– أتوقع نسبة إقبال تصل 30% وإذا وصلت 40% فهو انتصار عظيم للديمقراطية
أكد مرشح التيار الديمقراطي عن تونس المدينة أحمد بوعزي أنه منكب على حملته الانتخابية، وغير معني بما يقوم به المنافسون من الأحزاب الأخرى، وأقر بوجود تشابه بين برامج الأحزاب والمستقلين، واشتكى من انخفاض منسوب الثقافة السياسية لدى كثير من التونسيين، وحمل نظام الاستبداد المسؤولية عن ذلك.
وعبّر عن ارتياحه لتمكّن مجلس نواب الشعب من المصادقة على مجلة الجماعات المحلية، واستبعد حصول عزوف عن المشاركة في الانتخابات أو تسجيل نسبة متدنية على غرار مشاركة الأمنيين لاختلاف السياقات والظروف.
وأشار بوعزي في حوار مع “المجتمع” إلى أن حملته تقيم خيمة انتخابية يومياً وتقوم بالاتصال بالمواطنين؛ داراً داراً، وشارعاً شارعاً، وتستمع لنبض المواطنين ومشكلاتهم، ونوزع عليهم مطوياتها الخاصة بالانتخابات، ليطلعوا على برنامجها.
هناك تشابه في برامج الأحزاب السياسية والمستقلين، ما الذي يتميز به برنامج التيار الديمقراطي، وبرنامجه لتونس المدينة بالخصوص في هذا الإطار؟
– صحيح أن هناك تشابهاً بين القائمات المتنافسة سواء كانت قائمات أحزاب أو مستقلة، ولكن لدى التيار الديمقراطي ثلاثة حاجات مهمة يركز عليها في برنامجه وهي النظافة، فنحن نرغب في تحميل المؤسسات والمواطنين المسؤولية عن نظافة أفنيتهم وساحات منازلهم، فليس معقولاً أن ترمى النفايات أمام المتاجر وتترك كما هي، ثانياً حماية الأرصفة وتحريرها من المستولين عليها، فلا يعقل أن يتم احتلال الرصيف المخصص للمارة لإقامة متاجر أو توسيعها، وفي هذا الإطار سنغرس أعمدة من الإسمنت المسلح لمنع استغلال الأرصفة للتجارة والبيع والشراء، ووقوف السيارات، وهو ما يمنع أو يعطل أو يضايق مرور المترجلين، وهذا حيف بحق المواطنين، ضحايا الرشى أو الوساطات أو استغلال النفوذ أو ضعف الإدارة مما جعل الأرصفة نهباً لخارقي القانون.
كيف ستتعاملون مع الوضع؟
– ستكون هناك شروط لإقامة أكشاك على الطريق العام، تستجيب لمواصفات الجمالية، والمواد الواجب استخدامها، كالخشب والمواد الخفيفة، وليس الإسمنت، بحيث تكون أنيقة ولائقة ولا تستحوذ على الرصيف، والنقطة الثالثة التي سيركز عليها التيار في حملته بتونس المدينة هي الشفافية، فنحن نرغب في رقمنة كل ما يتعلق بالأشغال البلدية، والإدارة البلدية، والأعمال البلدية وعلاقة البلدية بالمواطن، كل هذا سيكون مرقمنا، ونجعل تطبيقات على الهواتف ليتمكن المواطن من معرفة مصير ملفه أو ملفاته وإلى أي مرحلة وصلت، وفي أي مكتب، وعند من، وماذا يحتاج من أوراق إضافية وما إلى ذلك.
