح بشدة القرار الأمريكي تجاه الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، واعتبر ذلك قراراً منفرداً ومعاكساً لأغلبية مواقف القوى العالمية الذي يعطي حقاً لمن ليس له حق.
وأضاف أن القدس مهبط الأديان ومسرى نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، يجب أن تبقى حاضنة لكل الأديان السماوية بعيدة عن التوظيفات السياسية.
وأكد أن مسار الإدارة الأمريكية لن يدفع إلى الحلول بقدر ما أنه يؤجج الصراع، مثمناً في الوقت نفسه مواقف الدول الأوروبية الرافضة لمسار الإدارة الأمريكية ومطالباً بوقف المسارات المتفردة التي لن تزيد الأمر إلا تأزيماً وتعقيداً.
وأضاف: القدس آية من آيات القرآن، ومسلمو أوروبا وكذلك المسلمون في كل أنحاء العالم متمسكون بها حرة جامعة لكل الأديان بعيداً عن الهيمنة والتوظيف السياسي.
كما أشار الفالح إلى “مسيرات العودة” التي انطلقت في ذكرى “يوم الأرض” وتشهد كل يوم جمعة زخماً متجدداً التي تقابلها قوات الاحتلال بالقوة غير المتكافئة ما أدت إلى قتلى وجرحى يزداد عددهم كل يوم.
وشدد على أن هذه المسيرات شكل سلمي لأصحاب حق أصيل، لشعب يعيش الحصار منذ سنوات، وقال: إننا أمام شعب يئس من أن ينصفه المجتمع الدولي فأخذ أمره بيده، واختار شكل المسيرات السلمية، لاسترجاع حقوقه بل لاسترجاع حق بديهي في العيش الكريم وهو أن يكون له وطن كسائر شعوب الأرض.
وأضاف: نقف تقديراً وإجلالاً ودعماً لهذا الحراك، ويقيننا أن هذه المظلمة لا بد أن تنتهي، على حد تعبيره.
يذكر أن “اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا” هيئة إسلامية أوروبية جامعة تشكل إطاراً موحداً للمنظمات والمؤسسات والجمعيات الإسلامية الأوروبية الأعضاء فيه، ويضم الاتحاد اليوم هيئات ومؤسسات ومراكز في 30 بلداً أوروبياً.