تحت شعار “الأيتام أمانتنا”.. نظمت جمعية “سنابل الخير” الخيرية في مقدونيا، الملتقى الأسبوعي السادس للأيتام خلال الفترة (25 – 29 أبريل)، وهو حملة خيرية سنوية تتم للعام السادس على التوالي وتستهدف تحريك الرأي العام لتبني قضايا الأيتام.
حول الملتقى السنوي السادس هذا العام كان لـ”المجتمع” هذا الحوار مع رفعت شريفي، رئيس جمعية “سنابل الخير” الخيرية في مقدونيا.
بداية، نود التعرف على أهداف حملتكم الخيرية.
– هذه الحملة الخيرية “أسبوع اليتيم” نقوم بتنظيمها في مقدونيا للعام السادس على التوالي، في مثل هذا التوقيت تقريباً، في النصف الثاني من شهر أبريل، ولها ثلاث أهداف رئيسة:
أولاً: توعية الرأي العام بالتحديات والاحتياجات الخاصة بالأيتام، ودعوة الناس لتبني قضاياهم ومتطلباتهم.
ثانياً: العمل على إعادة تأهيل الأيتام وتيسير عملية دمجهم في المجتمع وعدم بقائهم منعزلين عنه.
ثالثاً: جمع التبرعات لدعم المشروعات المتعلقة بالأيتام خاصةً في المجالات التعليمية.
أطلقتم شعار “الأيتام.. أمانتنا” على حملتكم السنوية، فما الرسالة التي أردتم توصيلها للمجتمع؟
– هذا الشعار قمنا بتثبيته لحملتنا السنوية منذ ثلاث سنوات؛ فنحن لا نريد أن تكون أمانة الأيتام في أعناق جمعيتنا فقط؛ وإنما في أعناق المجتمع ككل، لذا كنا نسعى دوما أن تكون هناك أكثر من جهة وأكثر من بلدية في هذا الملتقى السنوي. وقد حققنا نجاحات طيبة تمثلت في التواصل مع سبع بلديات في مقدونيا وتسابقت كل منها في تقديم الدعم لبعض مناشط هذه الحملة.
نفس الأمر تمت مع العديد من أهل الخير من المتبرعين المحليين في مقدونيا، وكذلك من قبل أفراد ومؤسسات الجاليات الألبانية المسلمة في الغرب، وأيضاً من قبل المؤسسات الخيرية في تركيا وغيرها.
قمتم بدعوة مؤسسات مماثلة لكم في بعض دول البلقان المجاورة للمشاركة في فعاليات أسبوع اليتيم، فما سر اهتمامكم بالبعد الإقليمي لهذا المنشط الخيري؟
– دأبنا في هذه الحملة خلال السنوات الأخيرة على دعوة مؤسسات مشابهة لنا تقوم على رعاية الأيتام في الدول المجاورة بغرب البلقان مثل ألبانيا وكوسوفا والجبل الأسود ومنطقة جنوب صربيا والسنجق، بالإضافة لتركيا للمشاركة معنا بمجموعات مميزة من الأيتام بهذه الدول في أنشطة وفعاليات وبرامج أسبوع اليتيم في مقدونيا.
فهذا المنشط السنوي لـ”ملتقى اليتيم”، أحببنا أن يكون منشطاً مجمعاً سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي للالتقاء والتعارف وتبادل الخبرات بين المؤسسات من جهة، ومن جهة أخرى فالأيتام من الدول المختلفة يتعارفون فيما بينهم ويتشاركون في أنشطة متنوعة وعلى مدار أيام متصلة مما تكون لها بصماته الإيجابية على مستقبل حياتهم ورؤيتهم لدورهم المجتمعي والحياتي.
نود التعرف على الفعاليات والمناشط التي تمت خلال أسبوع اليتيم؟
– مناشط أسبوع اليتيم امتدت على مدار خمسة أيام متصلة، في الفترة: 25 – 29 أبريل، وخلال هذه الأيام الخمسة قام الأيتام من مقدونيا ومن الضيوف الذين حضروا من الدول المجاورة بزيارة العديد من المؤسسات ما بين مؤسسات رسمية البلديات ومؤسسة مجتمعية وثقافية بالعديد من المدن والبلديات.
وذلك بجانب زيارة المعالم الإسلامية التاريخية والتراثية في مقدونيا، وكذلك زيارة بعض المنتزهات وحديقة الحيوانات الوطنية، وبجانب التجول في الأسواق القديمة وبعض المراكز التجارية.