ما التحسينات أو المشاريع البلدية الكبرى التي تنوون إقامتها؟
– نحن نريد من تونس أن تكون مدينة يطيب فيها العيش، يجد فيها المواطن ما يريده، إن أراد التجوال، أو قضاء حاجاته اليومية، أو الخاصة في أيام العطل والمناسبات، وفي أماكن نظيفة، ونحن في هذا الصدد لدينا برنامج طويل وعريض، بالاشتراك مع الخواص وليس فقط البلدية، فنحن نلاحظ أن العائلات تتوجه إلى البلفيدير في العطل، ما عدا من لديهم سيارات يتوجهون للبحيرة، أو الحمامات، أو المرسى، وغيرها، لكن من ليس لديه سيارة ماذا يعمل؟ وقد فكرنا في ذلك وقررنا استغلال ميناء تونس، الذي قيمته بعشرات الملايين من الدنانير مغلق حالياً، ونحن نرغب في استعماله واستغلاله، في بعث أماكن ترفيه، وجلب عوّامات كما هي الحال في البسفور، أو بينين، أو في لاسال، وفي التاميز، وغير ذلك من الأماكن، والعوامات المقترحة تخرج من حلق الوادي إلى تونس، وتمر بالشط، ويمكن لمستخدم هذه العوّامات رؤية قصر قرطاج من البحر، وسيدي بوسعيد، وخليج تونس، وغير ذلك وهذه أمور نعتقد بأن الشعب التونسي يرغب في رؤيتها مجسدة ومجسمة على أرض الواقع، ويتمتع بها وينتفع بها وتكون هناك مطاعم على هذه الممرات المائية تفيد البلاد من ناحية رفاهية شعبها، وتنمية سياحتها كماً وكيفاً، ولم لا تكون هناك مطاعم عائمة ومقاهٍ عائمة في شواطئنا وبحرنا؟
أنتم تنافسون على مقعد تونس المدينة مع أحزاب كبيرة، كيف ترون حظوظكم في هذا الشأن؟
– تعد هذه الانتخابات، الانتخابات الحرة الثالثة في تاريخ تونس، بعد انتخابات 2011 و2014 البرلمانيتين إذا استثنينا الانتخابات الرئاسية، كان التصويت عقابياً في عام 2011 لصالح من عذّبهم بن علي، وعمل على استئصالهم طيلة فترة حكمه، بكل الطرق التي كان بإمكانه القيام بها، وبالتالي كان التصويت ضد بن علي، وفي عام 2014 صوّتوا للحزب الذي قال: إن النداء والنهضة خطان متوازيان لا يلتقيان أبداً وإذا التقيا فلا حول ولا قوة إلا بالله، والناس اليوم في حالة لا حول ولا قوة إلا بالله، وبالتالي فالناس سوف تقتص من الحزب الذي وعدهم بالتنمية وجلب الاستثمارات وتعبئة قفة المواطن وخفض الأسعار والقضاء على البطالة، وأداء أفضل من أداء الترويكة، ولذلك انتخبوه ولكنه لم يفِ بوعوده رغم امتلاكه للسلطات والدولة كلها، التيار الديمقراطي يمكن أن يكون بديلاً لأن تاريخه نظيف، وقادته من المناضلين في عهد الاستبداد، وأنا شخصياً ناضلت ضد بن علي، وكنت قيادياً في “بي دي بي” ومديراً لجريدة “الموقف” الناطقة باسمه، وأنا لم أتقدم للحصول على منصب سياسي سوى بعد الثورة، ولذلك أعرض خدماتي على الناخبين في محاولة للإصلاح وليس للحصول على كرسي، وكل ما أطمح إليه هو ثقة الناخبين، ومن طرفي سأفي بكل وعودي.
هناك مخاوف وتوجسات سادت الساحة السياسية ومنظمات المجتمع المدني من إمكانية إجراء الانتخابات البلدية دون المصادقة على مجلة الجماعات المحلية في 26 أبريل الماضي، ما الحركة التي أدخلتها بعد المصادقة عليها على الحملة وتداعياتها المتوقعة على عملية الاقتراع يوم 6 مايو؟
– المصادقة على مجلة الجماعات المحلية أعطت شحنة جديدة للحملة، كما أوضحت الكثير من الغموض، وهي تؤكد تسيير البلدية بصورة ديمقراطية، وبدون عودة كما في السابق للمعتمد والوالي ووزارة الداخلية، وستمكن المجلة الناس من التدرب على الحكم المحلي، والحكم بصفة عامة، وستكون بروفة للانتخابات التشريعية القادمة، لكن المجلة ستحتاج نحو 10 سنوات ليكون لها تأثير كبير على واقع المواطن.
في اتصالاتكم مع المواطنين، هل لاحظتم وعياً كافياً بأهمية الانتخابات وأهمية المشاركة فيها والتمييز بين الدعاية والحلول؟
– النظام الذي حكم البلاد لأكثر من 60 سنة قام بتجهيل الشعب بخصوص الديمقراطية، والحرية والسلطة الشعبية، فأغلب الناس لا تفرق بين البلدية والبرلمانية والرئاسية، وتنظر للسياسيين جميعاً على أنهم السلطة الحاكمة في البلاد، أو تنظر للعلاقة بين السياسي والمواطن على أنها علاقة سلطة مع رعية، وليس على أساس المواطنة التي تفرض حقوقاً وواجبات، لم تكن مرسومة وواضحة في عهد الاستبداد من عام 1956 وحتى الثورة.
هل تتوقعون عزوفاً من قبل الناخبين؟
– أستبعد حصول عزوف عن الانتخابات، على غرار نسبة الإقبال في صفوف الأمنيين لاختلاف الظروف والسياقات، وأتوقع إقبالاً بنسبة 30%، وإذا وصل الإقبال إلى 40% فهو انتصار عظيم للديمقراطية.