ومن بين المناشط التي قمنا بتنظيمها خلال أسبوع اليتيم مهرجانين فنينين حيث شارك فيهما الأيتام بأنفسهم في تقديم الأناشيد والأشعار وغيرها من الأعمال الفنية والتي تبرز مواهبهم الأدبية والفنية. كما أقيمت مسابقات ثقافية بين مجموعات الأيتام من مقدونيا والوفود الزائرة في المعارف العامة.
فعلى سبيل المثال، وبالنسبة للزيارات للمدن، فقد كانت البداية من العاصمة إسكوبيا، ثم إلى مدينة تتوفا، وهناك كان استقبال من رؤساء البلديات للأيتام حيث تم تقديم غداء خيري لهم بعد جولاتهم بالمدينتين. كما تمت زيارة لمدينة كرتشوفا، حيث أقيم بها مهرجان ثقافي، فني، خيري، وفي نهاية اليوم قدم رئيس البلدية عشاء خيري للضيوف الزائرين من البلدان المجاورة.
أيضاً قمنا بزيارة بعض المدن الجميلة المشهورة في مقدونيا مثل أوهريد، واستروجا، اللتان تحتضنان معالم أثرية جميلة، بجانب طبيعتها الخلابة هناك حيث توجد بها بحيرة تعد من أكبر البحيرات العذبة في منطقة البلقان وأوروبا. وكانت فرصة للأيتام لقضاء يوم جميل في أجواء التاريخ وأحضان الطبيعة معاً.
وتتمثل أهمية هذه الزيارات والجولات التي تضمنتها الحملة الخيرية الأسبوعية السنوية أنها تحقق هدفنا الرئيس من الحملة، والمتمثل في إعادة دمج الأيتام في المجتمع عبر البرامج المتنوعة ما بين ثقافية وفنية وترفيهية وسياحية وغيرها.
ما أبرز نجاحات حملتكم السنوية الخيرية؟
– حققت هذه الحملة نجاحات عدة سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي.
أ- فعلى المستوى المحلي: استطعنا عبر هذه الحملة تنشيط الرأي العام في مقدونيا، وإيجاد تفاهماً مع سبع بلديات لدعم هذه الحملة جزئياً، إضافةً لتحريك العديد من المؤسسات المحلية للتحرك معنا بدعم بعض مناشط الحملة.
هذا التحرك الجماعي من قبل مؤسسات المجتمع أظهر للأيتام اهتمام المجتمع ككل بهم وهو ما ينعكس إيجابياً على نظرتهم لمجتمعهم الذي احتضنهم وساهم في إسعادهم خلال هذا الأسبوع السنوي الخاص بهم.
ب ـ بينما على المستوى الإقليمي: فقد التقت مؤسسات تعمل في نفس المجال وتبادلت الرأي في شؤون الأيتام وقضاياهم؛ كما تعرفت الأيتام من الدول المختلفة على بعضهم البعض وهم يشعرون بأنه أصبح لهم أصدقاء من دول مجاورة.
وعلى مستوى الدعم فقد ساهمت “هيئة الإغاثة” التركية (IHH) مساهمة فعالة في إنجاح هذا الأسبوع وهى تعد الراعي الأكبر لهذه الحملة السنوية، وكذلك مؤسسات الجالية الإسلامية الألبانية في دول غرب أوروبا.
أخيراً، نود التعرف على أنشطة جمعية “سنابل الخير”، وهل من أنشطة ومشروعات أخرى تقومون بها؟
– جمعية “سنابل الخير” الخيرية التي تأسست في عام 1991م، وهى تعمل في المجال الخيري والإغاثي، ومعظمة أنشطتها تتعلق بالأيتام، حيث تقوم بكفالة أكثر من 1170 يتيماً في مقدونيا، كما تقدم بدعم الشرائح الفقيرة والمهددة في مقدونيا، كما أن لها أنشطة في المجال التعليمي والتربوي ومجال التنمية كما تقوم بتنفيذ المشروعات الموسمية المشهورة مثل السلات الغذائية وإفطار الصائم وأضاحي العيد وتوزيع حطب التدفئة في بداية موسم الشتاء. ومقر الجمعية في العاصمة إسكوبيا، كما أن لها فرع آخر في مدينة كرتشوفا.
وهذه الحملة تعد جزءاً من النشاط الذي تقدمه الجمعية للأيتام على مدار العام والمتمثل في الرعاية بصورها المختلفة بدءاً من تقديم الكفالات المالية الدورية، إلى النشاط التعليمي مثل تقديم المنح الدراسية للطلاب المتميزين في المرحلة الثانوية والجامعية بالإضافة للدورات المتخصصة سواء في مجال اللغات أو مجالات المهارات والقدرات التأهيلية التي ترفع من مستوى الكفاءة لديهم، وإلى المناشط التربوية والترفيهية الأخرى مثل الرحلات والمخيمات وغيرها.